بواكير وتساؤلات وعلامات
أهم ملامح النسخة القادمة من الدوري الممتاز
كشف النقاب يوم الخميس الماضي عن الروزنامة الكاملة لدوري كرة القدم الممتاز، لموسم 2022-2023، بأن علمت تفاصيل الأسابيع التسعة للمجموعتين الأولى والثانية، من حيث الفرق المتبارية، دون أن يقرن ذلك بتحديد أوقات لعبها، باستثناء الانطلاقة التي حدد الـ5 من أكتوبر القادم موعداً لها.
وإلى مدينة شحات الأثرية، وجهت الأنظار من كل محبي اللعبة الشعبية الأولى مساء الخميس الماضي، لمعرفة مواعيد المباريات الكبرى ومتى ستحل الديربيات الجماهيرية بين ظهرانينا، وحفّ بحفل الإعلان عن قرعة الموسم الـ48 من الممتاز آمال بأن يضطرد النسق الفني للمسابقة ارتفاعاً، وعودة الجماهير لتزين المدرجات، في انتظار الموافقة على ذلك من الجهات المختصة
إلا أن كل ذلك، يظل حبيس مخاوف من أن تدخل التأجيلات لتفسد سير البطولة، وتقضي – رفقة الاحتجاجات المتوقعة تجاه قرارات الحكام – على رونق الممتاز ومتعته.
وبينما تسير هذه الآمال – بمخاوفها – جنباً إلى جنب مع استعدادات الفرق الـ20 للمسابقة، يرصد في الموسم القادم للدوري بواكير ومتواصلات وتساؤلات وعلامات ستطبع الممتاز بطابعها :
تكرار لما فات
للمرة الثانية على التوالي سيلعب الممتاز بنظام المجموعتين، وفقاً للتقسيم الجغرافي، على أن يلي ذلك دور سداسي يجمع أصحاب المراكز الـ3 الأولى في المجموعتين بنظام الدوري.
ولإن كان الشارع الرياضي عالماً بهذا الترتيب الذي خبره الموسم الماضي، إلا أنه يتساءل عما إذا كان السداسي سيلعب بنظام الذهاب فقط أم سيشمله الإياب، كما أنه يلقي بأسئلة عن الوعاء المكاني لهذا الدور الحاسم، وهل سيقام داخل البلاد أم أن التجربة التونسية في الموسم الماضي ستعاد مرة أخرى ؟
وإلى جانب ذلك، نادى بعض المتابعين بأن يتم تضمن مراكز المجموعتين في السداسي، بأن يمنح الأوليان (في المجموعتين) نقاطاً مسبقة تفوق ما سيدخل به صاحبا المركزين الثانيين، وهذان بدورهما يجب – وفقاً لهذا المقترح – أن يملكا رصيداً أولياً من النقاط يفوق صاحبي المركز الثالث.
انطلاقة مبكرة .. وتخوفات
استبشر كثير من محبي كرة القدم في بلادنا بالانطلاقة المبكرة للمسابقة، لتكون استثناءً من تأخر أضحى طابعاً مميزاً للدوري في المواسم الأخيرة.
لكن كل ذلك الاسبتشار رهين بماذا ستنبؤنا به الأيام، من قدرة لجنة تنظيم المسابقات باتحاد كرة القدم على إدارة المسابقة “زمنياً” بالطريقة المطلوبة، لاسيما وأن هناك 4 فرق مشاركة في المسابقتين الإفريقيتين، وقد تفرض روزنامتها القارية تأجيلات تعثر الممتاز عن المضي قدماً في مسيرته المحددة سلفاً.
ديربيات متمددة
تتمدد الديربيات في دورينا كل موسم، وبعد أن حل ديربيا مصراتة وقورينا ضيفين على المسابقة، ثم رسخا مكانتيهما كموعدين مهمين، جاء الدور على ديربي مدينة الزاوية، ليسجل حضوره الأول في الممتاز.
وستحمل الجولة الثانية من الدوري مباراة الجارين آساريا والأولمبي، في باكورة لمواجهاتهما في دوري الأضواء، بعد أن تمكن آساريا من الوصول إلى الممتاز، للمرة الأولى في تاريخه.
أما ديربي مصراتة، والذي يجمع السويحلي بالاتحاد المصراتي، فسيقام للمرة السابعة، حيث حدد الأسبوع الثاني من الموسم القادم موعداً له، فيما سيلعب ديربي قورينا بين الصداقة وشباب الجبل بالجولة الثالثة، علماً بأن هذه المواجهة ستحمل الرقم 5 بين الفريقين في الممتاز.
مواجهات لا تفوّت
يقود الحديث عن الديربيات المحلية مباشرة إلى أهم وأقوى ديربيين في الدوري، وهما لقاءا قطبي طرابلس وبنغازي.
فالاتحاد والأهلي طرابلس، اللذان تواجها 6 مرات في الموسم الماضي – مع إمكانية الزيادة إن تقابلا في الأدوار الختامية لمسابقة الكأس المؤجلة – سينتظران إلى الجولة التاسعة، ليوقعا على ذروة المستوى الفني والاهتمام الإعلامي والجماهيري للممتاز.
وكان الفريقان قد تبادلا الفوز في المرحلة الأولى من الدوري مرتين، ففاز الاتحاد ذهاباً 1-0 وردّ الأهلي طرابلس الصاع إياباً 2-1، ثم عاودا المواجهة في الدور السداسي، وخرجا حينها بلا غالب ولا مغلوب، بعد آلت النتيجة للتعادل 0-0، ليحتكما في آخر ذاك الدور إلى مباراة فاصلة حسمها الاتحاد 2-1.
كما كان للأهلي طرابلس والاتحاد مواجهة قارية في ربع نهائي كأس الكونفيدرالية، ابتسمت للأول الذي تعادل مع منافسه ذهاباً 0-0 ثم انتصر إياباً بهدف وحيد.
أما الأهلي بنغازي والنصر، فتقابلا 3 مرات في الموسم الماضي، وبعد أن كانت البداية متعادلة بهدف لمثله، سيطر النصر على مجريات الديربي لاحقاً، ففاز إياباً 3-1، وأتبع ذلك بانتصار آخر في السداسي، قوامه هدفان دون مقابل، ليصبغ ديربي بنغازي باللون الأخضر ويجعل الأهلي بنغازي متأهباً لأخذ الثأر في مواجهتي الموسم الحالي، واللتان ستحدثان في الجولة الرابعة ذهاباً وإياباً.
عودة الصقور
يشهد الموسم القادم عودة فريق عريق، كان إلى ماضٍ قريب أحد أعمدة الممتاز، واسماً لامعاً يشار له بالبنان، كما مرّ على تشكيلاته المتعاقبة نجوم متعاقبة، مثلوا المنتخبات الوطنية في عديد المناسبات.
هذا الفريق هو الصقور، الذي مكن مدينة طبرق من التواجد على خارطة الممتاز مجدداً، بعد غياب استمر 14 عاماً.
ويسعى أبناء مدينة طبرق للظهور بمستوى جيد، ومن أجل ذلك عمدت الإدارة إلى تأكيد التعاقد مع اللاعبين الذين ساهموا بقوة في العودة إلى دوري الأضواء، على غرار المهدي حدوث، دوبا عطايا، عبد الباسط الشريف، عبد الرحمن يايا ومنذر الماجري، مع تجديد الثقة بالمدرب صالح رحيل.
لكن الصقور سيواجه تحدياً صعباً في أولى مبارياته بالدوري، حيث يحل ضيفاً على النصر، رابع الموسم الماضي، ثم يستقبل التحدي إثر ذلك، ويواجه في ثالث الجولات على ملعبه، فريق الأخضر، الذي تحصل على المركز الثالث في آخر نسخة من الدوري الممتاز.
وكاد الممتاز القادم أن يضيف إلى قوائمه فريقاً عريقاً آخر، هو الظهرة، صاحب اللقب في نسخة سنة 1984-1985، إلا أن “كوريا” تعثر في آخر المحطات، وأفسح المجال أمام الخمس للبقاء مجدداً في الدوري الأقوى.