على خط الملعب
مدربو الممتاز .. مشارب شتى وأحلام متقاربة
يقترب الدوري الممتاز لكرة القدم من انطلاقته، وقد مضت الأندية الـ20 في استعداداتها، التي بلغت مراحلها الأخيرة، بإشراف من مدربين تباينت أحلامهم، بقدر تباين مسيرتهم السابقة في المسابقة.
فبعض هؤلاء، يخوض تجربة “جديدة قديمة”، فهو سابق الظهور في الممتاز، إلا أن مهمته القادمة قد اتخذ قرارها بعيد نهاية النسخة السابقة من الدوري، وآخرون مستمرون في ما بدؤوا به الموسم الماضي، واثنان فقط يخوضان تحدياً «صرفاً جديداً» على ملاعبنا.
وإلى أن تعود عجلة «الممتاز» للدوران، واضعة الامتحان الفعلي للمدربين موضع التنفيذ، سيواصل هؤلاء رسم مخططاتهم، وأيديهم على قلوبهم الوجلة، ودعواتهم تتمنى بأن تلين العقبات الكأداء، وعلى رأسها النظرة النمطية باعتبار قادة الأجهزة الفنية «الحلقة الأضعف» في أنديتنا وشماعة الفشل «الأقرب إلى الإقالة».
تجديد الثقة
ارتأت إدارات 9 أندية أن تواصل المسيرة التي بدأها مدربوها في الموسم الماضي، مجددة الثقة فيهم، وداعمة لخيار الاستقرار الفني كمبدأ لتحقيق النتائج الإيجابية.
ومن هذه الأندية الاتحاد، المستمر مع مدربه الوطني أسامة الحمادي، رغم الضغوط التي ارتقت كاهل هذا الأخير، إثر الخروج المفاجئ من الدوري التمهيدي لدوري أبطال إفريقيا، على يد فلامبو دي سنتر البورندي، ما يحتم عليه العمل بقوة لإرضاء جمهور الفريق،عبر السعي للقب ثالث على التوالي في الممتاز.
بداية مبشرة
وقد اتخذ قرار مماثل من قبل إدارة الأهلي طرابلس، فعهد إلى فتحي الجبال بمواصلة المسيرة، في إشارة واضحة إلى ثقة الأولى في إمكانات المدرب التونسي وخياراته.
وتبدو البداية «الجديدة» للجبال مبشرة مع الفريق، فقد تجاوز بسهولة كم كم الزنجباري في تمهيدي دوري الأبطال، ما دفع بالمعنويات إلى أقصى بداية، وذلك على أعتاب بداية الممتاز ومواجهة المريخ السوداني في الاستحقاق القاري.
دلائل الاستقرار
إن ذكر الاستقرار الفني، أشير بلا مراء إلى التونسي الآخر سمير شمام، المستمر مدرباً للأخضر منذ فبراير 2021، وقد آتت تلك الثقة أكلها، فأضحى فريق مدينة البيضاء أحد الأرقام الصعبة في الممتاز، وبات على مرمى حجر من نيل مبتغاه وتحقيق أول ألقابه.
كما تمكن الأخضر من العودة إلى المشاركات القارية، واجتاز في التمهيدي الأول لكأس الكونفيدرالية الإفريقية أهلي الخرطوم السوداني، ضارباً موعداً مع عزام التنزاني في المرحلة اللاحقة، ومعززاً بنتائجه آمال شمام في مواصلة المهمة.
نظائر أخرى
إلى جانب هؤلاء المدربين الثلاثة، يخوض صبري قشوط ما بدأه الموسم الماضي مع المحلة، ويحذو حذوه شكري الخطوي مدرب أبوسليم، وكذلك رمضان الورفلي مع التحدي.
ويراهن التعاون على ناصر الحضيري، متكئاً في ذلك على ما حققه هذا المدرب مع فرق عدة أشرف عليها، أبرزها الأهلي بنغازي والنصر.
ويعرف عن الحضيري صرامته التدريبية وفهمه الكبير لأجواء ملاعبنا، وهذا ما يبتغيه التعاون الماضي موسماً آخر تحت قيادة هذا المدرب
ويتواجد في ذات المنطقة «التصنيفية» المهدي أبوشاح مدرب شباب الجبل وصالح رحيل، الذي ارتقى بالصقور إلى الممتاز، بعد غياب امتد لـ14 عاماً.
مهمة جديدة قديمة
في مقابل ذلك يبرز 9 مدربين آخرين، بمهام جديدة، وإن كان أولاء قد ظهروا سابقاً على الخط الجانبي لملاعب الممتاز، وأحياناً مع ذات الفرق التي يتولون إدارتها «الفنية» في الوقت الراهن.
وعلى رأس هؤلاء المدرب الوطني علي المرجيني، العائد إلى مصراتة مرة أخرى، وفي مخيلته نجاحات حققها مع السويحلي، ويسعى إلى إعادتها مرة أخرى.
ويتذكر محبو السويحلي موسم 2015-2016، عندما قاد المرجيني الفريق لاحتلال المركز الثاني في الدوري، بعد أن عبر به دور المجموعات، ثم مضى يحقق نتائج إيجابية في خماسي التتويج، وضعته في الوصافة خلف الأهلي طرابلس، بطل تلك النسخة من دورينا.
مغامرة كبرى
يجد رضا عطية في تدريب المدينة مغامرة أخرى «كبيرة»، فالـ»الحواتة» العريق يصبو إلى أن يعود إلى سابق عهده، كأحد المنافسين الرئيسيين على اللقب، ولإن كان التاريخ يضمن هذا للفريق، فإن عوامل أخرى قد تصطف في الاتجاه المعاكس.
إلا أن عطية العاشق للتحدي وصاحب التجربة المتميزة، لاسيما مع الاتحاد المصراتي قبل مواسم، سيحاول أن يحقق أماني جماهير المدينة ويحيلها واقعاً.
ابن بطوطة
يحمل ذات الآمال الكبرى التوسي طارق ثابت، في تجربة جديدة بدورينا، تعزز من اللقب الذي استحقه كـ»ابن بطوطة الممتاز».
ومنذ سنة 2008، لا يكاد يفارق ثابت، الذي كان لاعباً في صفوف الترجي والمنتخب التونسي، دورينا، فما إن يبلغ النهاية التدريبية مع فريق حتى ينطلق مع آخر، وبعد وفاق صبراتة، خليج سرت، الأهليان، النصر، والهلال، جاء الدور على الأولمبي هذه المرة.
ويأمل طارق ثابت أن يواصل النسق التصاعدي لأولمبي الزاوية، ويصل معه مرة أخرى إلى السداسي، لاسيما وأن الفريق دعم صفوفه بصفقات من العيار الثقيل، على غرار المخضرم محمد الشبلي وجعفر جبودة والمدافع العاجي إبراهيم دومبيَا.
آمال عظيمة
أما مواطنه شهاب الليلي فقد أمضى تعاقداً مع الأهلي بنغازي للإشراف فنياً على الفريق الساعي إلى لقب خامس طال انتظاره.
وسبق لليلي أن درب النصر في الموسم الماضي، إلا أن المقام لم يطل به هناك، وغادر قبل أن يخوض الفريق الدور السداسي الحاسم على الملاعب التونسية.
وسيكون على ذمة الليل جمع من لاعبي الصف الأول في الممتاز، منهم الدوليان مراد الوحيشي وعلي يوسف، والمهاجمان المتميزان أحمد كراوع ومعتز المهدي.
وفي شحات، يسعى محمد الككلي إلى أن يسير على نهج النجاح الذي رافقه عندما كان مدرباً للنصر، ويتقدم بالصداقة خطوات نحو المقدمة، بعد أن ثبت الفريق «الأصفر» أقدامه في الممتاز.
ويتواجد أيضاً في قائمة المدربين أصحاب المهام «الجديدة القديمة» التونسي أنيس الباز الذي يمم من الصداقة شطر الهلال ومواطناه رضا بن جدو مع الخمس ومحمد كريم الزواغي، القائد الفني لآساريا في تجربته الأول بالممتاز، وكذلك المصري مصطفى مرعي، العائد إلى الملاعب الليبية من بوابة دارنس العريق.
بواكير
يتبقى في قائمة المدربين الـ20 اثنان تطء أقدامهما ملاعبنا للمرة الأولى، وسيسجلان في أكتوبر القادم باكورة ظهورهما في الممتاز.
وخلافاً لما اعتدنا عليه من فرق الدوري، لجأ الاتحاد المصراتي إلى المدرسة الأوروبية، واستقدم البلجيكي لوك إيميل، صاحب الخبرة الكبيرة في دوريات المنطقة العربية والإفريقية.
فالمدرب البالغ من العمر 63 عاماً صنع اسمه في القارة السمراء بدءاً من عام 2010، بنيله لقب الكأس في الكونغو الديمقراطية مع فيتا كلوب، على حساب مازيمبي المرعب وقتها، وبعدها بعام واحد ﺗﻮج ﻓﻲ ﺑﻠﻘﺐ اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ الغابونية ﻣﻊ إف ﺳﻲ ﻣﻴﺴﻴﻞ.
وﻳﺘﻤﻴﺰ إيميل ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﺟﻴﺪ للاﻋﺒﻴﻦ إذ ﺧﺮج ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدﺗﻪ 5 ﻻﻋﺒﻴﻦ دوﻟﻴﻴﻦ جابونيين، وهذا ما سيوفره له الاتحاد المصراتي، الذي كان طوال موسمين منجماً للاعبين برزوا على المستوى المحلي.
إلا أن التحديات لن تقف عند حدود استخراج المواهب، بل ستتعداها إلى محاولة جديدة للاتحاد المصراتي بلعب الأدوار الأولى، خاصة وأنه كان على مقربة من الانضمام لسداسي النسخة الماضية من الممتاز.
على خطى الماضي
يتشابه إيميل مع الصربي زوران ميلينكوفتش، في كونهما ينتميان إلى القارة الأوروبية، ويخوضان تحديهما الأول في الممتاز، إلا أن الأخير يأتي مدعماً بصيت كبير، حققه مدربو بلاده مع النصر، الذي آثر استحضار تجربة ميتكالو مرة أخرى
فـ»ميتكالو» هو صاحب الفضل في بروز النصر على الواجهة المحلية في نهاية ستينيات القرن الماضي، ومعه أضحى الفريق صاحب كرة جميلة ومنافساً شرساً على الألقاب.
واليوم تداعب أحلام بإعادة ذات التجربة، مخيلة محبي النصر، لاسيما وأن الصربي الجديد « زوران ميلينكوفتش» الملقب بـ»الدكتور» يملك خبرة كبيرة، بإشرافه على تدريب عدة أندية في بلاده، أبرزها بارتيزان بلغراد، الذي قاده إلى لقب الدوري موسم 2014-2015، وعلى عادة المدربين الصرب يتميز بالانضباط الكبير.
وسيكون المدرب الصربي مطالباً بإعادة النصر إلى نيل الألقاب مرة أخرى، وأمامه لفعل ذلك 3 استحقاقات مهمة، هي الدوري الممتاز وما تبقى من نسخة الموسم الماضي لمسابقة الكأس، إضافة لكأس الكونفيدرالية الإفريقية، والذي سيقابل الفريق في دوره التمهيدي الثاني كيغالي الرواندي.
سيطرة ليبية تونسية
يتقاسم المدربون الوطنيون والتوانسة السيطرة على الدوري الممتاز، حيث يعد المدرب الوطني خياراً لـ9 فرق ويتمثل في أسامة الحمادي «الاتحاد»، رضا عطية « المدينة»، علي المرجيني «السويحلي»، صبري قشوط «المحلة»، رمضان الورفلي «التحدي»، ناصر الحضيري « التعاون»، محمد الككلي «الصداقة»، المهدي بوشاح « شباب الجبل» وصالح رحيل «الصقور».
أما المدرسة التونسية فيمثلها 8 مدربين هم : فتحي الجبال « الأهلي طرابلس»، طارق ثابت «الأولمبي»، رضا بن جدو «الخمس»، شكري الخطوي»أبوسليم»، محمد اكريم الزواغي» آساريا»، شهاب الليلي «الأهلي بنغازي، أنيس الباز»الهلال» وسمير شمام «الأخضر».
وينتمي المدربون الـ3 المتبقون لمدارس أخرى، فمدرب دارنس مصطفى مرعي مصري ومن سيشرف على تدريب النصر صربي أما الاتحاد المصراتي فاختار المدرسة البلجيكية.