قبل مواجهات الذهاب
إضاءة على منافسي ممثلينا الثلاثة في الكونفيدرالية
الإمكانات الفنية والخبرة يصطفان إلى جانب الأهلي طرابلس .. والمنافس مارومو يعاني محلياً
الهضبة النيجيرية كادت تطيح بالترجي التونسي .. لكن تجاوزها ليس مستحيلًا على لاعب الأخضر
روح النصر التي رجحت كفته أمام كيغالي قادرة على قيادة رفاق خالد مجدي وسط أنهار غامضة
تواصل أندية الأهلي طرابلس والأخضر والنصر استعدادها لخوض غمار الدور الـ32 مكرر من كأس الكونفيدرالية الإفريقية, حيث ستواجه أولى مواجهاتها في هذه المرحلة الفاصلة يوم الأربعاء القادم, الموافق 2 نوفمبر, ثم تعود لتحسم الأمور في لقاء العودة بعد ذلك بـ7 أيام فقط.
وقد جاءت قرعة هذا الدور “متوازنة” بالنسبة لممثلينا الثلاثة, إذ جنبتهم مقابلة فرق من الصف الأول ” في البطولة“, إلا أنها وضعتهم أمام فرق طموحة, تسعى لإحداث مفاجئة على حساب سفراء كرة القدم الليبية في القارة السمراء.
وأوقعت تلك القرعة التي أجريت مراسمها الأسبوع الماضي بمقر الاتحاد الإفريقي للعبة “الكاف” في العاصمة المصرية القاهرة, الأهلي طرابلس في مواجهة مارومو غالانتس الجنوب إفريقي, ووضعت النصر وجهاً لوجه أمام ريفرز يونايتد النيجيري, فيما سيكون على الأخضر تجاوز عقبة فريق نيجيري آخر هو بلاتوه يونايتد إذا ما أراد بلوغ دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه.
ورغم أن المنافسين الـ3 يملكون إمكانات جيدة, تجعلهم يشكلون خطراً على طموحات ممثلينا, إلا أنهم لا يقارنون – على مستوى التشكيلة والخبرة – بفرق أخرى تعتبر من العيار الثقيل وتتواجد بذات الدور, على غرار بطل النسخة السابقة نهضة بركان المغربي ومواطنه الجيش الملكي, مازيمبي الكونغولي, أسيك ميموزا الإيفواري, الصفاقسي والإفريقي التونسيان, بيراميدز المصري ودجوليبا المالي.
وفيما يلي إضاءة على الفرق المنافسة, تبرز أهم نقاط قوتها وتاريخها في المشاركات القارية.
منافس الأهلي طرابلس
كان الأهلي طرابلس قاب قوسين أو أدنى من بلوغ دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا, إلا أن أخطاء تحكيمية في مواجهة الذهاب بالدور الثاني أمام المريخ السوداني وإهدار المالي إبراهيما تانديا لركلة جزاء في لقاء العودة حالا دون مضي الفريق قدمًا في المسابقة وأوجبا عليه الانتقال إلى كأس الكونفيدرالية.
ويبدو رفاق الحارس المخضرم محمد نشنوش أوفر حظوظاً من منافسهم الجنوب إفريقي “ مارومو غالانتس“, لتسجيل اسمهم في مجموعات الكونفيدرالية, بالنظر إلى خبرتهم وإمكاناتهم والأداء الكبير الذي قدموه أمام المريخ, وعطفاً على ما تعج به التشكيلة الأهلاوية من لاعبين متميزين, على غرار محمد المنير, المغربي المخضرم محسن متولي, أنيس السلتو, أحمد التربي, أيوب عياد ونور الدين القليب.
فارق الخبرة
كما أن الخبرة تصطف في جانب الأهلي طرابلس, فمنافسه القادم لم يبلغ يومًا دور المجموعات بالكونفيدرالية, ولا يملك في خزائنه أية بطولة محلية ولا قارية, وقد تأهل إلى النسخة الحالية من البطولة بعد أن حل رابعاً في الدور الممتاز بجنوب إفريقيا.
وبعد أن أرجئ ظهوره إلى دور الـ32 “دون أن يخوض غمار مرحلة الـ64″, قابل الغالانتس فريقاً مغموراً, هو إلغيكو بلس المدغشقري وفاز عليه ذهاباً وإياباً “3-1 و1-0″ على التوالي, ما يعني أنه لم يقابل خصماً قوياً إلى حد الآن.
أما محلياً, فيعاني مارومو كثيراً في الدوري الممتاز لجنوب إفريقيا, إذ أنه لم يحقق إلا فوزاً وحيداً في 10 مباريات خاضها, وقد انقاد قبل أيام لخسارة على يد المتصدر ماميلودي صن داونز بهدف دون مقابل, أبقت رصيده عن النقطة الـ9, ومددت تذيله ترتيب فرق المسابقة.
الحذر من المفاجآت
إلا أن على المدرب فتحي الجبال وجهازه الفني, ومن خلفه اللاعبين, أخذ الحيطة والحذر من المنافس الجنوب إفريقي, الذي استطاع في كونفيدرالية الموسم الماضي, إقصاء فريق عريق, هو فيتا كلوب الكونغولي, ثم خرج بصعوبة على يد مازيمبي القوي.
المواجهة الثالثة
عندما يستقبل الأهلي طرابلس مارومو غالانتس في الثاني من نوفمبر القادم على ملعب شهداء بنينا بمدينة بنغازي, ستكون تلك المباراة هي الثالثة التي تجمع زملاء نور الدين القليب بفريق من جنوب إفريقيا.
فطوال تاريخ مشاركاته القارية, لم يقابل الأهلي إلا فريقا واحداً من تلك البلاد, هو أورلاندو بايرتس, حيث تواجه الفريقان في نصف نهائي النسخة الماضية لكأس الكونفيدرالية, وتفوق الفريق الجنوب إفريقي 2-1 في مجموع المباراتين.
الهضبة قبالة الأخضر
يبدو منافس الأخضر هو الأقوى“نظرياً” من بين الفرق الـ3 التي ستواجه ممثلينا في المرحلة الإقصائية بالكونفيدرالية, ويشهد على ذلك ما قدمه أمام الترجي التونسي.
لكن ذلك لا يعني تفوقاً لـ“بلاتوه” أو “الهضبة” النيجيري على الأخضر, فهذا الأخير قد أبان إمكانات كبيرة, اقترنت بعزيمة لا تلين, جعلت أبناء مدينة البيضاء يتخطون عقبة كأداء في الدور الماضي, عندما تمالئت عليهم ظروف صعبة – بفعل متعمد من عزام التنزاني – وصلت حد تخدير بعض اللاعبين بمادة “ البنزوديازابين”, إضافة لسوء معاملة البعثة “الخضرواوية“.
سلاح الهجوم
وما يزيد من حظوظ الأخضر في تجاوز الهضبة النيجيرية, رغبته في بلوغ دور المجموعات للمرة الأولى, والتي تعززت بفضل تلك التوليفة الناثرة للإبداع الكروي, التي كونها وأشرف عليها المدرب التونسي سمير شمام.
ويراهن هذا الأخير على قوة الهجوم الضاربة للأخضر, ممثلة في الأنغولي السريع آري بابل والهدافان سالم روما وعامر التاورغي, بالإضافة للبنيني صاحب المجهود الوفير جاك بيسان, ومن وراء هؤلاء يقف النيجيري إيسيان والنشط أنس الورفلي وصهيب بن سليمان, كمصادر ممولة للهجمات.
أمام الترجي
قدم بلاتوه يونايتد نفسه بقوة هذا الموسم, بعبوره تمهيدي دوري الأبطال على حساب ستاد مانجي الغابوني “بالتعادل 2-2 ذهاباً والفوز بهدف وحيد في مباراة الإياب“, ثم خوضه صراعاً شرساً مع الترجي التونسي, حيث فاز الفريق النيجيري في أولى مواجهتي الدور الثاني 2-1, وخسر إياباً بهدف جاء من ركلة جزاء مشكوك في صحتها.
وقبل ذلك, لم يكن للفريق تاريخ كبير قارياً, فقد شارك في دوري الأبطال بموسم 2020-2021 وخرج من التمهيدي على يد سيمبا التنزاني “0-0 و0-1″, كما كان حاضراً في كأس الكؤوس الإفريقية قبل ربع قرن تقريباً “موسم 2000-2001″, وودع البطولة من أول أدوارها على يد النجم الكونغولي.
النصر “اسم على مسمى“
أثبت النصر أنه يصبح اسماً على مسمى, كلما اشتدت الخطوب, مستدعياً روح الفريق في كل مرة تحيط به الصعاب, وهذا ما فعله قبل أيام, عندما تجاوز كيغالي الرواندي, بهدف وحيد سجله في لقاء العودة مهاجمه الجديد عبد السلام الفيتوري.
ولم يفت في عضد رفاق القائد علي سلامة التأخر في الاستعداد, حيث تحملوا عبء الضغط الرواندي في مباراة الذهاب وأنهوها بالتعادل السلبي, ثم كشروا عن أنيابهم إياباً, وكادوا يتفوقون بحصيلة وافرة من الأهداف, لولا الفرص المهدرة.
ويمكن لتشكيلة تضم المهدي الكوت, خالد مجدي, صلاح فكرون والحارس المتألق أصيل المقصبي, ويقودها مدرب محنك اسمه زوران ميلينكوفيتش أن تتواجد في دور المجموعات.
معايير بعيدة عن التاريخ
وسيواجه الفريق في المرحلة القادمة منافساً حديثاً, تأسس سنة 2016 كنتاج لاتحاد ناديين في نيجيريا هما الدلافين والقروش, ليظهر ناد يدعى ريفرز يونايتد, استطاع في ظرف عام أن يحل وصيفاً بدوري الأضواء, ثم يتقدم أكثر من ذلك مستقبلاً.
ففي يونيو الماضي, أحرز الفريق لقب الدوري النيجيري, بعد أن جمع 77 نقطة طوال الموسم, محققاً رقماً قياسياً في هذا الصدد “عدد النقاط المحرزة في موسم واحد“.
ولا يعد كثيرون هذا الإنجاز مفاجأة, فالفريق خرج من رحم الدلافين, الذي عرف الطريق إلى لقب الدوري في 3 مناسبات سابقة, آخرها سنة 2011.
أما قارياً, فقد شارك ريفرز يونايتد في دوري الأبطال سنة 2017, وفاز في أولى الأدوار على ريال باماكو المالي 4-0 “0-0 ثم 4-0″, قبل أن يخرج على يد المريخ السوداني 3-4 “3-0 / 0-4”.
وفي النسخة الحالية مني الفريق بخسارة قاسية في الدور الثاني لدوري الأبطال, عندما سحقه الوداد المغربي 6-0, فلم يغن عنه فوزه ذهاباً 2-1 شيئاً وغادر إلى الكونفيدرالية.