الإثارة لا تتأخر عن البدايات
مشهد ربع نهائي الكأس بات واضحًا
انقضى الدور الـ16 لمسابقة الكأس العائدة إلى الموسم المنصرم، بعد أن فصل السبت الماضي في أمر المتأهلين الـ8، بمباريات خمس، قضت بخروج بطل آخر نسخة، فيما حسم فريقان تأهلهما بفضل انسحاب المنافس، لينضم الركب إلى أبوسليم، المتأهل سلفًا، في مباراة تقدمت على نظيراتها في ذات الدور.
فعلى 5 ملاعب مختلفة، وفي وقت متزامن – باستثناء مباراة الأهلي طرابلس والصداقة، لاعتبارات تتعلق بإقامة مباراتين على ملعب “شهداء بنينا”، دخلت الفرق المشاركة في ثمن نهائي الكأس المتأخر من موسم مضى، لتقص في ذات الوقت شريط ظهورها في موسم جديد، وتبدي على أرض الواقع ما خططت له في سوق الانتقالات الصيفية، وما جنته من معسكراتها التحضيرية.
وما إن أرخى ليل السبت – الأحد سدوله، حتى كان في علم اليقين تأهل فرق الأهليين، المدينة، الأولمبي، دارنس، السويحلي، الأخضر وأبوسليم، وسيبدأ هؤلاء التجهيز لمواقع لاحقة – محددة سلفًا – في ربع النهائي.
الأخضر يحسم القمة
أوفت مباراة الاتحاد والأخضر بوعودها، واستحقت ما وصفت به مسبقًا، من أنها نهائي مبكر، يجمع بين بطل آخر نسخة للدوري الممتاز وصاحب الترتيب الثالث.
وعلى ملعب المرج، تبادل الفريقان الهجمات منذ البداية، فأضاع عمر الخوجة فرصة سانحة للاتحاد في الدقيقة الـ8، وبعدها بعشرين دقيقة جاء الدور على البنيني جاك بيسان ليسدد برأسه كرة مرت بمحاذاة قائم حارس الاتحاد محمد الفرجاني، وأردفها سالم روما برأسية في الدقيقة 41، عرفت طريق الشباك، إلا أن هدف الأخضر هذا ألغي بداعي التسلسل.
وبينما كان الشوط الأول يشارف على النهاية، تطاول المدافع الدولي المعتصم بالله صبو إلى كرة ركنية وحولها برأسه إلى شباك الأخضر، مسجلًا أول أهداف اللقاء.
وفي الشوط الثاني استمر السجال الهجومي بين الفريقين، إلى أن وصل زمن المباراة إلى الدقيقة 63، وتغيرت النتيجة، بتسجيل مصطفى حمزة هدف التعادل للأخضر، مستثمرًا وقوفه في مكان مناسب.
ثم تمكن رفاق روما من نيل هدف الفوز قبل النهاية بـ7 دقائق، عندما أنهى أنس الورفلي عدة تمريرات سريعة لزملائه، وسدد كرة أرضية عبرت حارس الاتحاد الفرجاني واستقرت في المرمى.
وبفوزه 2-1، تمكن الأخضر من تجاوز منافس عتيد، وأكد على جهوزيته لتحقيق أول ألقابه، فيما فشل الاتحاد في الجمع بين الدوري والكأس، وغادر المسابقة.
دارنس يقصي النصر
وإذا ما أراد الأخضر المضي قدمًا في مسابقة الكأس، فعليه أولًا تخطي دارنس في الدور القادم، في مباراة تحمل خصائص الديربي “للجبل الأخضر” بكل ما يعنيه ذلك من استحالة التوقعات.
وما يزيد من صعوبة ترجيح كفة على الأخرى، ذاك الوجه القوي الذي ظهر به “أنيق درنة الأصفر” في مواجهة النصر، وتمكنه من الفوز في ذاك اللقاء الذي احتضنه ملعب أجدابيا.
وبدا واضحًا أن دارنس قد أفاد من فترة الانتقالات الصيفية، أولًا بحسن إعداده والواقعية التي أدار بها مدربه المصري مصطفى مرعي المباراة، وثانيًا بالإضافة التي قدمها المدافع محمد اشكربة – الميمم حديثًا شطر أصفر درنة – لاسيما عندما أحرز هدف المباراة الوحيد، لدى متابعته كرة لعبت من ركنية في الدقيقة 43.
الأولمبي يؤكد حسن استعداده
فريق آخر جنى ثمار ما أبداه من نشاط في سوق الانتقالات الصيفية، وأكد أنه قادم بقوة، سواءً في الأدوار القادمة للكأس، أو في الممتاز المزمع انطلاقه منتصف الشهر الجاري.
وهذا الفريق هو الأولمبي، الذي استطاع بهدف الوافد الجديد جهاد شلدون في الشوط الثاني، المرور إلى ربع النهائي.
وسيقابل أبناء المدرب التونسي طارق ثابت في هذا الدور الأهلي بنغازي، الذي انتقل لهذه المرحلة دون أن يخوض مباراته أمام بنغازي الجديدة، لانسحاب هذا الأخير.
الأهلي بنغازي يتأهل مباشرة
يمثل الكأس قيمة “خاصة” للأهلي بنغازي، الذي ابتعد ردحًا من الزمن عن البطولات، وآن – وفقًا لمحبيه – موعد العودة إلى منصات التتويج.
وسيكون المشهد “الأهلاوي” في ما يقدم من مباريات الكأس مخالفًا لما أظهره الفريق في اللقاءات السابقة، حيث دعمت التشكيلة بلاعبين جدد، آخرهم محمد الترهوني، الذي وفد من الأهلي طرابلس.
كما ظفر الأهلي بنغازي خلال “الميركاتو الصيفي” بخدمات لاعبه السابق إبراهيم أبودبوس، والذي سيقف في الهجوم رفقة أحمد كراوع ومعتز المهدي، في تجربة ثانية لهذين اللاعبين بشعار السلفيوم الأحمر.
ويمكن للفريق أن يدفع أيضًا بلاعب الارتكاز المالي عصمان دومبيا ومتوسط الميدان التونسي حمزة الجلاصي، إلا أن ذلك رهن بما يقرره المدرب شهاب الليلي.
السويحلي ينتظر المدينة
استفاد فريق آخر من انسحاب منافسه، ومضي خطوة نحو نهائي الكأس، هو السويحلي المتأهل وفقاً لرغبة الهلال سبها في التوقف عن مغامرة الكأس.
وكان فريق كرة القدم بالنادي الذي احتفل مؤخرًا بذكرى تأسيسه الـ71، قد عاد مؤخرًا من الأراضي التونسية، حيث انتظم هناك في معسكر تحضيري، تخللته عدة مباريات ودية، أهمها تلك التي جمعته بالترجي، حامل لقب الدوري التونسي، وانتهت بالتعادل 1-1.
ويعوّل السويحلي في سعيه لنيل أول ألقابه في مسابقات كرة القدم، على مجموعة متجانسة من اللاعبين، يتقدمهم الحارس علي شنينة والمخضرم محمد المنقوش، إضافة للهداف الكونغولي بكاكي كريست.
نجاح “الحواتة”
لكن مهمة السويحلي لن تكون سهلة، إذ أنه سيقابل في ربع النهائي فريقًا عريقًا آخر يعرف دائمًا من أين تؤكل الكتف، ويبرع خاصة في مسابقة الكأس، التي تعتمد على الحسم المباشر والقدرة على اقتناص الفرص، وسيكون ثاني فريق من مصراتة يقابل على التوالي المدينة
وهذا الأمر قد ظهر جليًا في هذا الأخير مع الاتحاد المصراتي على ملعب الجميل يوم السبت، حيث تمكن من خطف هدف الفوز ، بواسطة الموريتاني البشير سيدي.
ويدعم ما قدمه “الحواتة” رغبات مفصح عنها من قبل جماهير الفريق في استعادة ماضٍ تليد، كان فيه المدينة مرشحًا بارزًا لنيل الألقاب، ومنها الكأس في موسم 1976-1977 والذي ناله على حساب الهلال بهدف وحيد.
يذكر أن المدينة سار في “الميركاتو” الصيفي ما بين محافظ على العناصر الرئيسة في الموسم الماضي ومنتدب لآخرين جدد، فقرر الاستمرار لكل من سالم عبلو وأنور مخلوف وأسامة البدوي، وظفر بخدمات إيهاب المقلش وثنائي الأهلي طرابلس محمد الشتيوي والمعتز بالله أبوشينة، إضافة للمهدي الهوني القادم من الاتحاد، ومؤيد القريتلي، صاحب التجربة مع الوحدة والاتحاد وأخيراً الأخضر.
الأهلي طرابلس يتجاوز الصداقة
آخر مباريات هذا الدور لعبت على ملعب “شهداء بنينا” وجمعت الأهلي طرابلس بالصداقة، وكعادة مباريات الكأس دخلها الفريقان برغبة في الفوز وضمان ورقة التأهل الـ8.
ولإن كانت البداية متعادلة في الهجمات بين الطرفين، فإن الخطورة بدأت تتخذ جانب الأهلي طرابلس، بدءًا من هجمة متقنة قادها المغربي محسن متولي، الذي مرر كرة بينية ببراعة إلى المهاجم المالي إبراهيما تانديا، لينفرد هذا الأخير بمرمى الصداقة ويسدد كرة اصطدمت بالعارضة.
وكالعادة بدأ متولي القادم من الرجاء التخطيط للعبة ارتفعت فيها الكرة عاليًا، لتمر على عدة رؤوس، ثم تبلغ رأس التونسي ياسين الشماخي، إلا أن قائم “الصداقة” تدخل هذه المرة وأبقى نتيجة الشوط الأول على ما كانت عليه منذ انطلاق صافرة البداية.
واستمر الضغط “الأهلاوي” في الشوط الثاني، فسدد محمد المنير كرة على الطائر، تصدى لها حارس مرمى “أصفر شحات” عبد الرحيم زقروبة باقتدار.
وعندما بلغت المباراة دقيقتها الـ56 توغل تانديا في منطقة جزاء المنافس وبعث كرة أرضية تجاوزت الجميع، ثم لامست الشباك، لتعلن عن قدوم هدف اللقاء الوحيد.
وسيقابل الأهلي طرابلس في الدور القادم أبوسليم المتأهل سلفاً، بتفوقه في مباراة “متقدمة” زمنيًا على الهلال بنتيجة 2-1.
مباريات ربع النهائي
الأخضر – دارنس
الأهلي بنغازي – الأولمبي
المدينة – السويحلي
الأهلي طرابلس – أبوسليم.