القهقرى إلى دور الـ16..تراجع غيـر مفاجئ لكأس كـرة القـــدم
عادت مسابقة كأس كرة القدم القهقري خطوة واحدة، وبدلاً من أن تقام اليوم أولى مباريات ربع النهائي، اختارت لجنة تنظيم المسابقات باتحاد اللعبة أن تتراجع عن قرار سابق بتحديد لقاءات هذا الدور، وتعلن أن استكمالاً ضرورياً لدور الـ16 يقتضي لعب الأهلي بنغازي والسويحلي أمام شباب الجبل والخمس، على التوالي، غداً الخميس.
وكان قرار للجنة حمل الرقم (1) لسنة 2022، قد اعتبر الأهلي بنغازي والسويحلي متأهلين لربع النهائي، إثر انسحاب بنغازي الجديدة والهلال سبها من منافسات دور الـ16، ووضع بحسب ذلك جدولاً، يفتتح من خلاله الأهلي بنغازي مباريات دور الـ8 بمواجهة الأولمبي اليوم، ثم يلي هذا اللقاء آخر يجمع السويحلي والمدينة الجمعة.
نكوص
لكن كل ذلك قد أضحى كالعدم، بعد أن فعلت المادة (84) من لائحة المسابقات، والتي تنص على تواجد الفريق الخاسر في الدور السابق، بدلاً من نظيره المنسحب، ما يحتم عودة لشباب الجبل، الذي ودع المسابقة “سابقاً” بخسارته في دور الـ32، على يد بنغازي الجديدة.
إلا أن انسحاب هذا الأخير في دور الـ16، أعاد الروح لمشاركة “فرسان قورينا”، وأضحى أبناء المدرب المهدي أبوشاح أمام رهان جديد أمام الأهلي بنغازي، على أعتاب ربع النهائي.
وينطبق ذات الأمر على الخمس، الذي شكل خروجه في دور الـ32 عبر ركلات الترجيح، التي ابتسمت يومها للهلال سبها، إحدى مفاجآت المسابقة.
وبدلاً من التركيز على انطلاقة الممتاز “فقط”، سارع “الرياس” خطى استعداده، ليواكب استحقاقًا مبكرًا، يتمثل في مقابلة السويحلي غدًا الخميس.
فرصة شباب الجبل
يدرك شباب الجبل أن عودته “الفجائية” إلى مسابقة الكأس تملّكه نقطة قوة، فهو يدخل المباراة أمام الأهلي بنغازي دون أي ضغوط، ولن يطالبه أنصاره بأكثر من الاستبسال داخل الملعب.
وإذا ما أحسن المهدي أبوشاح مدرب الفريق، استغلال هذه النقطة، فقد يحقق مفاجأة كبرى، ويمضي إلى ربع النهائي، للمرة الأولى في تاريخ النادي.
وعلاوة على طلب الفوز، ستمثل المباراة فرصة لتجريب العناصر الجديدة، وأبرزها المهاجم محمد بلاش، الذي آثر الانتقال بين قطبي مدينة شحات، فغادر الصداقة وانضم للشباب.
وكا الفريق قد عزز صفوفه أيضاً بلاعبين آخرين، على غرار الظهير الأيمن أشرف بونشاقة، القادم من نادي القيروان بمسة، وحارس المرمى عبدالرحمن المشري، الذي خاض تجربة سابقة مع الشط.
كما استعاد شباب الجبل متوسط الميدان عامر شحات، بعد موسم قضاه هذا الأخير مع التعاون، وحذا محمد الكوت حذوه، إضافة للاعب الارتكاز لاعب الارتكاز محمد الهمالي، الذي كان لاعبًا في أندية رفيق والأنوار والتحدي.
أهداف الأهلي بنغازي
أما الأهلي بنغازي، فهو يرى أي لقب أية بطولة يشارك فيها هدفاً، ليس دونه هدف آخر، ويدرك أن المضي قدمًا نحو النهائي، سيكون له بالغ الأهمية – لاسيما على المستوى السيكولوجي- في تحقيق أولى لبنات إستراتيجية واضحة اتخذها للسنوات القادمة.
فالأهلي بنغازي، الذي كان دوحة ألقاب وارفة الظلال في سبعينيات القرن الماضي، شهد صيامًا طويلاً عن معانقة الكؤوس، دونما أن يكون بعيدًا عن المنافسة.
وموسمًا بعد آخر، يخوض الفريق تكرارًا لمشهد واحد، استعداد مكثف تتلوه بداية قوية، ثم يحدث السقوط في الأمتار الأخيرة، وهذا ما لا يأمل المدرب الجديد، التونسي شهاب الليلي، حدوثه، مستثمراً كون انطلاقة الموسم الحالي توائمت مع العودة لمراحل الكأس الأخيرة.
وسيعوّل الأهلي بنغازي في تحقيقه مبتغاه على مجموعة من نجومه، يتقدمهم الوافدون الجدد، كالدولي محمد الترهوني، المهاجمان أحمد كراوع ومعتز المهدي، إضافة لنجمه العائد من تجربة جزائرية إبراهيم أبودبوس والمخضرم عبد الرحمن العمامي، المؤثر للعودة للفريق الذي شهد بدايات تألقه، دون أن ننسى ركائز الموسم الماضي، وعلى رأسهم المدافع الواعد علي يوسف والمتألق فاضل سلامة.
استعادة الروح لدى الخمس
بدوره يسعى الخمس، الذي كانت إدارته سباقة في دعوة اتحاد كرة القدم بتفعيل المادة رقم (84) من لائحة تنظيم المسابقات، وإعطائه فرصة اللعب في دور الـ16، للاستفادة من العودة لخوض غمار مسابقة الكأس، معوّلاً على التغييرات التي طالت تشكيلته وجهازه الفني.
وسيسعى المدرب التونسي “الجديد” عثمان النجار إلى إثبات قدرته، متكئاً في رسمه الخططي على مجموعة من الوافدين الجديد، يتقدمهم الظهير الأيسر محمد بالقائد، المهاجم عبد الرحمن الحراري، وزميله في ذات المركز محمد اليعقوبي، القادم من الظهرة، وهو ثاني لاعب من “كوريا” ينتدبه “الرياس” بعد عبداللطيف الورفلي، إضافة لمتوسط الميدان مصطفى كوناتي، الذي سيلعب إلى جانب حسن ماتا، صاحب التجربة مع فريقي الاتحاد والأخضر.
كما يرغب “الرياس” المعزز بالمدافع التونسي سليمان كشك، في تقديم بداية قوية في هذا الموسم، وعدم تكرار أخطاء الموسم الماضي، عندما اضطر إلى خوض ملحق لتفادي الهبوط، ومكّنه الفوز على الظهرة في إجمالي المباراتين من البقاء ضمن دائرة الأضواء.
طموح السويحلي المتعاظم
يملك السويحلي الكثير من الطموح، ما يجعله عقبة كأداء في طريق الخمس، ، فالفريق الذي احتفل قبل أيام في مدينته مصراتة بذكرى تأسيسه الـ71، يشعر بأن زمن الصعود إلى منصات التتويج قد “أزف”، لكنه يقر بصعوبة المهمة رغم ذلك.
وفي المواسم الأخيرة، ما فتىء السويحلي يؤكد في كل مرة أنه لاعب مهم ورقم صعب، فأضحى منافسًا على الألقاب وارتقب منها ذات مرة، عندما حلّ ثانياً في موسم 2015-2016، ثم كاد يتخذ طريقًا إلى سداسي آخر نسخة في الممتاز، لولا الإقصاء في المرحلة الأخيرة.
وهذه المرة، يبدو الفريق عازمًا على تحقيق ما فاته، فجاء بالمدرب الوطني صاحب الخبرة الكبيرة علي المرجيني، ليتولى تدريب الفريق، في مغامرة ثانية مع السويحلي، ثم أغدق عليه من اللاعبين الكثير، فجىء بالمهاجم محمد المريمي، متوسط الميدان البرازيلي جائير ألتيريو، الذي أحرز هدف الفوز في الودية الأخيرة أمام أبوسليم.
كما تعاقد الفريق مع لاعب الارتكاز محمد مفتاح، والمهاجم الكونغولي بكاكي كريست، إضافة لاحتفاظه بلاعبين مهمين، على غرار المهاجم عبد الله بن خليل، الحارس علي شنينة والمخضرم محمد المنقوش.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المباراة ستكون الرسمية الأولى للسويحلي منذ انتهاء الموسم الماضي، علمًا بأنه خاض معسكرًا تحضيريًا في تونس، تمكن خلاله من التعادل وديًا مع الترجي بهدف لمثله.
تساؤلات مشروعة
دفعت هذه التغييرات والاضطراب الذي حدث في روزنامة الموسم الجديد ” في بدايته” كثيراً من المتابعين للتساؤل عن الآلية التي يتخذها اتحاد كرة القدم “ولجنة مسابقاته” في اتخاذ القرارات.. واستغرب هؤلاء من قيام لجنة المسابقات باعتماد نتائج الدور الـ16 وتحديد موعد لبعض مباريات ربع النهائي، ثم الإحجام عن ذلك والتراجع عنه في غضون أيام قليلة، وتهامز بعضهم قائلاً : هل كانت اللجنة ومستشاروها غافلين عن المادة رقم (84) هذه أم أن القرارات تتخذ دون استشارة ؟. من جانبهم، صدح بعض المتشائمين بالقول أن “الربيع من فم الباب يبان” معتبرين أن التأجيلات التي أضحت ديدناً لمسابقاتنا ستتجاوز بها وصف “الماراثونية”، وها هو كأس الموسم الماضي لم يبلغ بعد ربع النهائي، على حسب قولهم.