الأخضر والنصـــــــــر في الكونفيـــــــدرالية ..
تطلعات تتجــــــــــاوز “مجـــرد المشــــــــــاركة”
يتطلع فريقا الأخضر والنصر إلى تسجيل مشاركة متميزة في النسخة المقبلة من كأس الكونفيدرالية الإفريقية، للتأكيد على حضورهما المحلي القوي، ولتبيان أن العودة لهذه المسابقة بالنسبة لهما – لاسيما الأخضر المبتعد عن المنافسات القارية منذ أمد بعيد – ستكون مختلفة عما سبق، وقد أعانتهما القرعة كثيراً على ذلك.
وأسفرت قرعة تمهيدي كأس الكونفيدرالية، الذي أجريت قرعته بالتزامن مع نظيرتها في دوري الأبطال الأسبوع الماضي، قد وضعت الأخضر في مواجهة أهلي الخرطوم السوداني، حيث سيستقبل ثالث الممتاز منافسه ذهاباً ثم يطير إلى مواجهته إياباً، وإن أقصى رفاق الحارس رضوان توفيق الفريق السوداني فسيضربون موعداً في المرحلة الثانية من التمهيدي مع عزام التنزاني.
ولن يخوض الممثل الرابع لكرتنا، فريق النصر، المرحلة الأولى للكونفيدرالية، لكنه سيتابعها ليعرف من سيقابله لاحقاً: إيه إس إيه إس تليكوم الجيبوتي أو إيه إس دي كيغالي الرواندي.
وتجدر الإشارة إلى أن مباريات الذهاب للدور التمهيدي في مسابقتي دوري الأبطال وكأس الكونفيدرالية ستجرى أيام 9-10-11 سبتبمر القادم، أما الإياب فسيقام بين 16 و18 من ذات الشهر.
الاستعداد المحكم
لا يترك الأخضر فرصة للمفاجأة ويسرع دائماً إلى محكم الاستعداد عبر خطط محددة، بغية الارتقاء خطوة خطوة، نحو مآربه المتمثلة في تكريس نفسه كأحد أقطاب الكرة المحلية، والتطلع في ذات الوقت نحو مشاركة قارية مشرفة.
وما إن ضمن الفريق مقعداً في الكونفيدرالية، إثر احتلاله المركز الثالث في الدور السداسي
الختامي للدوري الممتاز، حتى بدأ في التجهيز للموسم الجديد، فجدد الثقة في المدرب التونسي سمير شمام، ثم أكد على تواجد الحارس الشاب مفتاح الدرسي ومتوسطي الميدان أنس الورفلي وصهيب بن سليمان والمهاجم الأنغولي آري بابل، الذي توج هدافاً للدوري الممتاز.
ثم لم يكتف فريق مدينة البيضاء بذلك وخرج يبحث عن تعاقدات جديدة، فجلب المدافع عبد الله اجديدو من أبوسليم، وأردفه بمتوسط ميدان النيجيري إيسيان، الذي أبلى حسناً مع النصر في الموسم المنقضى آنفاً، وأردف ذلك بصفقتين كبيرتين، مكنتاه من استقدام قائد النصر وهدافه سالم روما، وزميله المهاجم عامر التاورغي.
عودة بعد غياب
عندما يستقبل الأخضر أهلي الخرطوم السوداني في ذهاب الدور التمهيدي للكونفيدرالية، بملعب شهداء بنينا في بنغازي، سيكون هذا الظهور هو الثالث للفريق في
المسابقة، والأول منذ 14 عاماً.
ويخبرنا التاريخ أن فريق مدينة البيضاء سجل حضوره القاري الأول في مسابقة كأس الكونفيدرالية موسم 2006-2007، ولم يمض عامان، حتى عاود الأخضر الظهور في الكونفيدرالية (موسم 2008-2009)، وكان أقصى ما بلغه دور الـ16 في نسخة 2019، وخرج على يد حرس الحدود المصري، الذي تعادل مع الأخضر في ذهاب الدور الـ16 بنتيجة 1-1، وانتصر عليه إياباً 0-1.
وإجمالاً لعب الأخضر طوال تاريخه في الكونفيدرالية 6 مباريات، فاز في اثنتين وخسر مثليهما وتعادل في مباراتين أيضاً، ولم يتعرض للهزيمة عندما يلعب على أرضه.
المنافس السوداني
يعد أهلي الخرطوم من أعرق الأندية السودانية، إذ يرجع تأسيسه إلى سنة 1929، إلا أنه يعيش في ظل قطبي الكرة في بلاده الهلال والخرطوم وتفتقر خزائنه إلى الألقاب المحلية والقارية.
فرصة للاستعداد
أتاحت النقاط الـ33 للنصر على المستوى القاري، تصنيفاً في المركز الـ9 في قائمة الفرق المشاركة بالنسخة القادمة لكأس الكونفيدرالية الإفريقية، وجنبته بالتالي خوض الدور التمهيدي.
ومنح هذا الإرجاء مزيداً من الوقت لإدارة الفريق، كي تبدأ تحضيرها لمشاركة متميزة، لاسيما وأن الفريق يمر بمرحلة انتقالية، فرضتها النتائج المسجلة في السداسي، والتي شهدت سقوطاً للنصر في الجولات الأخيرة، بعد أن كان منافساً بقوة على اللقب، وكذلك الأوضاع المالية للنادي.
العيساوي المنقذ
وكالعادة، مثل اللاعب الأسطوري للنصر فوزي العيساوي طوق النجاة للفريق، والذي كلف بترؤس لجنة فنية، سيعهد إليها بترتيب البيت الداخلي، لاسيما الصفقات المنتدبة واختيار المدرب الجديد، قبل موعد إرسال القائمة الإفريقية، وقد أشارت آخر الأخبار إلى أن اللجنة تفاضل بين ثلاثة من المدربين أصحاب المسيرة المتميزة في القارة السمراء، لإيلاء أحدهم سدة الجهاز التدريبي..ويمثل تدخل العيساوي ثقلاً كبيراً، نظراً لما يتمتع به اللاعب الدولي السابق والذي قاد النصر إلى أول ألقابه في منتصف العقد الثامن من القرن الماضي، من شعبية واحترام كبيرين في الأوساط النصراوية..ويبدو واضحاً أن هذه اللجنة ستعمل على خطين متوازيين، الأول بإقناع بعض اللاعبين بالتمديد، مع بحث متأنٍ عن وافدين جدد، يقدمون الإضافة اللازمة، والثاني يعتمد الأسلوب النفسي، عبر تحفيز التشكيلة النصراوية على تسجيل نسخة إفريقية متميزة.
التزود من التاريخ
الخصم القادم
ينتظر النصر في الدور القادم، والمقرر لعبه ذهاباً أيام 7-8-9 أكتوبر القادم وإياباً أيام 14-15-16 من ذات الشهر، الفائز إيه إس إيه إس تيليكوم من جيبوتي وإيه إس دي كيغالي الرواندي.
وإذا ما استطاعت إدارة الفريق التحضير بشكل جيد، فإنه يمكن للنصر حينها المضي قدماً والوصول إلى أدوار متقدمة في هذه البطولة.