في الدور الـ32 التكميلي للكونفيدرالية
الكرة ما تزال في ملعب الأهلي طرابلس
يدخل الأهلي طرابلس مباراته اليوم أمام مارومو غالانتس الجنوب إفريقي في إياب الدور الـ32 مكرر «التكميلي» من كأس الكونفيدرالية الإفريقية، بأسبقية ضئيلة، كفلها تفوقه بهدف وحيد في مواجهة الذهاب الأربعاء الماضي، إلا أنها كافية لتجعل الكرة في ملعبه، كونه ما يزال يمتلك أدوات الفعل، تاركاً رد هذا الأخير للمضيف.
ولإن كان رفاق الحارس المخضرم محمد نشنوش قادرين على الخروج بنتيجة «أوفر أهدافاً» في الذهاب، عطفاً على الفرص الضائعة، فإن ما آل إليه لقاء ملعب «شهداء بنينا» يمكنهم من اليد العليا للمواجهتين، شريطة أن يحسن الجهاز الفني بقيادة التونسي فتحي الجبال – ومن ورائه اللاعبين – التعامل مع مباراة اليوم المقررة على ملعب “رويال بافوكينغ” في الضاحية الشمالية لمدينة روستنبرغ.
ويبدو الأهلي طرابلس قادراً على حسم أمر التأهل إلى دور المجموعات من أقصى جنوب القارة الإفريقية، إن أحسن استغلال 5 نقاط تصطف إلى جانبه في مواجهته الثانية لمارومو : –
فارق الإمكانات
أظهرت مباراة الذهاب «جلياً» أن الإمكانات الفنية للاعبي الأهلي تتجاوز نظراءهم في الفريق الجنوب إفريقي، ولولا التسرع في إنهاء الهجمات وانخفاض معدل اللياقة البدنية لممثلنا، لكانت غلة الأهداف أوفر.
وبعد أن خبر الفريقان بعضهما جيداً في الـ90 دقيقة الأولى، سيتعين على الجبال أن يركز على المواجهات الثنائية بين اللاعبين، لأنها ستتيح للأهلي طرابلس أن يبرز إحدى نقاط قوته وتوصله إلى مبتغاه بالتأهل.
التمريرات المقطوعة
ينتهج مارومو أسلوب اللعب الجماعي المبني على تبادل التمريرات والصعود إلى مناطق المنافس بمجموعة كبيرة من لاعبيه، وبقدر ما يكون هذا النهج ممتعاً للمتفرج وذا خطر على الخصم، إلا أنه قد يحمل بذور الخسارة لصاحبه، إن فشل لاعبوه في تحقيق تمريرات سليمة، وهذا عيب أظهره الفريق الجنوب إفريقي ذهاباً ولم يستفد منه الأهلي جيداً.
فكثير من التمريرات التي حاول من خلالها لاعبو مارومو بناء هجماتهم انتهت إلى أقدام لاعبي الأهلي، لتستحيل هجمات معاكسة، اتخذت جانباً خطراً في كثير من الأحيان على مرمى الحارس الزمبابوي واشنطن أروبي.
وهذا الخلل في لعب مارومو، قد يكون ذا فائدة للأهلي، إن استطاع استثماره، عبر خلق هجمات معاكسة تمكنه من تسجيل الأهداف.
حمى البدايات والنهايات
سجل أنيس السلتو أحد أسرع أهداف الأهلي طرابلس «الإفريقية»، عندما داهم شباك مارومو في الدقيقة الأولى، ما أوجد انطباعاً بأن المباراة ستنتهي بحصة تهديفية كبيرة «وهو ما لم يحدث».
إلا أن للهدف دلالة لا يخطؤها كل من تابع إحصاءات مارومو، فالفريق لا يحتاط دفاعياً في الدقائق الأولى، ما يجعل مباغتته بهدف سريع أمرًا ممكناً.
وقد تكرر هذا الأمر في مواجهة أورلاندو بايراتس في الدوري الجنوب إفريقي الممتاز، عندما استقبلت شباك مارومو هدفاً في الدقيقة الـ3.
لكن منافس الأهلي يعاني أيضاً في الدقائق الأخيرة، وفي 15 مباراة لعبها هذا الموسم « في كافة البطولات» بوغت في 3 منها بأهداف في آخر ربع ساعة «الدقيقة 83 أمام كيب تاون سيتي، 84 أمام كايزر تشيفس، 90 أمام رويال و77 أمام إلغيكو بلس”.
عودة القليب
استبشر جمهور الأهلي طرابلس بعودة متوسط الميدان الهجومي نور الدين القليب للتدريبات، بعد أن ظن استحالة مشاركته في مباراتي مارومو، إثر إصابة ألمت به خلال مواجهة أبوسليم في الدوري الممتاز.
ومرد هذا الاستبشار إلى ما قدمه اللاعب خلال الموسم الحالي، فبفضل فنياته ومجهوده الوفير، كان ركيزة رئيسة في صنع انتصارات الفريق، ومثّل غيابه ضربة قوية للأهلي في مباراة الذهاب.
ومع عودته «المنتظرة» سيكون لعب الأهلي طرابلس أكثر فعالية، وقد يؤتي ذلك ثماره بفوز آخر للفريق في ملعب منافسه.
مدرجات خاوية
يبدو الحضور الجماهيري لمارومو هزيلاً في الدوري الجنوب إفريقي، وربما يعكس عدم امتلاكه لقاعدة جماهيرية.
ورغم أن الأمر قد يختلف في المنافسات القارية، إلا أن الأهلي طرابلس قد يلعب أمام مدرجات خاوية من الأنصار في ملعب «رويال بافوكينغ”، وهي ميزة ستخفف الضغط – حال حدوثها – على نشنوش ورفاقه.
قيمة الخبرة
قد تخفت الخبرة وتختبئ وراء عوامل أخرى تتحكم بمباريات كرة القدم، إلا أنها لا تلبث أن تبرز نفسها في الأوقات الحاسمة، لتؤكد قدرتها على الحسم رغم بعض الإنساء.
وهذا ما يرغبه تماماً محبو الأهلي طرابلس، ففريقهم يتفوق على منافسه الجنوب إفريقي في هذه الجزئية، إذ لا يتجاوز التاريخ القاري لمارومو مشاركات قليلة محتشمة.
فلم يسبق للغالانتس أن بلغ دور المجموعات في أي مسابقة قارية’ على العكس من رفاق نشنوش، الذين بلغوا نصف نهائي النسخة السابقة من الكونفيدرالية، الأمر الذي عزز من إدراكهم لتقاليد هذه المسابقة.
أسبقية تاريخية
عندما يحل رفاق السلتو على أرضية ملعب “رويال بافوكينغ” اليوم ستكون هذه المرة هي الثانية التي يظهر فيها الأهلي طرابلس بملاعب جنوب إفريقيا، بعد أولى تمكنوا فيها من هزيمة أورلاندو بايراتس، في نصف نهائي الكونفيدرالية الموسم الماضي.
هذه الأسبقية على الملاعب الجنوب إفريقية، قد تمثل حثاً معنوياً يعزز من قوة الأهلي طرابلس، إن ركز الجبال على هذه الجزئية.
ثقة الجبال
بدا التونسي فتحي الجبال مصراً على الفوز على الرغم من الأسبقية الضئيلة التي كفلها الفوز ذهاباً بهدف وحيد.
وقد أكد الجبال في تصريحات صحفية على أن أهمية المباراة تدفع لاعبيه للقتال من أجل الظفر بها ونيل التأهل إلى دور المجموعات.
وأشار إلى أن الأهلي من الفرق الكبيرة وبالتأكيد أحد أهدافه هو الترشح والتواجد في دور المجموعات من البطولة ومواصلة مشواره على مستوى القارة.
ورغم تأكيده على أن الغالانتس فريق جيد للغاية على المستوى الفني والجماعي والفردي، إلا أنه أفاد بتعليماته للاعبي الأهلي بالتركيز طوال الدقائق الـ90.