في دور الـ16
الكأس .. حسابات معقدة ومآرب شتى
تستعد ملاعب كرة القدم في بلادنا لجولة جديدة «تبث فيها الروح مرة أخرى»، عندما تنطلق النسخة القادمة من الدوري الممتاز، إلا أن حساباً سابقاً يجب أن يغلق، وهو مسابقة الكأس للموسم الماضي، التي تداعت عليها ظروف عدة ومنعتها من أن تستكمل في وقتها المحدد، وقضت على لجنة تنظيم المسابقات بتأجيلها.
وقبل أن تجرى قرعة الدوري، أعلن اتحاد اللعبة أن دور الـ16 من الكأس سيستأنف في الأول من أكتوبر، والذي اتخذ موعداً لإجراء المباريات الـ7 المتبقية، حيث كانت أولى مواجهات هذه المرحلة قد لعبت في مايو الماضي، وأسفرت عن تأهل أبوسليم على حساب الهلال، بانتصاره في اللقاء بينهما 2-1
وفيما يلي نوجز قراءة عن هذا الدور من «الكأس المظلوم»، والذي سلب من حامله فرصة المشاركة الإفريقية، وظلت قيمته مقتصرة على نيل اللقب وتسجيل اسم الفائز في السجلات الذهبية للمسابقة.
التعاون – الأولمبي
يستقبل التعاون الأولمبي على ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي، ويطمح الفريقان إلى التفوق وضرب عصفورين بحجر الانتصار.
فالفوز سيضمن لصاحبه الانتقال إلى المرحلة القادمة والاقتراب خطوة نحو اللقب، كما أنه سيكون فرصة لإثبات نجاعة الاستعدادات وصوابية الانتقالات الجديدة، خاصة وأن كلاً من الأولمبي والتعاون أقدما على عدة تعاقدات.
حيث استطاع أبناء الزاوية الظفر بخدمات لاعبين عدة، على غرار الدولي السابق محمد الشبلي، جهاد شلدون وزميله السابق في الاتحاد جعفر جبودة، إضافة للاعب الارتكاز النيجيري عصمان دياباتي، والمدافع العاجي إبراهيم دومبيَا، والمهاجم الجزائري محمد الأمين، وأخيراً عبد المؤمن نجل اللاعب الدولي السابق طارق التائب، وسيشرف على هؤلاء وزملائهم الآخرين مدرب جديد، هو التونسي طارق ثابت، العالم ببواطن الأمور في دورينا.
ولم يقف التعاون مكتوف الأيدي قبل العودة للمنافسات الرسمية، فانضم إلى صفوفه محمد الدرسي قادماً من شباب الجبل، وحذا زميله في ذات الفريق محمود الخضري حذوه، واختار التعاون كوجهة قادمة.
وتكفل «الميركاتو» الصيفي بانتقال الجناح محمد النقاز من الهلال إلى أصفر أجدابيا، والذي ظفر أيضاً بخدمات حارس النصر إسلام الهرام.
الصداقة – الأهلي طرابلس
بعد لقاء الأولمبي والتعاون مباشرة، يحل على ملعب شهداء بنينا، فريقا الصداقة والأهلي طرابلس كمتنافسين على نيل البطاقة «الثالثة» في دور الـ8 بالكأس.
وبعد أن نجح في البقاء ضمن كوكبة الممتاز، يسعى الصداقة إلى أن يرسخ اسمه كأحد الفرق التي يحسب لها ألف حساب، ولأجل ذلك تعاقد مع مجموعة من اللاعبين، أبرزهم متوسط الميدان محمد المنتصر، المدافع محسن الأوجلي، وزميله محمد البرعصي والظهير الأيسر محمد التايبي، واللاعب ذو الخبرة صدام الورفلي.
لكن مهمة الفريق القادم من شحات لن تكون سهلة، فهو يواجه الأهلي طرابلس، صاحب «الأرمادا» المرعبة من اللاعبين المتميزين، سواءً من المحليين أو الأجانب، والذين دعموا بنجم مغربي كبير، هو لاعب الرجاء السابق محسن متولي.
كما أن التونسي فتحي الجبال، وصيف النسخة الماضية من الممتاز، والذي بلغ أيضاً نصف نهائي كأس الكونفيدرالية، يدرك جيداً أن البدايات القوية، ستوفر له قدرة على تحقيق المآرب، ولذلك سيضغط بقوة، ابتغاء الحصول على الكأس وعدم الخروج من موسم 2021-2022 بدون تتويج.
النصر – دارنس
لقاء يفوح بعبق التاريخ، ذاك الذي سيستضيفه ملعب أجدابيا ويجمع النصر ودارنس، وستزيده الرغبة في إثبات الذات قوة وإثارة.
فالنصر الذي أرجأت القرعة – بفضل تصنيفه الإفريقي – ظهوره في كأس الكونفيدرالية، اضطرد في استعداده، باستقدام مدرب ينتمي للمدرس الصربية، التي صنعت ربيع الفريق الأول ذات تألق في سبيعينيات القرن الماضي رفقة ميتكالو.
وسيعمل هذا المدرب « زوران ميلينكوفتش» مع مجموعة من اللاعبين، يمثل الوافدون الجدد قوتهم الرئيسة، خاصة الظهير الأيسر المهدي الكوت والمهاجم المتألق مع المدينة محمد الغنيمي، دون أن ننسى الدولي خالد مجدي، الذي أهدى النصر بطولة الدوري قبل سنوات.
بدوره، يرغب في استعادة بريقه، ووصل تلك الأيام، التي كان فيها «أصفر درنة الأنيق» مرعباً للمنافسين.
وهذا الصيف، دخل دارنس سوق الانتقالات بقوة، وأمضى على كشوفه بعض من اللاعبين، آخرهم علي المسلاتي، الذي جذب إليه الأنظار مذ كان في صفوف ال
نجمة.
وسبق المسلاتي إلى نفس الوجهة، مؤيد القمودي، قادماً من الأولمبي، وحارس المرمى عبد الرحمن الرعيض الذي كانت له تجربة مع الاتحاد المصراتي.
كما أن دارنس بدأ استعداداته الفعلية مبكراً، بانتظام لاعبيه في التمارين على فترتين صباحية ومسائية، تحت إشراف المدرب المصري «الجديد» مصطفى مرعي.
الأخضر – الاتحاد
يستضيف ملعب مدينة المرج قمة هذا الدور – بدون منازع – والتي تعد نهائياً مبكراً، بين الاتحاد والأخضر.
فالطرف الأول، يرغب في التأكيد، الجمع بين لقبي الدروي والكأس، لكن عليه قبل ذلك تجاوز عقبة الأخضر «الكأداء».
ويعوّل الاتحاد على مجموعة متجانسة من اللاعبين، استطاعوا – تحت قيادة المدرب المستمر في مهامه أسامة الحمادي – تحقيق لقب الممتاز قبل أشهر، خاصة وأن لاعبين كعبد العاطي العباسي ومعاذ اللافي ومعاذ عيسى، فضلوا البقاء تحت مظلة الفريق.
كما أن هذه التشكيلة دعمت بأسماء لها قيمتها، على غرار المهاجم السيراليوني موسى كمارا، متوسطا الميد
ان يحيى الزليتني ومحمد التهامي والمدافع التونسي صدام بن عزيزة.
ورغم قوة الاتحاد، فإن مهمته لا يمكن وصفها بـ»اليسيرة، كون منافسه يمتلك لاعبين من الطراز الرفيع، ولا تنقصه التجرب
ة ولا الإمكانات ولا «الاستقرار الفني».
ويوازي الأخضر أيضاً منافسه – في تبكير الاستعداد، كونه مشاركاً في كأس الكونفيدرالية، وكذلك التعاقد مع أسماء لامعة، أبرزها المهاجم المخضرم سالم روما، والواعد طلحة رزق، إضافة للمغربي خالد الصروخ والمدافع التونسي بهاء السلامي، إلى جانب استمرار الهداف الأنغولي آري بابل ومتوسط الميدان صهيب بن سليمان.
بنغازي الجديدة – الأهلي بنغازي
يدافع بنغازي الجديدة على حظوظ فرق الدرجة الأولى – كونه ثاني اثنين فقط من هذه الدرجة يتواجدون في الدور الـ16 للكأس.
ويمتلك الفريق نقطة قوة تصب في صالحه، وتتمثل في لعبه بعيداً عن الضغوط، فـ»أية نتيجة يحققها تعتبر معقولة»، بعد أن نجح في إقصاء فرق عدة، آخرها شباب الجبل في المرحلة السابقة.
لكن الأصفر سيصطدم بالأهلي بنغازي، الذي بلغ عنفوانه ذروة كبرى، تحت تأثير الرغبة في رد الاعتبار، بعد الفشل في الحصول على مقعد في الاستحقاقين القاريين.
ومرة أخرى، اعتمد الفريق على المدرسة «التدريبية» التونسية، وأوكل قيادة جهازه الفني إلى شهاب الليلي، ثم انبرى للصفقات يحسمها واحدة تلو الأخرى، فاستطاع إقناع الهداف أحمد كراوع بالتوقيع على كشوفاته، محققاً إضافة قوية على مستوى الهجوم.
وإثر ذلك، تعاقد الأهلي بنغازي مع الظـهيـر الأيـمن اسـماعـيـل الحـاسـي، وكان من قبل ذلك قد ضم إلى صفوفه لاعـب الإرتـكاز المـالـي عــصـمـان دومـبيـا، واستعاد جناحه «الدولي» إبراهيم أبودبوس، العائد من تجربة مع وفاق سطيف الجزائري.
الهلال سبها – السويحلي
أما الفريق الثاني الذي ينتمي إلى الدرجة الأولى ويتواجد بهذا الدور، فهو الهلال سبها، الذي يمني النفس بأن يكرر ما فعله في المحلتين السابقتين «دورا الـ64 والـ32» على حساب الشموع والخمس، توالياً.
وبينما يحتمي أبناء سبها بمتاريس العزيمة والإصرار في مهمتهم هذه، يواجهون مصاعب، أبرزها قلة الخبرة وقوة المنافس.
فالسويحلي الذي سيلتقي الهلال سبها على ملعب أبوسليم، عرف اضطراداً كبيراً في المستوى بآخر جولات الممتاز في موسمه المنصرم، فهزم الأهلي طرابلس والاتحاد، وكاد يقتلع إحدى بطاقات السداسي.
ثم مضى الفريق في استعداده للموسم القادم، وقد عقد العزم على أن يسجل اسمه ضمن الدائرة الأولى المنافسة على الألقاب، والكأس حلبته الأولى لإنجاز ذلك.
وقد بدأ السويحلي استعداده مبكراً، تحت قيادة مدربه «الجديد القديم» علي المرجيني، وبحضور أبرز لاعبيه، كالمخضرم محمد المنقوش والحارس علي شنينة، والمهاجم الكونغولي بكاكي كريست، المنضم هذا الصيف من الجار الاتحاد المصراتي.
الاتحاد المصراتي – المدينة
اللقاء السابع سيكون صعباً على التكهن، فهو يجمع فريقين أبديا رغبة في لعب أدوار رئيسة في الكأس، ويملكان من الإمكانات ما يؤهلهما لذلك.
فعلى ملعب الجميل، سيحاول المدينة أن يسترد جزءاً من تاريخه التليد، لاسيما وأنه عهد بتدريبه إلى الخبير في شؤون كرتنا رضا عطية، وأبرم بعضاً من التعاقدات، ظفر من خلالها بخدمات محمد الشتيوي ومعتز أبوشينة والمهدي الهوني وإيهاب المقلش.
ويرغب «الحواتة» في الاستفادة من هذه التغيرات، لكنه سيواجه منافساً يمتلك القدرة على الإطاحة بأي منافس محلي، هو الاتحاد المصراتي.
وبعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ سداسي الممتاز «الماضي»، يجد الاتحاد المصراتي في الكأس سانحة لنيل أول ألقابه، وسيبذل جهوداً كبرى لتحقيق ذلك.
وعلى عكس بقية الأندية، التجأ الفريق إلى المدرسة البلجيكية، واتخذ من لوك إيميال مدرباً، سيشرف على مجموعة من اللاعبين، الذين تألقوا في الموسم الماضي، كالدولي أيمن عمير، إضافة للوافدين الجدد، وأبرزهم «الشهابان» التونسيان، بن فرج والزغلامي، وإلى جانبهما معتز بن حامد، أحمد الهمالي وسميّه الحاراتي.