آراء أهل الفن وانطباعاتهم حول
عــلاقة الفنان بالصحـافة
كان المخطط لهذا الاستطلاع في البداية أن تكون مقدمته استعراضا بسيطا حول علاقة الفنان بالصحافة عامة والصحافة الفنية تحديدا عبر التاريخ والمراحل الذهبية فيها، إلى أن حدث ما غير مسار المقدمة من خلال ردود الفنانين وبعض الإعلاميين على أسئلتي ونظرتهم المجحفة بعض الشيء لهذه العلاقة مما جعلني أصف هذا الاستطلاع باستطلاع “اللاءات” لتكرار كلمة لا فيه..
آراء أثارت استغرابي تارة وأثارت حفيظتي تارة أخرى للحد الذي تمنيت فيه الرد عبر أسطر المقدمة إلا أنني تراجعت إيمانا مني بمبدأ حيادية الصحفي تجاه ما يقدمه من مواضيع وألا يضع نفسه موضع أحد الأطراف المعنية، وتركت حق الرد مفتوحا لمن شاء من الزملاء..
الأسئلة التي وجهت كانت على النحو التالي :
من يحتاج للآخر أكثر الفنان للصحافة أم العكس؟
كيف تصف علاقتك بالصحافة ..؟ وإذا كنت ترى تقصيرا فمن أي جانب ؟
”يتحدث الكثيرون من داخل الوسط أن هناك فجوة أو أزمة ثقة حاصلة بين الفنان والصحفي المهتم بالشأن الفني ..”
هل تؤيد هذا القول ؟ وكيف يمكن تدارك الأمر برأيك ؟
فكانت إجاباتهم كما يلي :
استطلاع / هند الثواتي
لا وجود لصحافة متخصصة في المجال الإعلامي
رمضان كازوز / ملحن
لا وجود لصحافة متخصصة في المجال الإعلامي و متابعة لكل الفنانين تتحدث عن همومهم و تبرز مناشطهم ،فقط يوجد أشخاص يجتهدون اجتهادا شخصيا لكن صحافة متابعة ناقدة و متعاطية بشكل علمي وأكاديمي مع الفن لا توجد، لا ننكر أيضا أن الوسط الفني اختلط فيه الحابل بالنابل فلم تعد هناك مقاييس لتقييم الفنان برغم محاولات بعض الفنانين ممن لديهم الدراية و الخبرة و الموهبة الفعلية لكن للآسف أغلبهم يجلسون اليوم في الظل في حالة من التهميش الكامل فنيا و إعلاميا …
في الدول الأخرى كلما تقدم الفنان الحقيقي في العمر أصبح ذا قيمة ورمزا وطنيا لبلده وهذا المبدأ في أغلب الدول العربية نذكر منهم أمثلة بسيطة في مصر نجد أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وغيرهما الكثير، في السعودية يوجد طلال مداح ومحمد عبده، في اليمن أبوبكر سالم، في تونس نجد صليحة والهادي الجويني وغيرهما، في المغرب عبد الوهاب الدوكالي وعبد الهادي بلخياط وغيرهما، في الجزائر رابح درياسة، في سوريا صباح فخري، في لبنان فيروز والرحابنة وغيرهم، في العراق ناظم الغزالي وآخرون، في السودان يوجد سيد خليفة ،،،
السؤال هنا في ليبيا من هو الرمز الوطني الفني الذي نتفق عليه جميعا ويشار إليه أنه رمز ليبيا فنيا ..؟
مختلفين حتى فنيا وهذا الاختلاف ساهم بشكل كبير في ضياع أعمالنا وسرقتها محليا أولا وعربيا ثانيا حيث تمت سرقة أعمال تمثل الإرث الفني والثقافي الليبي دون أن نحرك ساكن لا قضائيا ولا على مستوى الإعلام ..
أنا أتحدث بحرقة المتحسر على بلدي وقيمتها التي استهان بها القاصي والداني .
لا علاقة لي بالصحافة والسوشيال ميديا قامت بالواجب
عزالدين ريش / شاعر
الفنان يفرضه إنتاجه وتميزه والصحافة يفرضها المصداقية والسبق والعلاقة بينهما شبه معدومة أعتقد، شخصيا لا علاقة لي بالصحافة والسوشيال ميديا قامت بالواجب نيابة عنهم
فالصحافة يجب أن تلاحق الخبر والإنتاج الفني وتترك الفرصة للنقاد والجمهور لتقييم الأعمال .
الصحافة الالكترونية أغنت الفنان عن الصحافة الورقية
عبدالحميد التايب / ممثل
بصراحة أقول أهم ما يحتاجه الفنان وجود صحافة فنية متخصصة وحركة نقدية حقيقية تواكب الحركة الفنية …
في زمن مضى .. كان للصحافة دور كبير ولاشك وتحديدا الصحافة الورقية في انتشار الفنان والتعريف به وبالحركة الفنية، كان فيها الفنان والقارئ ينتظران مواكبة ما ينشر في الصحافة من قبل صحفيين وكتاب متخصصين في مقالات تنشر عبر الصفحات الفنية يكون فيها نقدا فنيا، وأيضا يسعد الفنان بأن يجرى معه لقاء صحفي في إحدى الصحف أو المجلات حتى تكون مجالا مهما لانتشاره في ربوع البلاد والتعريف به لجمهور القراء أما الآن الأمور تغيرت بشكل كبير، نحن في عصر الانترنت وصفحات التواصل الاجتماعي نجد فنانين لديهم متابعون كثر يتفاعلون معهم ويتناقلون أخبارهم وصورهم ..
إذن صحافة نقل الخبر وملاحقته أو حتى تغطيته لم تعد تعني شيئا للفنان والجمهور فسرعة وصول الخبر بالصور نجدها في صفحات الفنانين أو في صفحات متخصصة تفتح على مواقع التواصل الاجتماعي يجد فيها المتابع كل ما يود معرفته عن فنانه المفضل ..
من هنا أصبح دور الصحافة للأسف الشديد متأخرا من حيث سرعة نقل الخبر والمعلومة إلا إذا استثنينا الصحافة الالكترونية التي تتفاعل مع الحدث على مدار الساعة ..
الخلاصة .. إن الفنان بنفسه يقدم عمله للجمهور فأصبحت حساباته المختلفة بمثابة صحيفة خاصة به فيها كل أخباره وأعماله الفنية ومن خلالها يتفاعل المتابعون معه بشكل مباشر دون وساطة أو احتكار للرأي ..
مجددا أجدد القول إن ما يفتقده الفنان والحركة الفنية بشكل عام وجود حركة نقدية متخصصة، فكل ما نشاهده ونقرؤه هي آراء انطباعية بعيدة عن النقد العلمي الموضوعي، وفي حال كتب صحفي ما رأيه في مقال قد لا يكون المجال متاحا للرد عليه والتفاعل مع ما كتب عكس الصحافة الالكترونية والسوشيال ميديا ..
بالحديث عن علاقتي بالصحافة والإعلام بشكل عام للأسف هي ليست جيدة وهنا لا أعمم بالتأكيد فالعديد من الصحفيين المهنيين واكبوا أعمالي وحاوروني في لقاءات عديدة في مختلف الصحف ،رغم ذلك يظل هناك تقصير من الصحفيين واضح وجلي ليس فقط في حقي بل في حق الكثير من الفنانين فنجد صفحات تفرد لشخصيات مغمورة وتتصدر صورهم أغلفة المجلات والصحف، وبعض الدخلاء على مهنة الصحافة يتعاملون مع الفنان الحقيقي بتهميش وتجاهل كبير في حين الفنان لا يطالب ولا يطلب سوى حقه الأدبي في ذكر سيرته ومسيرته الطويلة الحافلة بعديد الأعمال وهنا لابد من وقوع فجوة وأزمة ثقة بين الفنان الصحفي نتيجة لإتباع الأهواء الشخصية دون التجرد والوقوف على الحياد، فنجد أحيانا من يكتب عن الفنان أو عن أحد الأعمال الفنية بشكل هجومي تختلط فيه الشخصنة مع الرأي لسبب من الأسباب ويكون مقاله فرصة لإبداء ما في نفسه، بالمقابل نجد بعض الفنانين يتحسسون بشكل مبالغ من بعض الآراء والمقالات ويساء فيه فهم المقصود ويتسبب ذلك في أزمة ثقة قد تكون نتيجة عدم وجود المعلومة الدقيقة ومن مصادر موثوقة .
لا تجعلــوا من الدخلاء على الفن نجوما ..
عـادل الجيلاني / منتج
برأيي أن الفنان والصحافة يكملان بعضهما والعلاقة بينهما ليست احتياج بقدر ما هي تكامل وتناغم وخاصة في الصحافة الفنية وإن كان هناك بعض التقصير من الصحافة فهو راجع للوضع العام للبلاد فمع اجتهادات عدد من الصحفيين في مجالهم إلا أن جهودهم تظل فردية ولا يمكنهم تقديم أكثر ..لا أجد أي فجوة بين الصحفي والفنان ولا أؤيد هذا القول وإن وجدت فهي بالتأكيد لسبب أو لخطأ ما، ومن هذا المنبر أنصح الإخوة الصحفيين وخاصة من يمتهنون الصحافة الفنية بأن يكونوا على دراية كافية بالفن والوسط الفني وكل مستجداته وألا يجعلوا من الدخلاء على الفن نجوم وهذا أكثر مايزعزع الثقة بين الفنان والصحافة.
المعاناة حقيقية للصحفي والإعلامي
مروان الخطري / إعلامي
أولا لأكون واضحا وصريحا هذا الموضوع مهم ونعاني منه بشكل فعلي وحقيقي وعندما أقول صحافة فإني أعتبر نفسي صحفيا فالصحافة بشقيها المكتوب أو المرئي والمسموع هي واحد ،نحن فعليا نعاني من العلاقة بالفنانين فالمشاهير بشكل عام لديهم قناعة مشتركة وهي أن مكسبهم المادي أهم من علاقتهم بالصحافة وبالتالي هم ليسوا في حاجة لنا كصحفيين ونظرتهم للصحفي أن همه الوحيد هو ملء صفحات الصحف والبرامج وهذا برأيهم لن يضيف لهم الكثير لذلك نقع دائما في إشكالية العلاقة بالفنان ومحاولة الوصول بها لمنطقة ترضي الطرفين وتقنع الفنانين بعكس المفاهيم الراسخة في أذهانهم عن الصحافة والصحفيين .
علاقتي بالصحافة والصحفيين مبنية على الود والاحترام
زبيدة قاسم / ممثلة
الفنان والصحافة يكملان بعضهم فالفنان يحتاج للصحفي الصادق النشيط المتتبع لكل الأخبار الفنية ومايدور داخل الوسط الفني، كذلك الصحفي يحتاج للفنان ليظهر إمكانياته في ممارسة العمل الصحفي المتنوع ..أما عن علاقتي بالصحافة فلدي العديد من الأصدقاء والصديقات صحفيون وصحفيات وتربطني بهم علاقة حب ومودة واحترام لكن للأسف المتابعة الفنية لا تكون إلا في الموسم الرمضاني فقط فيما عداه تقل المتابعة ويقل الاهتمام بالفنان من قبل الصحافة ..وفيما يخص السؤال المتعلق بالفجوة الحاصلة نعم ،توجد فجوة كبيرة بين الطرفين ولابد من وجود رابط قوي جدا بينهم لعودة الثقة لكننا نفتقد لهذا الرابط منذ زمن فالأمر ليس بجديد .