الإعلامية والممثلة أمل قليوان
عملي في مجال الإعلام جاء من خلال جهد وعمل ومثابرة
في هذه الأيام للأسف بتنا نحس أن الشكل والمظهر الخارجي أهم من كل شيء، بسبب ما نراه اليوم في القنوات بشكل عام.. رغم أن المشاهد عرفها في البداية كمذيعة نشطة على قناة وعد استطاعت امل قليوان ان تثبت أنها فنانة شاملة.. وكما تميزت في التقديم التلفزيوني نجحت في تقديم نفسها كممثلة موهوبة ومتمكنة عبر المسلسل غسق وتطل امل على جمهورها بشخصية (ليلى) ونجحت في تجسيد تفاصيل الشخصية خلال أحداث المسلسل لتعلن على ميلاد فنانة جديدة تملك الموهبة والقدرة على التمثيل.. نتمنى ان نشاهدها في اعمال جديدة..استطاعت امل الفتاة الشابة بمواهبها الاعلامية والفنية العالية أن تشق طريقها للصعود إلى قمة الهرم بتلقائية فهي اعلامية وممثلة ومذيعة هادئة ودائمة الابتسامة قدمت العديد من البرامج الاذاعية والتلفزيونية ضيفتنا في هذا الحوار من طراز فريد سطرت أسمها في قائمة نجمات الاعلام وتعتبر من أبرز الاعلاميات لما قدمته من أعمال إذاعية وتلفزيونية ناجحة تميزت بالموهبة والإصرار على النجاح وقوة الإرادة وشعارها دائما (إلى الأمام مهما كان الطريق وعرا) أشاد النقاد والمخرجون بأدائها المتميز في التقديم والاعداد البرامجي والتمثيل تمتاز بجمال الروح والطيبة عشقت الاعلام منذ الصغر وبعد مرور سنوات من العطاء الاعلامي توقفت عن ممارسة الاعلام لظروف قاهرة ..مسيرتها الاعلامية والفنية وحياتها في هذا الحوار .
حوار : فوزي المصباحي
في البداية كيف جاء عملك في مجال الإعلام؟
عملي في مجال الإعلام جاء من خلال جهد وعمل ومثابرة وورش تدريبية عديدة محاولة مني لصقل ما أعتقد أنها لدي وهي الموهبة.. واحدة من هذه الدورات التدريبية كانت هي سبب دخولي هذا المجال…رغم الصعوبات التي واجهتها قررت أن أخوض هذه الدورة.
في أية سنة انطلق صوتك عبر الأثير سواء في الراديو أو التلفزيون؟
أتذكر هذا اليوم بكل تفاصيله..تحديدا كان بتاريخ 31 يناير 2018 ..
هل كان لأسرتك دور في تشجيعك بالعمل في مجال الإعلام وخاصة التلفزيوني؟
كنت أود أن أقول نعم والابتسامة ترتسم على وجهي ولكن في مجتمعنا من النادر أن تجد الدعم والتشجيع في مجالين ألا وهما الإعلام والتمثيل أو الفن بشكل عام.. للأسف أسرتي لم تكن داعمة لي في بداية الأمر بل بالعكس حاولوا بشتى الطرق إقصائي عنه لدرجة تجاهل وجودي بينهم حتى في المنزل، حتى أنهم لم يكونوا أساسا يتابعون أو يستمعون لأي من برامجي، كي أتراجع عن قراري وأبتعد عنه تماما فقط لمجرد رفضهم بدون أي سبب وجيه وحقيقي، ولمجرد الرفض فقط بسبب المجتمع وليس لأن المجال يعيب أي شخص يخوضه في شيء، فقد كان مبررهم حين كنت أسأل لما لا..يقولون هو.. (هكي) والمجتمع والقبيلة والبلد والعادات وأمور كهذه. وليس لعيب فيه أو ما شابه .. ولقد ذكرت هذا الأمر في عدة حوارات ولقاءات لي.. ولكن سرعان ما بدأت تصلهم أخبار جيدة واتصالات هاتفية بكلام طيب ومدح لي من الأقارب والأهل والأصدقاء ولاحظوا أن هناك حالة قبول للأمر بشكل عام بل وبشكل تشجيعي وداعم لي.. بدأت تتغير وجهة نظرهم وبدأت ألاحظ تقبلهم للموضوع ومن ثم أصبح تشجيعا ودعما لي.
لماذا قررت العمل في مجال الإعلام؟
من الممكن أن تكون إجابتي مألوفة واعتيادية ولكن فعلا هذا ما حدث معي، فأنا من محبي هذا المجال والتمثيل والفن بشكل عام منذ نعومة أظافري وهذا الشغف كلما كبرت كلما زاد بداخلي.
ما هي طبيعة البرامج التي كنت تقدمينها؟
أستطيع أن أقول إنني كنت من المحظوظين لكي أقدم أنواعا عديدة من البرامج وأكتسب خبرة لابأس بها فلقد كانت بدايتي من خلال برامج الصباح (صباح جديد) على راديو وعد المتلفز.. قدمت كذلك الفني.. الاجتماعي.. الشبابي.. الترفيهي والمسابقات..الصحي.. ولكن بشكل مختلف حيث كان تحديا خفيفا بشكل تحد ما بين ثلاثة متسابقين كان. من الممثلين الذين لديهم بصمتهم في مجال التمثيل في ليبيا الذي كان هو برنامج (ليبيا لايت) .. كذلك الطبخ الذي كان تجربة مختلفة لي أمام المشاهد الليبي حيث كان مختلفا والأول من نوعه في طريقة التقديم والطرح على المستوى المحلي من حيث تصوير داخلي وخارجي وتسوق وتحد أيضا للمذيعة التي هي أنا التي تتحول من مذيعة إلى مساعد شيف.
كيف كانت تجربتك في قناة وعد ؟
تجربة كانت مليئة بالأحداث…. مفعمة بالحياة… مليئة بتعلم الجديد كل يوم واكتساب الخبرة من جميع النواحي سواء أكان مهنيا أو بناء علاقات داخل الوسط أو حتى على الصعيد الشخصي… ويجدر بي الذكر بأن أقول إن كل ما قدمته سواء مسموعا أو متلفزا من خلالهما هو أول ما قدمت في هذا المجال بشكل عام …
إذن ما هو سبب تركك لراديو وتلفزيون وعد؟
سبب تركي لراديو وتلفزيون وعد أستطيع أن أقول انتهاء صلاحية…. وتطلعي لطموح أكبر.
اليوم أين أنت من التلفزيون؟
مبتعدة قليلا لظروف أقوى مني … ولكن لي عودة بإذن الله إذا كان به خير لي … أستطيع القول بأنها استراحة محارب.
هل كانت هناك تحديات تواجهك في مجال عملك الإعلامي؟
أي مجال تخوضه سوف تكون هناك تحديات وصعوبات قد تواجهك وهناك من يحاول إحباطك ومن يحاربك… …. ولولا التحديات لما كان هناك متميزون وعظماء وذوو بصمة.. لولا التحديات لكان مرور أي شخص منا مرور كرام وعابر سبيل فقط.
هل كان هناك أشخاص لهم الفضل في الدفع بك لتكوني مذيعة بالتليفزيون ومن هم ؟
نعم هناك بالطبع ولله الحمد…. بعض الأقارب.. الأصدقاء… والأساتذة في هذا المجال…. وعلى رأسهم الأستاذة والإعلامية التونسية منية السكراني التي كانت أول من آمن بأنني أمتلك البذرة الإعلامية التي هي كلمة كبيرة طبعا علينا أن نحارب ونكمل مسيرة كبيرة للوصول لهذا الوصف( الإعلامي) ولكنها كانت من أوائل الأشخاص بل وقد تكون أكثرهم حرصا على أن تدفع بي للخوض في هذا المجال… عمي أيضا كان من الأشخاص الذين دعموني معنويا ونفسيا بشكل كبير فكان دائما يمدحني ويدعمني ويدفع بي لكي أستمر وكان ذلك أمام والدي في الوقت الذي كان فيه والدي غير مقتنع بالفكرة … كذلك الإذاعية والإعلامية المصرية الكبيرة إيناس جوهر إذاعة الشرق الأوسط كانت أيضا من المؤمنين بي وبقدراتي وبأني أمتلك خامة صوت جميلة من وجهة نظرها.
بأي من المذيعات تأثرت من الجيل القديم ومن الجيل الجديد؟
أنا أحب الكثيرات منهن ولكن مع كامل احترامي وتقديري لكل من في هذا المجال. محليا أو عربيا … لكنني أحاول دوما أن أتعلم وأكتسب خبرة كل من خاض وما زال يخوض هذا المجال سواء قديما أو حديثا أقطف من كل بستان زهرة كما يقال..كما وإنني أحاول أن لا أتأثر بشخصية بعينها لأنني أريد أن تكون لي شخصيتي وهويتي الخاصة بي.
ما هي الوسائل الإعلامية التي عملت بها؟ المسموع المتلفز/ والتلفزيون .والبرامج التي قدمتها وتعتزين بها ؟
أحب وأعتز بكل ما قدمت لأنه يعتبر جزءا مني ومن مسيرتي البسيطة التي مازالت تصنع أمل قليوان… ولكن هناك برامج الأقرب لشخصيتي لأنني كنت فيها على طبيعتي أكثر وكذلك لأنني أساهم في الإعداد أيضا وأبتكر أحيانا فقرات وأجواء جديدة لنضفي روحا جميلة على البرامج…التي من ضمنها برنامج الصباح…. صباح جديد / برنامج ميكس ليبيا لايت… / وعد شو/ نص نص الذي كان برنامج مسابقات رمضاني…
هل تخصصت ببرامج دون أخرى خلال عملك الإعلامي؟..
أحب كل ما يتعلق بالفن بشكل عام فإما متابعة جيدة لهذا المجال بجميع أصعدته….لكني لم أتخصص فقدمت مختلف البرامج لكنني أعتقد أنه قد تم تخصيصي كمقدمة برامج الصباح من العديدين ..
هل العمل بالإعلام بالنسبة إليك هواية أم مهنة؟
هو شغف… هواية حب ومتعة بالنسبة لي ومن ثم تأتي مرتبة المهنة في المرتبة الثانية ..
اتجهت بعض المذيعات للتمثيل وأنت منهن فكيف كانت تجربتك في مسلسل غسق؟
من أجمل التجارب حقيقة أضافت لي بالتأكيد على صعيد مهني خاصة وأنها أولى تجاربي في هذا المجال التمثيل .وكانت مع المخرج الكبير أسامة رزق والكاتب المبدع سراج هويدي في خضم نخبة كبيرة من الممثلين الكبار والوجوه الجديدة أيضا… والعديد ممن أصبحوا أصدقاء لي حتى يومنا هذا وستستمر بعون الله فبالنسبة لي أن تكون علاقات جميلة وصداقات تدوم ما بعد العمل أو أي تجربة تخوضها هي بمثابة كنز لايقدر بثمن …
هل سنشاهدك في أعمال درامية جديدة ؟
الممثل دوما يحب التواجد والظهور ويود أن يشارك في أعمال عديدة وجديدة ولكن المخرج وصانع العمل هم أصحاب القرار… حيث تكون للمخرج رؤية أخرى ويتم طلب فنان دون غيره كونه رأى أن يكون مناسبا لدور معين دون غيره.
ما هو الأهم الإطلالة الجميلة للمذيعة أم ثقافة الحوار؟
المظهر مهم ولكنه ليس الأهم من وجهة نظري…. ولكننا في هذه الأيام للأسف بتنا نحس أن الشكل والمظهر الخارجي أهم من كل شيء بسبب مانراه اليوم في القنوات بشكل عام فترى الجمال والدلال وبالمقابل ما يوازيها من انعدام ثقافة ولباقة وحتي آداب الحديث تكاد تكون منعدمة ولكنها مستمرة أو مستمر… لديه من يقدمه ويدعمه بقوة ويتم فرضه على الجمهور يوما بعد يوما حتى يعتادوا عليه ويتم إطلاق لقب إعلامي أو إعلامية على هذا الشخص …رغما عن أنوف الكثيرين.. ومن إجابتي المطولة أعتقد أنه قد وصلت لسيادتك أن إجابتي بالتأكيد الثقافة وثقافة الحوار… فمن الممكن أن تمتلك نسبة متواضعة من الجمال ولكن قبولك وحضورك وثقافتك تفرضك على المشاهد فحتى ولو لم يعجب بشكلك سوف يضطر الإعجاب بثقافتك… ولكن العكس غير صحيح.. وحتى وإن قيل لي هناك جميلات نجحن واستمرين بسبب جمالهن وحب الجمهور لهن سوف أقول نعم إن أحبك الجمهور سوف تستمر ولكن للاستمرار. عليك أن تكون ذكيا ودائما لديك ماتقدم … عند انعدام الموهبة أو الثقافة يجب أن تكون ذكيا… سنضطر الرجوع لإحدى الخصائص وهي الذكاء..
هل أنتِ متفائلة بالمستقبل الإعلامي خاصة في هذه الظروف التي نعيشها..؟
في كلمة واحدة ( يارب).. أتمنى بالطبع أن نرتقي بما نقدمه ونحترم مانختاره للمشاهد… ونحترم عقله..
كيف تقضين أوقات فراغك..وما هواياتك؟
نبدأ بالهوايات… فمن هواياتي… العزف على البيانو.. والاطلاع ومعرفة الجديد… التعلم… السفر طبعا وبشكل بديهي التقديم والتمثيل…. وهناك أشياء أخرى طبعا لكن هذا ما يحضرني الآن وأكثر ما أحب. أما عن الشق الآخر من السؤال وهو قضاء وقت فراغي ففي هذه الفترة لا يوجد لدي حتى وقت فراغ لما أمر به من ظرف قهري..
ماهو طموحك الإعلامي ؟
طموحي هو الوصول عربيا وليس محليا فقط…عالميا إن أمكن لم لا ؟ وصناعة بصمة خاصة بي وترك سيرة حسنة لي وتاريخ يذكر من بعدي…
أخيرا.. ما هي نصيحتك لأى شاب أو شابة يسعيان للعمل في مجال الإعلام؟
”حنقولها بالليبي هالمرة لو تسمح لي ..أولا خليك إيجابي واحد…. ثانيا لازم تكون اجتماعي واصنع علاقات قد ما تقدر ماتقولش هذا صغير وهذا كبير… ثالثا والأهم مهما أحبطوك ومهما عجّزوك ووقفوا في طريقك وحاولوا يحسسوك أنك مش حتوصل (كمل) واسعى وحاول مرة واثنين وثلاثة وعشرة.. ولو عندك ماتقدم فعلا والموهبة موجودة والثقافة أيضا والرغبة في التعلم بشدة وتقبل النصيحة من الناس الصح طبعا أصحاب الخبرة والمجال الحقيقيين… حتوصل “.
كلمة أخيرة تودين قولها في ختام هذا اللقاء؟
في نهاية هذا اللقاء أتمنى أنني كنت ضيفة خفيفة أولا وقبل كل شيء لا يسعني إلا أن أشكرك على اختياري ومنحي فرصة الحوار معك وفرصة تقديمي للجمهور من جديد بطريقتكم الخاصة الجميلة الراقية أشكرك.. وأشكر صحيفة نجوم وكل من اهتم واستقطع من وقته وأسعدنا بقراءة هذا الحوار.