الرياضة الليبية تتطلع إلى المستقبل بمنشآت القرن الماضي!
جمال أبونوارة وكيل وزارة الرياضة:
بصدد تجهيـــــز ملعب النهـــــر..
وإعادة تعشيب ملعب الزقوزي
لم يعد الحديث عن سوء حالة المنشآت الرياضية وتواضعها حديث وسائل الإعلام بل اصبح حديث الشارع، ففي الوقت الذي نجد فيه دولا تتفاخر بمنشآتها نتحسر نحن عن هذا الواقع المؤلم والذي ما كنا نصل إليه لو اننا وضعنا الرياضة في المقام الذي تستحق والحقيقة ان المرء يخجل من نقل بعض المباريات مرئيا لسوء حالة الملاعب بل الى انتمائها الى عصور سابقة، فهل يعقل ان نشاهد محبي كرة القدم وهم يتابعون المباريات وقوفا فوق الاسوار؟.وهل يعقل ان نشاهد ملاعب وقد وضعت فيها مخلفات البناء خلف المرمى؟. وهل يعقل ان يقتحم قطيع من الماشية بعض الملاعب.. الحقيقة واقع الحال مؤلم جدا،لذا اتجهنا الى بعض الشخصيات الرياضية لنتعرف عن وجهة نظرها في إطار مناقشتها لهذا الموضوع.
استطلاع: إمحمد إبراهيم
جمال ابونوارة وكيل وزارة الرياضة:
سنقوم بصيانة ما يمكن صيانته وفق الامكانات المتاحة
البداية كانت مع السيد جمال ابونوارة وكيل وزارة الرياضة الذي قال:
اتفق مع كل من يقول اننا نفتقر الى المنشآت الرياصية التي تلبي طموحاتنا، خاصة ان الوسط الرياضي بل كثير جدا من الليبيين قد استفزهم ما شاهدناه في قطر أثناء اقامة بطولة كأس العرب لكرة القدم، حيث الملاعب الجميلة، والكل تساءل لماذا لا تتوفر لنا مثل هذه الملاعب بل وأفضل، والمنطق يقول انه من الواجب أن تكون لدينا ملاعب ومنشآت رياضية نفتخر بها وتكون سببا في تطور الرياضة وفي نشر الوعي الى غير ذلك من الفوائد، لكن واقع الحال يختلف، وأقول هنا ان وزارة الرياضة ليست معنية بتنفيذ المنشآت الرياضية، فهناك أجهزة مختصة في ذلك، كما ان تطوير المنشآت الرياضية يجب أن لا نحصره في وزارة الرياضة ، بل يجب أن يكون مشروع دولة، وما نفذ في قطر مثلا ليس من وزارة الرياضة بل هو مشروع دولة.
وقال ابونوارة: ما نستطيع القيام به الآن هو صيانة ما يمكن صيانته وفق الامكانات المتاحة وبالتأكيد ليس هذا هو طموح الليبيين لكن على الاقل في الفترة الحالية نحافظ على ما هو موجود، ونقوم بصيانة ما يمكن صيانته، وبعيدا عن موقعي كوكيل لوزارة الرياضة فإنني مثل جميع الليبيين اطالب بأن يتوفر لولادي أفضل وارقى المنشآت والملاعب، لكن كما قلت ان هذا يجب أن يكون مشروع دولة.
عن صيانة ملعب طرابلس قال أبونوارة:
لا أود الغوص في التفاصيل فقد تكون مؤلمة، بل هي كذلك فعلا، وكلنا يعرف متى أنشئت، وان لكل منشأة عمرا افتراضيا، ونأمل أن تقوم الشركة المنفذة بايجاد الحلول لكل ما هو يشكل خطرا على حياة الناس، فنحن نريد رياضة تبعث الفرح والسعادة وليس الكوارث.
وعلى كل فإننا نتابع باهتمام كبير سير عملية الصيانة لملعب طرابلس، ونقف على كل كبيرة وصغيرة، ونأمل أن تتحقق الصيانة التي تجعلنا نستفيد من هذا الملعب على صعيد المسابقات المحلية والمناقسات الدولية.
تابع السيد جمال ابونوارة:
سنجهز ملعب النهر.. ونعيد تعشيب ملعب الزقوزي
سنحاول، بل سنعمل بجدية وحرص على معالجة ما يمكن معالجته خدمة للرياضة ببلادنا، والخطوط المقبلة تتمثل في تجهيز ملعب النهر من حيث الارضية والمرافق الاخرى، وسنستدعي الشركة الإسبانية التي كانت قد شرعت في صيانته سنة 2010 لتكمل ما ينص عليه العقد الذي ابرم معها، كما اننا سنسرع الخطى في تغيير أرضية ملعب المرحوم علي الزقوزي بأرضية صناعية من الجيل المتطور، واذا نجحنا في ذلك فعلا فإننا نكون قد وضعنا بعض الحلول في اقامة مباريات كرة القدم، ليس للمسابقة الممتازة فقط، بل لتصنيفات فنية اخرى.
المهندس محمد قريميدة:
إيقاف اللعب بملعب بنينا وارد.
قال المهندس محمد قريميدة، وهو مراقب افريقي: هذا واقعنا وهذا ما يتوفر لنا من ملاعب، وعلينا أن نتعامل مع الواقع الى حين أن تتوفر لنا ملاعب جيدة، وحديثة، ولا أعتقد أن ذلك سيتحقق في المستقبل القريب.
وأكد المهندس محمد قريميدة: لا اختلف مع أحد بأن ملاعب كرة القدم الحالية لا يمكن لها ان تمكن الفرق واللاعبين من التعبير عن امكاناتهم الفنية، كما انها تشكل خطرا على اللاعبين من حيث كثرة الاصابات، وليس أمامنا إلا التعامل مع الواقع الى أن يتغير الحال ونتوجه الى الاهتمام بالمنشآت الرياضية ، لتصبح الرياضة مشروع دولة.
ناصر بالحاج:
يتوفر لنا كل شيء ولا نملك شيئا!
قال اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي ناصر بالحاج:
الحقيقة الامر محير جدا، ليبيا التي تتوفر لها الإمكانات المالية الكبيرة تفتقر الى الملاعب الرياضية، هل الرياضة ليست مهمة، هل لدينا مسؤولون يسهلون قيمة وأهمية الرياضة؟.
اننا للاسف سوف ندفع ضريبة ذلك، وسيكون المستوى الفنيه هو الضحية وستحرم كثير من المواهب من التعبير عن امكاناتها الفنية، ولن يكون بامكان الفرق والمنتخبات الليبية النجاح في المنافسات الدولية ولن تكون قادرة على اعتلاء منصات التتويح.
اقول: ان الرياضة مهمة مثل أي مجال اخر، ولابد ان ترصد لها الإمكانات الكبيرة، ولابد ان يكون لنا ملاعب وساحات حديثة، ولابد لنا أن نتطور كما يتطور العالم، وانه من العيب ان تكون ملاعبنا بهذه الصورة الهزيلة.
محمد بحر:
وأسفاه على واقعنا الرياضي
تأسف اللاعب الدولي السابقه محمد بحر على واقع الرياضة وقال:
للاسف نشاهد مباريات كرة القدم تلعب على ملاعب مفتوحة وعرضة مباشرة للمتغيرات الجوية، وهذه الملاعب وللاسف الشديد ليست ذات أرضية سيئة بل ان حجرات الملابس المتوفرة بها لا تسع لثلاثة لاعبين، ناهيك عن المياه، وأشياء أخرى يخجل المرء لذكرها.
وتساءل محمد بحر:
اي مستوى فني تريده ان يتحسن، وأي لاعب بإمكانه ان يبدع، وأي مدرب يمكنه تنفيذ أفكاره في وجود هذه البنية التحتية الرياضية المتهالكة والمنتهية الصلاحية، والتي تجاوزها العالم من حولنا منذ سنوات.
وقال بحر: ان الأوان لنعطي الرياضة حقها ونخصص لها الإمكانات وننجز المنشآت الحديثة، ما عدا ذلك فإننا سنظل نحرث في البحر، وكلنا يشاهد الملاعب التي تقام عليها مباريات كرة القدم، فهي متواضعة جدا جدا.
عبدالرؤوف بالنور:
ما ينفع في البايد تلفيق
اما المدرب عبدالرؤوف بالنور فقال: علينا أن نختار إما رياضة تتوفر لها شروط النجاح ، وإما وضع الرياضة في الثلاجة ونكتفي بمشاهدة غيرنا وهم يتطورون، فالرياضة لا تعترف بالتلفيق، وهذا الذي نسميه صيانة للمنشآت باتت من الماضي اراه اضاعة للوقت واهدارا للمال العام الذي لم تأخذ منه الرياضة حقها بعد، وقد نبارك هذه الصيانة اذا ما كانت لفترة محدودة، اي الى حين تنفيذ منشآت حديثة، اما تخذيرنا بهذه الصيانة وايهام الناس بذلك فإننا نضع ذلك في قائمة ذر الرماد في العيون.
وقال بالنور: الرياضة اصبحت صناعة، وهناك شركات عالمية متخصصة في انشاء الملاعب بمواصفات مذهلة، وأعتقد أن الرياضة ببلادنا جديرة بأن تدخل مرحلة المنشآت الحديثة.
وقال المدرب عبدالرؤوف بالنور: ان هذه الملاعب السيئة اضافة إلى كونها لا تنتج مستوى فنيا جيدا او حتى متوسطا، فهي تساهم في اصابة اللاعبين، وهو ما حدث فعلا، وجل الفرق خسرت لاعبين بسبب سوء ارضية الملاعب.
رشاد أبوبكر:
ليس أمامنا إلا اصلاح الحال
بدوره قال الأستاذ رشاد ابوبكراللاعب السابق والمدرب السابق لفريق الاولمبي لا خلاف على اننا نفتقر الى الملاعب الرياضية، وهذا يدعونا الى وضع خطة مدروسة جيدا تهدف الى اصلاح حال هذه الملاعب من خلال تزويدها بأرضيات صناعية حديثة من الاجيال المتطورة جدا، ثم نتوجه فيما بعد الى وضع خطة لإنشاء ملاعب حديثة تكون موزعة عل اكبر عدد ممكن من المدن الليبية، ونحرص كل الحرص على ان تنفذ بمواصفات عالمية تمكننا من التنفيذ الامثل لمسابقاتنا، وتمكننا كذلك من تنظيم البطولات الدولية. وبات على المسؤولين ان يضعوا الرياضة في قائمة مشاريع الدولة، وتخصص لها الميزانيات الضخمة، فالرياضة عنوان لتقدم الشعوب والدول، وانه من المؤسف والمعيب ان تعاني ليبيا من غياب المنشآت الرياضية الحديثة والمتطورة.