على هامش نهائيات بطولة السلة
نجوم تستطلع
آرء المحترفين عن السلة الليبية
شهِدت نهائيات بطولة الدوري الليبي لكرة السلة في مرحلتها الأولى بمجمع سليمان الضراط في بنغازي، حضوراً لافتاً للمحترفين الأجانب من ناحية الأداء والمستوى الفني في كافة الفرق، مما أكسبها قوة وحسن من مستوى الأداء والمنافسة في هذه النهائيات بشكل عام. صحيفة نجوم كانت حاضرة وبقوة ومنذ اليوم الأول في هذه النهائيات، وأجرت استطلاعاً لسبر أراء بعض المحترفين ومعرفة رأيهم حول مستوى كرة السلة الليبية.
متابعة /نور الدين المشاي
المحترف الأمريكي لفريق أهلي طرابلس “جيمس جاستس”
أنا معجب كثيراً بأداء الجمهور وهذه الطاقة الهائلة والأسلوب المتميز في التشجيع، زملائي في الفريق حدثوني عن الجمهور الليبي وكنت أتوقع حضور هذا الجمهور الكبير، ولكنني لم أتوقع بأنني سأعيش مثل هذه الأجواء في البطولة الليبية، وهذا جعلني سعيد جداً وزاد من حماسي لكي ألعب بمستوى أفضل.
أنا متعود على اللعب في مثل هذه الأجواء، وهكذا يجب أن تكون أجواء كرة السلة وبحضور الجمهور بكثافة، نحن تأثرنا بضغط جمهور أهلي بنغازي ولهذا السبب لم نظهر بمستوانا الحقيقي، مما مكن فريقهم من العودة للمنافسة وبقوة للمباراة وخاصة في الربع الأخير منها.
في الربع الأخير من المباراة لم أتمكن من تسجيل أي ثلاثية، امتثالاً لتعليمات المدرب الذي طلب مني اللعب تحت السلة، بعد أن تحسن مستوى الفريق الخصم من النواحي الدفاعية، وفي نفس الوقت نحن تسرعنا في آخر خمس دقائق من الربع الأخير في تنفيذ الرميات الثلاثية، وهذا أثر في مستوانا بشكل كبير.
المحترف التونسي لفريق المدينة “محمد العباسي”
تعلمت فنون كرة السلة في نادي شبيبة القيروان صاحب الفضل، ولعبت في النجم الساحلي والنجم الرادسي والزهرة الرياضية والاتحاد الرياضي المنستيري.
المستوى متقارب جداً بين كل الفرق المشاركة في هذ النهائيات، والأندية التي استعدت للبطولة في بداية الموسم، وكانت حريصة على ثبات التشكيل والمدرب وانتدبت محترفين قبل بداية البطولة، ساعد ذلك على الظهور بمستوى جيد خلال هذه النهائيات، التي دعمت صفوفها بمحترفين قدموا الإضافة المرجوة منهم، وهو مكسب كبير مكن اللاعبين الشباب من اكتساب الخبرة من خلال الاحتكاك بهم.
في تونس كذلك يتم الاعتماد على اللاعبين المحترفين في أغلب الفرق من خلال التعاقد معهم لفترات طويلة لا تقل عن موسم كامل، وهذا ينعكس بالإيجاب على اللاعبين المحليين والبطولة والمنتخب الوطني، والتعاقد مع لاعبين محترفين لمدة لا تتجاوز الثلاثة أشهر لن يعود بالنفع على اللاعب المحلي.
أنا ومنذ اليوم الأول لم أشعر بالغربة في ليبيا وشعرت بأنني موجود بين أهلي، ونحن التوانسة تربطنا علاقات قوية مع إخوتنا الليبيين، ولا يوجد فرق ما بين الليبي وشقيقه التونسي، وما يميز فريق المدينة الثقة الكبيرة ما بين اللاعبين والمدرب ومسؤولي النادي، وهذا ما جعلنا مرتاحين ونلعب بشكل جيد، على الرغم من أن الفريق توقف عن التدريبات طيلة شهر رمضان، وأعد جمهور نادي المدينة بتقديم مستويات أفضل في المباريات القادمة.
كرة السلة الليبية تشهد تطورا ملحوظا، ولكنها ما زالت تحتاج للمزيد من الجهد والعمل، وبتكاتف الجميع لاعبين وإدارة وأندية واتحاد كرة السلة سيتحقق المراد، والنتائج لا تأتي في يوم أو بعد شهر، فهي تحتاج صبرا وعملا متواصلا يستمر لعدة سنين.
كرة السلة في تونس تطورت بفضل اهتمام الأندية ورئيس الاتحاد التونسي لكرة السلة السيد علي البنزرتي، وهذا ما يجب أن يحدث أيضاً في ليبيا.
مستوى اللاعبين الليبيين بدنياً جيد، ومن خلال تدريبات بعض الفرق لاحظت بأنهم يتدربون بجدية ولديهم الرغبة في التطوير من أنفسهم، ولكن العامل البدني لوحده لن يحقق المطلوب.
جميع المحترفين الذين تعاقدت معهم الفرق المشاركة في نهائيات هذه البطولة يتمتعون بخبرة كبيرة وسيكون لهم دور كبير في الرفع من مستوى اللعبة، والأهم هو استفادة اللاعب الليبي من خلال احتكاكه بهؤلاء المحترفين.
الجمهور الليبي رائع وهو من أهم عوامل نجاح هذه البطولة، وأفضل لاعب في البطولة زميلي في الفريق اللاعب الشاب محسن العكرمي، فلقد فاجأني بالمستوى الكبير الذي يقدمه في هذه النهائيات، وسيكون له مستقبل كبير في كرة السلة إذا ما تدرب بشكل جيد وطور من مستواه.
المحترف السوداني لفريق المروج “إتير جيمس ماجوك”
ولدت في جنوب السودان وفي عمر أربع سنين هاجرت عائلتي إلى أستراليا التي أحمل جنسيتها الأسترالية بالإضافة إلى حصولي على الجنسية اللبنانية بعد أن تم استدعائي لصفوف المنتخب اللبناني، واحترفت اللعبة في دوريات كوريا وروسيا وألمانيا ولبنان، تعرفت على ثقافات هذه الشعوب وكونت العديد من الصداقات وهذا أكثر شيء يميز هذه اللعبة، وها أنا اليوم موجود في ليبيا بفضل حبي لكرة السلة ورغبتي في أن أنجح من خلالها.
الجمهور الليبي مجنون بكرة السلة وأعجبني كثيرا طريقة تشجيعهم للفرق والحماس الذي يبثونهُ في اللاعبين، عندما أتيت إلى ليبيا رأيت عكس ما كان يذكره البعض عنها بأنها غير آمنة، وتنظيم هذه البطولة هو خير دليل على أن أوضاع البلاد مستقرة.
ومن خلال مشاركتي في هذه النهائيات أتوقع بأن يكون الدوري الليبي من أفضل الدوريات في أفريقيا في القريب العاجل، ولكي يتحقق ذلك يجب أن يتم تغيير طريقة تنظيم النهائيات، لأن لعب ست مباريات في ثمانية أيام يسبب ضغطا كبيرا على جسم الرياضي ويسبب له التعب والإرهاق ويؤثر على مردوده في الملعب.
فريق المروج وبحسب المعلومات التي عندي، فهو يملك تاريخا كبيرا ومشرفا خلال مشاركاته الماضية، ولكن بسبب مغادرة أبرز لاعبيه في نهاية الموسم الماضي، منعه ذلك من المنافسة على التراتيب الثلاثة الأولى، وموقعه في الترتيب حالياً لا يليق به، الفريق احتل المركز السابع في ترتيب المسابقة خلال هذا الموسم، وبالتالي فمن الصعب جداً مطالبته بتحقيق المرتبة الأولى أو الثانية في هذه النهائيات، والفريق حاليا في مرحلة إعادة البناء ويحتاج لبعض الوقت لكي يستعيد مستواه الحقيقي. قبل مباراتنا مع أهلي بنغازي تحدثت مع اللاعبين وأخبرتهم بأن نقاتل في هذه المباراة ونقدم أقصى ما عندنا، ولهذا السبب ظهر الفريق بمستوى مشرف في هذه المباراة، وبالمقارنة بين مستوى الفريق في المرحلة الأولى من المسابقة ومستواه خلال هذه النهائيات، سيتضح لديك بأن الفريق أحدث قفزة كبيرة على المستوى الفني والتكتيكي في وقت قياسي، والفريق ما زال قابلا للتطور وسيكون أفضل مع مرور الوقت خلال هذه النهائيات.
بشكل عام مستوى اللاعبين المحترفين لكافة الفرق المشاركة جيد، وأنا لستُ بصدد تقييمهم واختيار من هو الأفضل فيهم، كل تركيزي على لاعبي فريقنا وما يمكن أن نقدمه من أداء خلال هذه البطولة.
السليني أفضل لاعبي فريقي المروج، لديه موهبة كبيرة ويتمتع بقامة عالية وهي من أهم صفات لاعب كرة السلة العصري، يتميز بقدرته على الارتقاء للسلة بمرونة فائقة، وهو ما زال صغيرا وأمامه الكثير من الوقت لكي يتطور، وكلما زاد في العمر زادت معرفته بهذه اللعبة.
أنا مرتاح في نادي المروج وأعجبتني الأجواء في النادي، ولن أمانع في الاستمرار معهم إذا ما تحصلت على عرض مناسب.
يجب على مسؤولي كرة السلة في ليبيا التعاقد مع مدربين أصحاب خبرة يعلمون اللاعب الليبي مهارات كرة السلة، وإعدادهم بدنياً بشكل أفضل، والاعتماد على محترف واحد من أجل إتاحة الفرصة للاعبين المحليين.
في الدوري الصيني مسموح بالتعاقد مع أربعة محترفين، شرط أن يشارك محترف واحد في كل ربع من المباراة، حتى تتاح الفرصة للاعب المحلي لعب وقت أطول واكتساب الخبرة من خلال الاحتكاك المباشر مع هؤلاء المحترفين.
لوائح الدوري اللبناني تمنع الأندية من التعاقد مع المحترفين خلال المرحلة الأولى من عمر الدوري، ما عدا في مباريات البلاي أوف، ولهذا السبب يعتبر الدوري اللبناني من أقوى وأفضل الدوريات العربية.
المحترف الأمريكي لأهلي بنغازي “أنطوين ويغينز”
تحصلت على بطولة الدرجة الثانية لكرة السلة في أمريكا وبدأت احتراف اللعبة في ملاعب البرازيل، ومن بعدها انتقلت إلى الدوري اليوناني ولعبت مع فريق بال ثلاثة مواسم، شاركت معهم في دوري أبطال أوروبا لكرة السلة واليوروبا ليغ وحققت معهم على بطولة الدوري المحلي. أول تجاربي في الملاعب العربية كانت في السعودية ومنها انتقلت للعب في الدوري القطري مع فريق الأهلي قبل أن أحط الرحال ولأول مرة في ليبيا واللعب مع نادي الأهلي في هذه النهائيات.. منذ وقت طويل لم أشاهد مثل هذا الجمهور الذي أحيا في نفسي روح المنافسة من جديد وأعطاني طاقة إيجابية كنت أفتقدها منذ وقت طويل، جمهور الأهلي أعجبني كثيراً وهو يحب فريقه ويشجعه بجنون حتى في أوقات الخسارة وهذه ميزة كبيرة تحسب لهم، وبالنسبة لي يأتي في المرتبة الثانية بعد جمهور أولمبياكوس اليوناني ولا يمكن مقارنته بالجمهور السعودي والقطري، وأعجبني أكثر أداء اللاعبين الليبيين ومستوى لياقتهم البدنية، وأنا أرى بأن دوريكم لا يختلف عن مستوى الدوري في السعودية وقطر، وأبهرني مستوى الفرق الليبية خلال هذه النهائيات.
التعاقد مع لاعبين محترفين خلال هذه النهائيات جعل مستوى جميع الفرق متقاربا، فلا يوجد فرق ضعيفة وأخرى قوية، وحتى هذه اللحظة لا يمكن التنبؤ ببطل الدوري هذا الموسم، وهذا من أهم إيجابيات هذه البطولة.
أنا محظوظ بمشاركتي مع الأهلي في هذه البطولة، أول مباراتين لعبتهما أمام فرق الأهلي طرابلس والمدينة أعتبرهما بمثابة التجربة بالنسبة لي، ومن خلالهما أتيحت لي الفرصة للتعرف على اللاعبين بشكل أكبر، وفي مباراة المروج بدأت أشعر بالانسجام والراحة مع اللاعبين وتأقلمت مع خطط المدرب، وساهمت بشكل كبير في تحقيق ثاني فوز لفريقي خلال هذه النهائيات.
التحقت بالفريق قبل مجيء شاين ريكتور بأسبوع، شاين لعب موسما ممتازا في الدوري الكويتي، وعقب نهاية الدوري هناك جاء مباشرةً إلى ليبيا وهو يعاني من التعب والإرهاق، ويجب أن يمنح له بعض الوقت لكي ينسجم مع اللاعبين ويتأقلم مع أجواء الفريق وخطط المدرب، أنا أعرف إمكاناته جيداً وسيكون له دور كبيرامع الفريق في مبارياته القادمة.
من المحترفين أعجبني دوين جاكسون لاعب أهلي طرابلس وجوليو سكولز لاعب المروج، ولاعب الأهلي إسماعيل الجهمي، الذي يمتاز بالطول المناسب للاعب كرة السلة المحترف، فهو يتمتع بلياقة بدنية جيدة ويمتاز بالذكاء، وسيكون له مستقبل كبير في عالم كرة السلة.
أنا مرتاح جداً مع لاعبي الفريق والمدرب والطاقم الإداري، وأنا أستمتع بوقتي في ليبيا وبدأت أفكر جدياً في الاستمرار واللعب مع الفريق في الموسم القادم.
كرة السلة الليبية سيكون لها مستقبل مبهر لما تملكه من لاعبين لديهم المواصفات المطلوبة للاعب كرة السلة المثالي، وبإمكان اتحاد كرة السلة الليبية إقامة أفضل دوري عربي في القريب العاجل.