الفنانة جميلة المبروك لنجوم
كنت أول مخرجة مسرحية ليبية
لم تكن أجواء المسرح غريبة عليها، فوالدها فنان مسرحي ورفقة والداها عاشت في كواليسه، فشغفت به، وبالفن، عززت ذلك الشغف بالدراسة كي تمتلك المعرفة، وبين الدراما الإذاعية والتلفزيونية والمسرح توزعت موهبتها.. فكانت أول مخرجة مسرحية في ليبيا ..عن رحلة التحصيل العملي وتجربتها الفنية ..تلتقي نجوم.. الفنانة جميلة المبروك.
حوار/ أحلام عرعارة
كيف كانت انطلاقة الفنانة جميلة المبروك إلى عالم الفن؟
البداية كانت مند نعومة أظافري فلقد تربيت وترعرعت في كنف معلمي وأستاذي الأول والدي الفنان والإنسان المرحوم بإذن الله حسن المبروك واحد من أعمدة الدراما في ليبيا، كنت قريبة جدا منه وكنت أتابع أعماله وحرصه واحترامه لمواعيد عمله وكنت أرافقه أحيانا للمسرح والإذاعة مما زاد من شغفي وعشقي للفن، مع وجود الموهبة في داخلي لم يكن همي النجومية كما كان هو لا يكترث للنجومية بقدر ما كان يهتم بأدق تفاصيل العمل للوصول للهدف النبيل من وراء العمل، بل كان كل همي أن أتقن عملي وأعشقه وإيصال الرسالة للمتلقي الكريم، لقد كان الله يرحمه الدافع الأول والناصح والمشجع وصاحب الفضل فيما وصلت له الآن، من هنا كانت البداية النظرية.. ثم كانت الانطلاقة العملية في مراحل التعليم المختلفة من خلال النشاط المدرسي ولله الحمد والمنة كنت أتحصل على الترتيب الأول في كل المهرجانات التي شاركت بها وهنا أدركت أن الموهبة وحدها لا تكفي فكان يجب صقلها وتحصينها بالمعرفة والعلم، لذلك قررت الدراسة بمعهد جمال الدين الميلادي وبمباركة من والدي في تسعينات القرن الماضي درست بالمعهد وتخرجت الأولى عن دفعتي والحمد والشكر لله .
وقل رب زدني علما لم اكتف بالدراسة بالمعهد فقررت الالتحاق بالجامعة كلية الفنون الجميلة تخصص تمثيل وإخراج، والآن بصدد تحضير الماجستير في المراحل النهائية لإعداد مشروع التخرج.
أي من أعمالك أحب إلى قلبك ؟
ليس القرب من عدمه، كل أعمالي التي شاركت فيها هي قريبة لقلبي وبدرجات متفاوتة، ولكن ما يزعجني أنه كلما زاد نضجي زادت المسؤولية والخوف والحرص الشديد علي تقمص الشخصية ورسم أبعادها وسلوكياتها وكأنها المرة الأولى، وما أن أمسك خيوطها بعد معاناة وأخذ ورد حتي تقترب مني أكثر فأكثر وبذلك يقترب العمل مني أكثر فأكثر أيضا، وهذه المعاناة في كل الأعمال سواء كانت مسرح أو تلفزيون أو مسموعة فكل أعمالي قريبة للنفس والقلب.
البداية الفنية كانت على خشبة المسرح حدثينا عن هذه التجربة ؟وماذا أضافت لك؟
المسرح هو أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان وقدرته علي المؤالفة بين عناصر فنية متعددة وهو الوسيلة الوحيدة للتعبير فهو أحد فروع فنون الأداء أو التمثيل الذي يجسد أو يترجم قصصا أو نصوصا أدبية وظاهرة فنية قائمة في أساسها على لقاء واعٍ مباشرة، وهو بيت من بيوت الفنانين وأنا هذا بيتي حيث كانت بدايتي فيه بمسرحية كلام يجيب كلام مع المسرح الجديد وبإدارة المبروك حسن والأزهر السوكني وإخراج سالم البدري .
كونك أول مخرجة ليبية في مجال المسرح ماذا يعني لك هذا ؟
من بعد المسيرة كان يجب ان أخوض تجربة الإخراج ولله الحمد كنت أول مخرجة مسرحية ليبية، وإذا ما توفر المناخ المناسب هناك العديد من المشاريع جاهزة للتنفيذ إخراجا وتمثلا والله ولي التوفيق.
من خلال أعمالك قدمت أدواراً ليست بالسهلة متنوعة ومركبة وصعبة ونجحت ونالت إعجاب المشاهد ما السر وراء هذا النجاح ؟
أول أعمالي الدرامية كانت في مسلسل الفال من إخراج المرحوم محمد الساحلي الذي ضم نخبة من أكبر نجوم الدراما الليبية، هذا المسلسل الذي كان ولا يزال، يحظى برضا المشاهد الكريم، ومنها توالت الأعمال الدرامية والمسرحية ،وأود هنا الإشارة إلى ضرورة أن أخوض تجربة السهل الممتنع وهي الأعمال الدرامية المسموعة، وهي أيضا ليست بالبسيطة كما يتصورها البعض، فهي تحتاج لمجهود غير عادي من الممثل في تقمص الشخصية وإيصالها للمتلقي بتعابير ونبضات وترددات الصوت ليتمكن المستمع أن يراك من خلال أذنيه، فقد شاركت في العديد من الأعمال باللغة العربية منها المسلسل الشهير قصة وآية، وعلى هامش التاريخ وغيرها مما أضافت لي فن الالقاء وحسن مخارج الحروف والكثير من الأعمال باللهجة الدارجة الليبية، كل أعمالي المسرحية والمرئية والمسموعة هي الزاد الحقيقي الذي أتزود منه لقادم الأعمال.
اذا كان الفن هو مرآة عاكسة للمجتمع فهو مرآة تقدم شخصيات عدة في أنماط مختلفة لطبيعة النفس البشرية عملا فنيا فهو يحاول جاهدا أن يكون قريبا من آمال وآلام الشارع داخل المجتمع من تلك الشخصيات الشخصية المركبة أو المعقدة، وهي موجودة في الكثير من الأعمال الفنية محليا وعربيا وعالميا يحتاج أداؤها إلى قدرات خاصة من الممثل وأولها استعداد الفنان للدور الذي سيؤديه في العمل الفني، سواء كان مسرحا أو مسلسلا، وعليه أن يبحت في تاريخ الشخصية وأبعادها في الخط الدرامي للعمل الفني إذ أن لكل شخصية بناء دراميا وتركيبة معينة إذا كتبت من قبل مؤلف متمكن فستحقق المتعة للفنان، ولكن إن كتبت بصورة سيئة فإن العمل يفقد بريقه وتميزه في العموم، إن كل شخصية مركبة، وهناك الشخصية المعقدة، وهي بحاجة إلى استعداد خاص من قبل الفنان وجهد ذهني وبدني غير عادي لأنها تحمل المتعة في الوقت نفسة للفنان، ولذلك قدمت العديد من هذه الأدوار المركبة، والأدوار المركبة تحمل العديد من الانفعالات المتناقضة التي تشكل قوة الفنان في أدواته التمثيلية: ولهذه المعطيات أختار أدواري وهي سر النجاح والحمد لله.
السيرة العامرية دراما ليبية من العيار الثقيل ارتقت بذوق المشاهد .جودة الإخراج والنص والفنانين والمحتوى الهادف حدثينا عن هذه التجربة وكيف وجدت ردة فعل المشاهد؟
بالنسبة إلي السيرة العامرية أستطيع أن أقول إنها.. تحفة فنية بنقش محترف…أسعدني تلقي المشاهد لهذا العمل بحب.
الخاتمة
كانت هذه أهم النقاط محور هذا اللقاء الذي اجري مع الفنانة جميلة المبروك.