إيجابية وسلبية
6 علامات طبعت سداسي التتويج بطابعها
انقضى الدور السداسي الذي ختم مسيرة الدوري الممتاز لكرة القدم بعد أن مدد أياماً إضافية، إثر تساوي الأهلي طرابلس والاتحاد في النقاط وفارق الأهداف المسجلة، ولجوئهما بسبب ذلك إلى مباراة فاصلة، لكنه آثاره لم تنته بعد، وستظل توابعه ممتدة إلى قادم الأيام، سواءً عبر التعاقدات القادمة التي ستبرمها الأندية، أو من خلال ما تلوكه ألسن المتابعين وما تخطه أيديهم من تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم أن المستوى الفني لمباريات السداسي لم يرتق إلى مستوى يليق بنخبة الدوري، إلا أن ذلك كان متوقعاً، في ظل تأخر انتهاء المسابقة إلى شهر يوليو القائظ، والإرهاق الذي أحاط باللاعبين بعد ضغط الروزنامة لفرق المجموعة الثانية، وتوقف دام شهرين لفرق الأولى، ما فرض على لاعبيها غياباً لنسق المباريات وانخفاضاً في معدل اللياقة البدنية.
وبعيداً عن التحليل الفني لمجريات المباريات الـ16 لآخر مراحل الممتاز، وما ستفشيه لاحقاً من متغيرات على مستوى التشكيلة والجهاز الفني لكل فريق من الفرق الستة، تميّز السداسي بعدة صفات «إيجابية وسلبية» منها : -
هجوم محتشم
اتسمت جولات السداسي الخمس بمعدل تهديف منخفض جداً، وربما يكون الحذر المبالغ فيه من قبل الفرق المشاركة، ورغبتها في عدم فقدان النقاط، ابتغاء الحصول على اللقب، هو الدافع وراء ذلك.
فخلال الجولات الأولى والثالثة والرابعة، أحرزت 4 أهداف فقط في 3 مباريات، بمعدل تهديف بلغ 1.33، أما الجولتان الثانية والخامسة فارتفعت الأهداف المسجلة فيهما إلى 7 (ووصل المعدل إلى 1.75 لكنه ظل ضعيفاً مقارنة بالبطولات الخارجية).
تدخل الفار
تواجدت تقنية حكم الفيديو المساعد (الفار) لأول مرة في دورينا، وكان لها أثر بالغ في تحديد نتائج مباريات السداسي.
واستمر تدخل (الفار) في إلغاء الأهداف في الجولة الأخيرة، فحرم كلا من الأولمبي والأهلي طرابلس في مباراتهما بالجولة الأخيرة من هدف وحيد .. وقبل ذلك ألغى هدفا آخر لأبناء مدينة الزاوية في شباك النصر.
كما كان للتقنية أثر في احتساب ركلات الجزاء أو العكس، فمنح الاتحاد ركلة جزاء ضد الأخضر بهذه التقنية، وأعيد لعب أخرى لصالح الأهلي طرابلس
بطل مكرر
من بين الستة المشاركين في آخر مراحل الممتاز، كان الأخضر الوحيد الذي لم ينل سابقاً شرف التتويج بالدوري، وعوّل محبو الفريق على عزيمة اللاعبين والقدرات الهجومية الفتاكة لأحمد كراوع والأنغولي آري بابل.
إلا أن خسارتين متتاليتين لأبناء مدينة البيضاء، أمام كل من الأهلي طرابلس والاتحاد، باعدتا الشقة بين الأخضر والتتويج، وحكمتا بأن لا نرى بطلاً جديداً لدورينا.
عادة معتادة
استمرت عادة أنديتنا في قلب ظهر المجن للمدربين والتعامل معهم كحلقة أضعف، يمكن تغييرها متى ساءت النتائج، لتكون شماعة يعلق عليها إخفاق وفشل تتحمله منظومة كاملة.
وقبل انطلاق السداسي قدم كل من الأهلي بنغازي والاتحاد والنصر بمدربين جديدين، الأول لأن طول العهد قضى على مدربه الكرواتي رادان غاسانين بالذهاب، والثاني بسبب تردي نتائج مدربه التونسي السابق محمد الكوكي، أما الثالث فذهب التونسي شهاب الليلي «لأسباب مجهولة».
وما إن لعبت أولى الجولات الحاسمة، حتى جاء الدور على التونسي منير اشبيل، مدرب الأولمبي، فرحل وجىء بالوطني مروان المبروك بديلاً له.
وبينما هدأت حمى تبديل المدربين، تصاعدت مطالبات من الجماهير، لاسيما بعض من المشجعة للأهلي بنغازي والأخضر، تسأل إداراتها بأن تقيل التونسيين فوزي البنرزتي وسمير شمام، رغم أن هذا الأخير كان على قدر الرهان وحصد المركز الثالث، مانحاً فريقه مشاركة في كأس الكونفيدرالية الإفريقية الموسم القادم.
متابعة متواضعة
لعبت عدة مباريات للسداسي بشكل متزامن، ففي الجولات الـ3 الأولى لعبت مباراتان عند السادسة بالتوقيت المحلي، وبدءاً من الجولة الرابعة لعبت المباريات الـ3 في نفس التوقيت.
وتسبب هذا الإجراء في عدم قدرة كثير من المتابعين على مشاهدة كافة المباريات، وإن كانت هذه الخطوة مبررة لمنع أي توافق «غير مشروع» يفضي إلى تغيير النتائج، إلا أنها ساهمت – رفقة انقطاع الكهرباء لساعات طويلة عن كافة المدن – في انحسار جماهيرية المرحلة الحاسمة من الدوري.
إعلام بديل
“مصائب قوم عند قوم فوائد” .. هذا ما ينطبق بجلاء على ما حصدته شبكات رياضية عدة على منصة (فيسبوك) من تزامن لعب المباريات وانقطاع الكهرباء، حيث وجد الجمهور في هذه الشبكات قنطرة يعبر بها إلى قلب الحدث، سواء بالبث المباشر للمباريات، أو بمقاطع الفيديو التي تنشرها لاحقاً، وما يفسحه ذلك من براح للتعليقات المؤيدة أو المعارضة أو المحايدة.
وخلال أسبوعين، كرست شبكات مثل (لاغرينتا)، (كابيتانو-2) و(الدوري الليبي لكرة القدم) نفسها كموئل للباحث عن آخر مجريات الدوري الممتاز، مؤكدة أن عصر الإعلام البديل قد بدأ في التدوين.