أغاني افتتاح المونديال .. متعة إضافية وتذكرة إلى الذاكرة
تسارع قطر الزمن للانتهاء من كافة التجهيزات الخاصة بتنظيم نهائيات كأس العالم، وتبدو الإمارة الخليجية جاهزة لاستقبال الحدث، حيث تأكدت جهوزية الملاعب الـ16 بشكل كامل، ووقفت الدوحة والمدن القطرية متباهية بما حققته من استعدادات لوجيستية مذهلة، فبات ممكناً لكثيرين السؤال عن هوية الفنانين الذين سيحيون حفل الافتتاح.
ولأنّ البطولة ستكون مختصرة زمنياً في 28 يوماً فقط، فقد تقرر أن يقام حفل الافتتاح في ذات اليوم الذي ستجرى في مسائه مباراة الافتتاح.
وعلى الرغم من أن الحفل الافتتاحي لن يتجاوز نصف الساعة، إلا أنه سيكون عامراً باللوحات الفنية والغنائية، والتي سيؤديها مغنون كثر وفرق موسيقية متكاملة.
العالم ملكك
فقد بات في حكم المؤكد مغني الراب الأمريكي «ليل بيّبي» بملعب البيت، في الـ20 من نوفمبر الجاري «موعد الافتتاح»، ليغني النشيد الرسمي للبطولة «العالم ملكك»، والذي أشرف هو على كتابته وتلحينه.
كما ستحضر الراقصة والمغنية المغربية نورا فتيحي ذات الصيت الذائع في
السينما الهندية، لتؤدي فقرات غنائية رفقة مواطنتها منال بنشليخة والعراقية رحمة رياض واللبنانية ميريام فارس.
شاكيرا مرة ثانية
لكن المكانة الأبرز في حفل والتي ستسلط عليها معظم الأضواء ستمنح للمغنيتان العالميتان شاكيرا ودوا ليبا، بالإضافة لفرقة «بي تي إس» الكورية الجنوبية.
وستكون هذه المرة هي الثانية للفنانة الأمريكية – الكولومبية – من أصل لبناني «شاكيرا» التي تشدو فيها أثناء افتتاح كأس العالم، بعد أولى سنة 2010، أطلقت خلالها واحدة من أشهر أغاني المونديال «واكا واكا».
كما كان للمغنية التي كانت على ارتباط بمدافع برشلونة جيرارد بيكيه قبل أن ينفصلا مؤخراً، تواجد بتظاهرات رياضية أخرى كبرى، منها نهائي «السوبر بول» الخاص بدوري كرة القدم الأمريكية.
ليبا أيضاً
أما دوا ليبا ذات الـ27 ربيعاً، فهي ليست غريبة عن التظاهرات الكروية، حيث أدت صاحبة أغنية «الحنين إلى الوطن» الشق الفني الذي استبق نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2017-2018 بين ريال مدريد وليفربول.
وكانت المغنية الإنجليزية ذات الأصول الألبانية والملقبة بـ»نوستالوجيا المستقبل» قد حققت العديد من الجوائز، أبرزها «الغريمي».
«بي تي إس» حاضرة
ولا تقل فرقة «بي تي إس « شهرة عن شاكيرا وليبا، فهي وعلى مدى سنوات قدمت أعمالاً ناجحة خلفت الكثير من الإشادات، لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأنها تطرح نقداً اجتماعياً لمشاكل العالم، ما استدعى دعوة من الأمم المتحدة لفرقة «البوب» الكورية لتلقي خطاباً من مقر المنظمة الأممية في نيويورك العام الماضي.
تاريخ طويل
لأغاني الافتتاح تاريخ طويل مع كأس العالم، يمتد لـ60 عاماً، حيث كانت الانطلاقة في مونديال 1962 بتشيلي، ثم تتالت حتى أضحت ظاهرة وطقساً يداوم عليه، وينتظره كثيرون – جنباً إلى جنب – مع أحداث البطولة.
وفي الإضاءة التالية نعود بالزمن القهقري لنتذكر فنانين حضروا افتتاحيات نسخ عدة من كأس العالم : -
1962- الروك أولاً
عهد بمهمة الغناء في افتتاح كأس العالم 1962 بتشيلي إلى فرقة محلية تتخذ من موسيقى «الروك» مسلكاً، اسمها «لوس رامبلرز»، لتغني أغنية تحمل روح البلد المضيف، تولى كتابتها خورخي روخاس.
1966 – دونغان في «ويمبلي»
استمر ذات التقليد في النسخة التالية بإنجلترا سنة 1966، حيث منح المنظمون المغني المحلي لوني دونغان شرف الظهور في الحفل الافتتاحي، لترسخ موسيقى «الروك والرول» علاقتها بالمونديال.
وقد حملت الأغنية التي أداها لوني في الافتتاح بملعب ويمبلي الشهير عنوان «كأس العالم ويلي».
1970- «الأزتيك» بمظهر فلكوري
خلغ افتتاح كأس العالم عباءة موسيقى «الروك والرول»، وتوشح بالفلكورية المحلية في نسخة المكسيك 1970، حيث ملئت جنبات ملعب «الأزتيك» الشهير في العاصمة مكسيكو أصداء أغنية «فوتبول مكسيكو 70» بصوت أفراد فرقة «لوس هيرمانوس زافالا» بينما كانت البالونات تتطاير في كل اتجاه.
1974- ظهور نسائي أول
انتظر الصوت النسائي إلى سنة 1974 ليكون هو الشادي على أعتاب المباراة الافتتاحية، حيث سجلت مارليا رودوفيتش اسمها كأول امرأة تؤدي أغنية الافتتاح في كأس العالم.
كما أنها مثلت الاستغناء على العنصر المحلي، إذ ارتضى الألمان أن تكون رائدة الحفل بملعب «ميونخ» مغنية بولندية، إلا أن بعضاً من لاعبي «المانشافت» شاركوها الغناء.
1978- أغنيتان .. لموريكوني وكورال محلي
سيظل مونديال الأرجنتين 1978 عالقاً في الذاكرة، بكل القصص والألغاز التي حامت حوله، وبدخول نجم موسيقي كبير في أحداثه، هو الإيطالي إينيو موريكوني، الذي أتت به شهرته التي أطبقت الآفاق بمقطوعاته الموسيقية في أفلام الغرب الأمريكي، بدءاً من «السباغيتي ويسترنس» إلى»ثلاثية الدولار»، ليؤلف أغنية «المونديال» بناء على رغبة عسكر بوينس آيرس.
إلا أن الأرجنتينيين لم تستهوهم الأغنية ورأوها بدون روح، فاتجهوا نحو أغنية أخرى أداها كورال كولون، لتكون أغنية افتتاح ثانية.
1982- «المونديال» مرة أخرى
تكرر اسم الأغنية الرسمية الافتتاحية «المونديال» على الملاعب الإسبانية سنة 1982، إلا أن الأداء قد عهد هذه المرة للمغني والموسيقار الإسباني الشهير بالاسيدو دومينيغو.
وقد آثر دومينيغو أن يمزج الألحان الإسبانية القريبة من الفلامنكو بالنهج الأوبرالي الذي يحبه.
1986- أيقونة المكسيك
عادت كأس العالم للمكسيك مرة أخرى سنة 1986، لكن الأغنية ذهبت للمؤلف الموسيقي خوان كارلوس أبارا، الذي اختار لها «العالم يتوحد بفضل كرة القدم عنواناً».
نجحت هذه الأغنية أيما نجاح، وبات المكسيكيون أجمع يندندون كلماتها مع التصفيق الخاص بها، حتى بعد انتهاء المونديال، لتوصف بأنها أحد الأغاني الأيقونية لكأس العالم.
1990- بعيداً عن بافاروتي
ظن كثيرون أن المغني الأسطوري بافاروتي سيكون هو نجم أغنية مونديال 1990، الذي حل بالملاعب الإيطالية، لاسيما وأن بافاروتي متيم بكرة القدم.
إلا أن العولمة التي كانت تزحف بقوة لتسيطر على العالم حينها، جعلت أغنية المونديال ذات طابع شبابي وعالمي أكثر، فخرجت في ملعب «الأولمبيكو» بروما «أنيستيتي إيتالينا» بأداء من الثنائي إدواردو بيناتو وجيانا نانيني، بعد أن تولى جورجيو مورودير والأمريكي توم ويتلوك تأليف القطعة الموسيقية.
1994- شراكة مع (الفيفا)
وطأ المونديال أراضي بلاد العم سام للمرة الأولى سنة 1994، ويومها باتت (الفيفا) شريكا في إصدار النشيد الرسمي لنسخ كأس العالم.
وقد حظي بالاختيار في مونديال 1994 الأمريكي داريل هال، ليغني « كأس العالم في بلاد المجد»
1998- الأغنية الأنجح
من لا يتذكر تلك الأغنية الشهيرة لريكي مارتن «لا كوبا ديلا لافيدا» أو «كأس الحياة» التي طافت العالم ورقص على أنغامها الجميع دون أن يتقن كثير كلماتها، مكتفين بترديد «آلي آلي آلي».
تلك الأغنية التي اختيرت لتكون أغنية الافتتاح والنشيد الرسمي لكأس العالم 1998 بفرنسا تعد الأنجح بين نظيراتها، وقد رسخت من مكانة البورتريكي مارتن كأحد أعمدة الفن اللاتيني.
2002 – «بووم» خارجي
مثّل الاختيار المشترك لليابان وكوريا الجنوبية كي يكونا منظمين للبطولة سنة 2002 معضلة، فمن أي منهما سيكون المغني، ولذلك أوكل الأمر للمغنية آناستازيا، كيف تؤدي أغنية «بووم» بطريقتها الأمريكية الصرفة.
2006- وقت حيواتنا
أمريكي آخر اضطلع بمهمة الغناء في افتتاح كأس عالم بعيد عن أرضه، هو توني براكستون، الذي تصدى لأداء أغنية «وقت حيواتنا» في افتتاح مونديال ألمانيا 2006.
وقد عدت الأغنية فياضة بالمشاعر، وجاءت في نهجها كلاسيكية جداً، وهذا ربما ما منعها من الانتشار.
2010 – «واكا واكا» وكفى
على أنغام الطبول الإفريقية والإيقاع السريع وبالتزامن مع الرقصات التي لا تتوقف، أخرجت المغنية الأمريكية – من أصول كولومبية – شاكيرا واحدة من أكثر الأغاني المونديالية شهرة وتأثيراً هي «واكا واكا».
وقد ظلت هذه الأغنية إلى يومنا هذا مرادفة لكرة القدم ودليلاً دامغاً على نجاح أول نسخة إفريقية من كأس العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى شاكيرا وفرقة «فريشلي غراوند» الجنوب إفريقية.
2014- جينفير لوبيز تغني « أولي أولا»
مضت 4 سنوات وحل المونديال في البرازيل ليجد وجهاً آخر شهيراً في عالم الغناء، هو الأمريكية من أصول بورتوريكية جينفر لوبيز، حاضرة في حفل الافتتاح.
إلا أن لوبيز وفي أدائها لأغنية ذات إيقاعات لاتينية سريعة تسمى «نحن واحد .. أولي أولا» لم تكن بمفردها، حيث شاركها الغناء مغني الراب الأمريكي بيتبول والمغنية البرازيلية كلاوديا ليتي.
2018- هدوء واضح.اتسمت أغنية افتتاح مونديال 2018 في روسيا بالهدوء، وحملت اسم «اتركه» وتولى أداءها ثلاثي مكوّن من الأمريكيين نيكي جام والممثل الهوليوودي الشهير ويل سميث، بالإضافة للمغنية الألبانية إسراء إستريفي.
2022- نسخ عدة
لإن كان حضور شاكيرا ودوا ليبا سيسرق الأضواء مع مجىء أول أيام مونديال قطر، فإن الأغنية الرسمية «هيا هيا» سيؤديها 3 مغنيين هم «الرابر» الأمريكي ترينيداد كوردونا، النيجيري دافيدو والقطرية عائشة، إلى جانب أغانٍ أخرى ستطبع البطولة بطابعها، على غرار «أضيء السماء» لنجمة بوليوود المغربية نورا فتيحي ومواطنتها منال والعراقية رحمة رياض والإماراتية «اليمنية» بلقيس فتحي.