على أعتاب البداية
ترصـــــــد حظــوظ فــرق السداســـــــي
تصل ستة فرق الليل بالنهار، في استعداد لا يتوقف، وعينها على الظفر بلقب الدوري الممتاز لكرة القدم، والذي بلغ مرحلته النهائية، المزمع انطلاقها في الـ13 من يوليو الجاري على الملاعب التونسية.
وبدءاً من الأهلي بنغازي، أول الواصلين إلى الدور السداسي، وختاماً بالأولمبي، الذي انتظر إلى صافرة النهائية في الجولة الأخيرة للمجموعة الثانية الأسبوع الماضي ليتأكد من تواجده مع كبار المسابقة، تؤمن الأطراف الستة بحظوظها كاملة، وتدرك أن لعب هذا الدور بنظام نصف الدوري يحتم عليها البحث عن الفوز في كل المباريات.
وفي الأسطر التالية، نتبع معاً نقاط قوة كل فريق من فرق السداسي، ونرصد العوامل التي قد تجعل اللقب يبتسم له في آخر المطاف
الأهلي بنغازي .. مزيج الخبرة والشباب
ظهر متوازناً طوال فترة الدوري، وسيطر منذ البداية على صدارة المجموعة الأولى، بدون أن يترك فرصة لبقية المنافسين، حتى كان أول فريق يضمن بلوغه السداسي، في أبريل الماضي.
ويجمع الفريق بين اندفاع الشباب كالواعد فاضل سلامة وقيمة الخبرة، المتمثلة في بعض اللاعبين أصحاب التجربة، على غرار الدولي السابق أكرم الزوي.
كما أن تراكم التجارب، لاسيما في النسخة الماضية من الدوري، والتي بلغ فيها الأهلي بنغازي نصف النهائي، ستجعله قادراً على التصرف بدون توتر في سداسي الموسم الحالي، وهي السبيل لنيل لقب طال انتظاره لأكثر من 3 عقود.
لكن منغصاً واحداً قد يكدر صفو الآمال الأهلاوية، فالمدرب الكرواتي رادان غاسانين رحل، وحل محله التونسي صاحب الخبرة فوزي البنزرتي، وهذه النقطة ربما تمثل نقطة ضعف وقوة في آن واحد، فعدم الاستقرار الفني قد يقضي على موسم الفريق، لكن حنكة البنزرتي قد تعوض ذلك.
النصر .. كل الاحتمالات واردة
شهدت بداية مرحلة الإياب الانطلاقة الفعلية، للنصر، الذي أهال تراب الكسل بعيداً عنه، وتقدم لا يلوي على شيء حتى حقق مراده وأكد أن سقوطه الموسم الماضي لم يكن إلا كبوة عابرة.
وكعادته، يعتمد النصر على اللعب السهل والكرات القصيرة السريعة، لفك شيفرة دفاعات المنافس، معولاً بشكل كبير على إمكانات قائده سالم روما، الذي لعب دوري المهاجم وصانع الألعاب.
وإلى جانب روما، يتواجد خالد مجدي العائد إلى صفوف الفريق، بذكريات تألقه في الموسم قبل الماضي، والذي شكل ركيزة أساسية في صناعة نجوميته، كما أن جهود عامر التاورغي والبرازيلي نانينهو تبدو جلية لكل متابع.
وإجمالاً، فإن كتيبة المدرب التونسي شهاب الليلي تملك كل الإمكانات للمضي بعيداً في المنافسة، لكنها قد تسقط لأسباب خارج الملعب، وعلى رأسها التأخر في حسم التعاقدات التي انتهى أجلها وتحتاج مفاوضات جادة.
الأخضر .. هل آن الأوان ؟
شكّل بلوغ الأخضر الدور الرباعي لنسخة العام الماضي من الدوري الممتاز مفاجأة للبعض، إلا أنه لم يكن كذلك لمن تابع عن كثب فريق مدينة البيضاء وعلم الجهد المبذول من الإدارة والجهاز الفني بقيادة التونسي سمير شمام.
وهذا الموسم، أراد الأخضر أن يؤكد للجميع أنه يتقدم بثبات ليكرس اسمه كواحد من كبار كرة القدم الليبية، فضرب بقوة منذ البداية، ونافس الأهلي بنغازي على الصدارة في جل الجولات، قبل أن يتأخر في النهاية إلى المركز الثالث – بعد ضمان تأهله.
ويحظى الفريق الذي كان أول أطراف السداسي وصولاً إلى تونس، بهجوم مرعب، زار شباك منافسيه في 37 مناسبة، ويتكون من لاعبين يمكنهم التهديف في أية لحظة، فلا يمكن للخصم التنبؤ إن كانت المباغتة ستأتيه من الأنغولي أري بابل، أحمد كراوع أو المالي أمادو.
كما أن دخول الأخضر للسداسي كفريق وحيد لم يسبق له التتويج بلقب سيمثل دافعاً كبيراً نحو تحقيق هذا الإنجاز وإطلاق احتفالات غير مسبوقة بمدينة البيضاء، إلا أنه قد يكون حجر عثرة أمام الفريق، لاسيما وأنه يقابل منافسين بخبرة أكبر وصفوف أكثر اكتمالاً.
الأهلي طرابلس .. الظروف مواتية للقب الـ13
تبدو الظروف مواتية للأهلي طرابلس كي يحقق اللقب الأول له في ثالث عقود القرن الواحد والعشرين، ويضيف لقباً للممتاز إلى 12 سابقة تتواجد في خزائنه.
فالفريق الذي عهد بمسؤولية تدريبه إلى التونسي فتحي الجبال يعيش أوقاتاً مثالية، بعد أن بلغ نصف نهائي كأس الكونفيدرالية الأفريقية، وكاد يتواجد في نهائيها، لولا بعض الأخطاء الفنية والتحكيمية، استطاع العودة في الدوري الممتاز وحصد صدارة المجموعة الثانية، عبر انتصارات متأخرة، جاء أهمها على جاره الاتحاد.
ويمتلك الأهلي طرابلس في صفوفه (أرمادا) من اللاعبين المتميزين، يمثلون الصفوة – بالنسبة للدوري الممتاز – سواء كانوا محليين، كمحمد المنير، محمد الترهوني، أنيس السلتو، محمد نشنوش وأحمد التربي، أو المحترفين، الذين يتقدمهم الأردني محمد شرارة المتألق في آخر الجولات، المغربي محمد الفقيه والتونسي أيوب عياد، ما يجعله مرشحاً فوق العادة لحصد الألقاب المحلية، إسوة بفرق النادي في الألعاب الأخرى، كالسلة والطائرة واليد.
كما أن التجربة القارية أضافت خبرات لازمة إلى الفريق كمجموعة، ومنحته ثقة تجعله يقدم على المنافسة المحلية من موقع قوة، وتبث الرعب في ذات الوقت لدى المنافسين.
وفي مقابل ذلك، تبقى أحكام الكرة سارية على الجميع، بما فيهم الأهلي طرابلس، وتفرض مفاجآتها على الأقوى – نظرياً- أن ينحني في أحايين كثيرة، ليترك الفرصة لغيره، وهذا ما يقلق كثيراً الجبال الطامح للتتويج مع فريقه.
الاتحاد .. روح البطل حاضرة
ينطلق الاتحاد في كل المنافسات التي يخوضها من كونه أعرق الفرق المحلية وأكثرها تتويجاً في مسابقات كرة القدم، وهذا ما يشكل نقطة قوة واضحة، تغلب كفته في مرات عديدة.
ولن يجد رفاق المخضرم محمد زعبية أوقاتاً أكثر من هذه يستحضرون فيها “روح الاتحاد” فالفريق الذي ظل عصياً على الخسارة طيلة مرحلة الذهاب وردحاً من الإياب، انقاد لهزائم متتالية في النهاية، بلغت الـ4 وانتزعت منه الصدارة، واضطر إلى تغيير جهازه التدريبي.
هذا الأخير عهد به إلى أسامة الحمادي، الخبير بخفايا البيت الاتحادي، كيف لا وهو المتوج لاعباً ومدرباً مع الفريق، والذي كان حجر أساس في لقب الموسم الماضي.
وسيعمل الحمادي على بث روح المسؤولية لدى اللاعبين ودفعهم إلى بذل كل الجهود، لتحويل الإخفاق إلى نجاح، متكلاً في ذلك على خبرته بلاعبيه، وإيمانه بإمكاناتهم، خاصة العائد من الإصابة الطويلة عبد العاطي العباسي، ربيع الشادي، معاذ اللافي والمهاجم الدولي معاذ عيسى، وزميله في المنتخب سند الورفلي. وبينما يؤثر الفريق أن يسدل سرية على استعداداته، ابتغاء تخفيف الضغط على عناصره، قد يفاجيء الجميع بمستوى مغاير في السداسي يعيد إلى الأذهان ما قدمه الموسم الماضي، عندما انتقل بتؤدة من الوسط ليحصد لقبه الـ18.
الأولمبي بذكريات 2004
كان الأولمبي آخر الواصلين إلى السداسي، ما جعله يكافح إلى آخر لحظة لنيل مراده، وبالتالي فهو الأكثر استعداداً – من الناحية الفعلية.
فخوض مباريات مصيرية وأمام فرق من العيار الثقيل، كالأهلي طرابلس والاتحاد ثم الاتحاد المصراتي، جعل أبناء مدينة الزاوية يرمون بكل ثقلهم ويرفعون من معدل الأداء للحصول على ورقة التأهل، وهذه ميزة ستكون في جانبهم، إن أحسن المدرب التونسي منير اشبيل استغلالها.
وبجانب العامل المعنوي والقدرات البدنية، فإن الأولمبي الذي يدخل السداسي بآمال ترتكز على ملحمة صنعت قبل عقدين من الزمن (موسم 2003-2004) وقادت الفريق لنيل لقبه الوحيد في الدوري الممتاز، يحوز لاعبين متميزين، يتقدمهم التونسي فخر الدين العمدوني، الذي قدم مع مرحلة الإياب ثم انفجرت قدراته التهديفية، كمارد انبجس من قمقمه.ويدرك القائمون على الفريق أنهم الأقل إمكانات – نظرياً- مقارنة بالبقية، وهذا ما يخفف الضغط النفسي على لاعبي الأولمبي، ويجعلهم يدخلون السداسي من أجل اللعب فقط، وهي نقطة قوة أخرى قد تحرك بوصلة اللقب نحو مدينة الزاوية.