بثلاثية في الشوط الأول
الأخضر يضع قدمًا في الدور القادم بالكونفيدرالية
مارس الأخضر هوايته المفضلة، في الإتيان ببداية قوية، مكنته من تحقيق فوز كبير على حساب عزام التنزاني السبت الماضي، بملعب “شهداء بنينا” بمدينة بنغازي، ما جعله في طريق مفتوح نحو دور الـ32 الثاني لمسابقة كأس الكونفيدرالية الإفريقية، حتى قبل أن يؤوب لمواجهة ذات المنافس في دار السلام الأسبوع القادم.
بل إن الغلة كادت ترتفع إلى أكثر من الثلاثة، إن احتسب حكم المباراة هدفين ألغيا بطريقة غريبة، لاسيما الثاني، والذي اعتبر لاعبا متسللا متداخلاً في لعبته، وفق تفسير لحكم الراية عبد العزيز ياكوبو يشذ عن المألوف.
كما كان لإضاعة لاعبي الأخضر السانحات من الفرص – ومنها ركلة جزاء مهدرة – أثر في عدم تسجيل نتيجة قياسية للفريق في مشاركاته القارية، في تذكير بذات الأمر الذي حدث في مواجهتي أهلي الخرطوم السابقتين.
وإجمالاً، فقد أكد الأخضر أنه عازم على القيام بمغامرة إفريقية من الطراز الرفيع، والمضي قدماً في نسخة “استثنائية” سيبلغ فيها- إن واصل على ذات المنوال – مستويات غير مسبوقة في تاريخ مشاركاته القارية، موقعاً هذه المرة ضحية تنزانية، باكتساح ثلاثي.
بداية نارية
كرّس رفاق سالم روما أسلوبهم الهجومي في المشاركة الحالية بالكونفيدرالية، وبدؤوا لقاءاهم السبت، بذات طريقة مواجهة الذهاب في الدور الماضي أمام أهلي الخرطوم .. هجوم ضاغط وهجمات تترى.
ولم تنقض الدقيقة الـ9 حتى انسل وجدي سعيد من وراء مدافع عزام أبدول سوبو، واستقبل كرة من زميله الأنغولي آري بابل، فما كان من سوبو إلا عرقلة سعيد، ليعلن الحكم النيجيري محمد على موسى، عن ركلة جزاء، وضعها صهيب بن سليمان باقتدار في الشباك، موقعًا على باكورة أهداف اللقاء.
وما هي إلا 4 دقائق حتى اندفع متوسط ميدان الأخضر، النيجيري إيسيان نحو المناطق الخلفية لعزام، ثم مرر لعامر التاورغي، الذي نقل الكرة بعين ثاقبة إلى المهاجم البنيني جاك بيسان، فما كان من هذا الأخير إلى تحويلها إلى الشباك، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلسل، رغم أن الإعادة لم تثبت ما إذا كان بيسان يتقدم على آخر مدافعي المنافس، أم كان في خط متساوٍ معه.
قرار غريب
ولإن كان إلغاء هدف بيسان مقبولًا، فإن ما أقدم عليه حكم الراية ياكوبو في الدقيقة 30 عدّ غريباً، برفعه الراية على هدف سالم روما، الذي جاء من تناقل جميل للكرة بين التاورغي وبابل، تقدم إثره الأنغولي متجاوزًا مدافع عزام ناثان تشيلامبو ومرر عرضية استثمرها روما بتسديدة استقرت في سقف مرمى الحارس التنزاني أحمادا.. وجاء قرار الإلغاء بدعوى تداخل بيسان “المتسلل” في اللعبة، رغم أنه كان غير مؤثر في حصول الهدف، وما كان لحارس عزام أن يفعل شيئًا حيال كرة “روما”، في وجود بيسان أو غيابه.
التاورغي يتألق
لم يصب اليأس رفاق بن سليمان جراء إلغاء الهدفين، واستمر المد الهجومي “الأخضر”، مسفرًا عن هدفين، حدث أولاهما في الدقيقة 37 بلعبة انتهت إلى أقدام النشط عامر التاورغي، فحولها إلى منطقة جزاء المنافس، لتجد قدم المدافع إدوارد إنياما، التي حولتها إلى الشباك.
ثم أبى التاورغي- وهو الذي صال وجال في أرجاء الملعب- أن يكتفي بهدف واحد في هذا الشوط، فأعاد الكرة عند الدقيقة 43، مستثمرًا تمريرة ذكية من صهيب بن سليمان.
ضياع ركلة جزاء
انخفض إيقاع اللعب في الشوط الثاني، عطفاً على النتيجة التي كانت محسومة، إلا أن السيطرة الخضراوية لم تتغير، وانكفأ لاعبو الأخضر للخلف، مستخدمين السيطرة السلبية، للحفاظ على مجهودهم البدني، لاسيما وأن استحقاقات مهمة تنتظرهم، بدءًا من مواجهة الإياب في دار السلام، وانتهاءً بانطلاق الدوري الممتاز.
وبينما كانت المباراة تزف نحو نهايتها، احتسب الحكم ركلة جزاء “ثانية” لمصلحة الأخضر، تقدم لها سالم المسلاتي، لكن حارس عزام أحمادة تصدى لها، مفوتاً على “روما” فرصة إحراز الثنائية.
أخذ الحيطة
تبدو طريق الأخضر سالكة نحو الدور القادم، حيث تبدو فرص عزام في إحداث “ريمونتادا” أقرب للاستحالة، لكن هذا التفوق وتلك الأسبقية لا يمنعان من أخذ الحذر والحيطة وإظهار الاحترام المستحق لمنافس في لعبة لا تعترف بالمستحيل.