بواكير وتساؤلات وعلامات
أهم ملامح النسخة القادمة من الدوري الممتاز2
نواصل في هاتين الصفحتين مواصلة مع بدأناه في العدد السابق من رصد للملامح الرئيسة التي ستميز النسخة القادمة من الدوري الممتاز لكرة القدم : -
• بطل جديد أم قديم ؟
يبدو الحديث مبكراً عن صاحب الحظ الذي سيحرز اللقب، فالبطولة لم تنطلق بعد، إلا أن فرقاً معينة لا تجد حرجاً في التصريح برغبتها في ذلك.
وكالعادة، ستكون فرق الاتحاد والأهلي طرابلس والنصر والأخضر والأهلي بنغازي مرشحة فوق العادة للمنافسة على اللقب، مع تربص لأندية أخرى ترى في نفسها القدرة على ذلك، كالأولمبي والسويحلي والاتحاد المصراتي والهلال.
ومن بين 10 فرق سجلت اسمها في القائمة الذهبية لأبطال الدوري الليبي عبر تاريخه، يتواجد 8 في الممتاز القادم (في ظل تواجد الظهرة والشط بالدرجة الأولى)، وهنا يبرز سؤال : هل سنشهد بطلاً جديداً للمسابقة أم سيعزز فريق من الأبطال السابقين خزائنه بلقب جديد .. الفرضية الثانية هي الأقرب للحدوث، عطفاً على إمكانات المشاركين الـ20 في الدوري.
• صراع الهدافين
إلى جانب المنافسة على الألقاب، سيحتدم صراع «رياضي» – ربما يكون أطرافه رفقاء الأمس – على من سيحظى بالحذاء الذهبي، ويدون اسمه هدافاً ً للدوري الممتاز.
وفي الموسم الماضي، ذهب الأمر كله للاعبي الأخضر، في ظل القوة الهجومية الضاربة للفريق، ليؤول لقب الهداف في النهاية للأنغولي آري بابل، الذي مدد تجربته مع أبناء مدينة البيضاء.
وسيكون زميله الجديد – والقائد السابق لنادي النصر – سالم روما، متطلعاً إلى تصدر الهدافين، دون أن ننسى أحمد الكراوع، الذي غادر الأخضر، لكنه يأمل في أن يحافظ على ذات النسق في زيارة شباك المنافسين، والذي حققه في الموسم الماضي.
ويأمل مهاجمون آخرون، على غرار الكونغولي بكاكي كريست المنتقل إلى السويحلي، معاذ عيسى، أنيس السلتو وغيرهم أن يدلو بدلوهم في هذه المنافسة.
• خارطة مغايرة
تغيرت خارطة توزيع اللاعبين على أندية الممتاز كثيراً عن الموسم الماضي، بفعل تعاقدات كثيرة – ماتزال متواصلة، ووفود لاعبين أجانب، بعضهم يحمل اسماً متميزاً.
فروما أضحى خضراوياً – هو وزميله التاورغي، أما الأولمبي فجلب العديد من اللاعبين، منهم لاعب الارتكاز النيجيري عصمان دياباتيه، القادم من الميناء العراقي، المدافع العاجي إبراهيم دومبيا والدولي السابق ربيع اللافي
ولم يغب المدينة عن (الميركاتو) فأضاف مؤيد القريتلي إلى قوائمه، ونجح النصر في التعاقد مع الظهير الأيسر الدولي … الكوت.
وشهدت تشكيلة الأهلي بنغازي تغييرات، فغادر العراقي همام طارق والدولي الطاهر بن عامر والمخضرم أكرم الزوي، وجىء بالمالي عصمان دوبيا ليشغل مركز الارتكاز، واستعاد الفريق مهاجمه السابق إبراهيم أبودبوس، بعد تجربة مع وفاق سطيف الجزائري.
ويستعد الاتحاد لبدء حملة الدفاع على لقبه، بالإضافة إلى المشاركة الإفريقية، بالتعاقد مع بعض اللاعبين المتميزين، أبرزهم السيراليوني الدولي موسى كمارا، ومتوسط الميدان الدولي محمد التهامي.
ولم يبدل الأهلي طرابلس عادته في تصدر سوق الانتقالات، عبر الظفر بخدمات لاعبين كبار، وجاء الدور هذه المرة على المغربي المخضرم محسن متولي ومتوسط الميدان التونسي ياسين الشماخي.
كم تعاقد التحدي مع المالي علي أمادو قادماً من الأخضر، وانضم إلى دارنس الحارس أيوب الحصني، بعد تجربة قضاها مع شباب الجبل، وخطف السويحلي المهاجم الكونغولي بكاكي كريست من جاره الاتحاد المصراتي، إضافة لتعاقدات أخرى يصعب حصرها.
•نجوم في المهد
كان الموسم الماضي سانحة لظهور العديد من المواهب الجديدة، التي فرضت اسمها على المشهد الكروي المحلي، ورسخت أقدامها كنجوم تسير نحو البزوغ، كفاضل سلامة لاعب الأهلي بنغازي وأسامة بلعيد المتألق مع الهلال، إضافة للحارس معاذ اللافي الذي وإن كان الموسم قبل الماضي موعداً لبروزه، إلا أنه أكد موقعه في النسخة الماضية.
وعلى أعتاب موسم جديد، ينتظر أن يكون الممتاز قنطرة يعبر عليها نجوم جدد، لاسيما أولئك المتألقون في دوري الشباب، كمحمد عادل مهاجم الاتحاد – في حال لم تتم إعارته إلى الفجيرة الإماراتي، والهداف عبد الميسر أبوشيبة، الذي أهدى الاتحاد المصراتي لقب دوري الأواسط.
• الحكام و(الفار)
الحكام جزء أصيل من اللعبة، وفي ملاعبنا كانوا على الدوام مصدر جدل لا ينتهي، بين منتقد يحملهم مسؤولية كبرى في ضعف مستوى دورينا، ومناصر ينافح عنهم ويصفهم بالحلقة الأضعف والشماعة التي يعلق عليها الإخفاق الإداري والفني للأندية.
وتبدو النية واضحة لدى اتحاد اللعبة في الاكتفاء بالحكام المحليين وعدم الاستعانة بأجانب لإدارة المباريات – مع استثناءات ممكنة – في حالات خاصة كديربيي طرابلس وبنغازي.
أما تقنية الحكم المساعد بالفيديو (الفار) فتبدو بعيدة المنال عن مباريات الممتاز، وهذا ما صرّح به الأوجلي قبل أسابيع، عندما عدد عوائق تحول بين هذه التقنية ودورينا، وأبرزها المادي المتمثل في تكلفة قيمتها 3000 دولار لكل مباراة.
إلا أن (الفار) قد يحضر في السداسي كما حدث في الموسم الماضي.
• عودة الجمهور
ينتظر الجمهور الكروي بفارغ الصبر قراراً يتيح له الزحف وراء فرقه المفضلة وملء مدرجات الملاعب، وتزيينها بالأعلام وإحالة صمتها الماضي ضجيجاً وصخباً «تشجيعياً».
لكن هذا الأمر مناط بجهتين هما اتحاد كرة القدم، والذي أفاد رئيس لجنة مسابقاته عادل الأوجلي سابقاً بأنه لا يرى غضاضة في إفساح المجال أمام عودة الجمهور، رامياً الكرة في ملعب الجهة الثانية (الأجهزة الأمنية).
وبينما يرسل كثيرون أمانٍ بأن تبث الحياة في المدرجات مجدداً، يبدي البعض مخاوف من هذه الخطوة، مبررين ذلك بهشاشة وضع الدوري وانفلات متوقع قد يصب زيت على ناره بفعل أفعال غير مسؤولة دأب بعض لاعبينا وإدارات أنديتنا على الإتيان بها.
وإضافة لذلك، لا يخفي بعض المتابعي توجساً من انتشار بدأ يظهر على إحصائيات الإصابة بفيروس (كوفيد-19) مجدداً، قائلين أن التجمعات في الملاعب قد تفاقم منه، وهذا ما يرده مؤيدو عودة الجمهور بأن الحياة باتت طبيعية ولا مناص من هذه الخطوة المهمة لدعم الدوري الممتاز.
• النقل التلفزيوني
تمكنت قناة ليبيا الرياضية من الظفر بحقوق بث مباريات الدوري الممتاز، لتواصل مسيرة طويلة وتستثمر خبرة كبيرة لعناصرها في النقل التلفزيوني للمسابقة.
وإلى جانب هذه القناة، قد تتواجد أخريات لتكون فسيفساء إعلامية تزين الممتاز، وتبرز في هذا الصدد قناتا (الوسط) و(المسار) الساعيتان بكل قوة إلى نقل الممتاز وبث برامج ترصد كل شاردة وواردة فيه.
وكما هو الشأن في بلدان العالم، سيكون للإعلام البديل المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي دور كبير في تسليط الضوء على الممتاز، ونقل أحداثه إلى المتابعين.
وكالعادة، ستكون حسابات مثل (لاغرينتا)، (كابيتانو) و(الدوري الليبي لكرة القدم) محط أنظار ومتابعة أنصار الفرق وعشاق اللعبة، لاسيما وأن هذه الحسابات أضحت مصادر أولى لأهم الأخبار المتعلقة بالممتاز.