في رابع جولات الممتاز
كلاسيكو العراقة يجمع الاتحاد بالمدينة .. وبنغازي تستعد لديربي مشتعل
مضت الجولات الثلاث الأولى من الدوري الممتاز لكرة القدم وحلت بين ظهرانينا الرابعة, وهي المنتظرة منذ أن أعلنت لجنة تنظيم المسابقات باتحاد اللعبة عن جدول المسابقة, لأنها تتضمن مواجهات من العيار الثقيل, تستحضر في طياتها تاريخاً كبيراً وتبني بالنتائج التي ستؤول إليها مستقبل الممتاز.
ويبرز كل من ديربي بنغازي بين الأهلي والنصر في المجموعة والأولى والكلاسيكو الذي سيجمع الاتحاد والمدينة في المجموعة الثانية, كأقوى المواجهات الـ10 في هذه الجولة, لكنها لن تكون الوحيدة المتوقع أن تكون مفعمة بالإثارة والندية والمنافسة الشديدة.
وعلى مدى 4 أيام ستتسابق 6 ملاعب فيما بينها لتظهر أيها استضاف أجمل المباريات, والكلمة الفصل في ذلك – بلا مراء – ستكون للجمهور المتابع : –
لقاء الأصفرين
يعود دارنس مرة أخرى إلى ملعبه في مدينة درنة, ليفتتح الجولة غدًا الخميس بلقاء يجمعه مع التعاون, وأمله في أن يحقق فوزاً ثانياً يستعيد به توازنه, بعد أن تسببت خسارتاه أمام الأهلي بنغازي “في الدوري” والأخضر “في الكأس” في اضطراب ألقى بظلاله على الفريق وأفسد البداية المثالية لأبناء المدرب المصري مصطفى مرعي.
وسيحاول الفريق أن يستفيد من عامل الأرض, كما أنه سيعوّل على مهاجمه محمود الشلوي, العالم ببعض خبايا التعاون, لأنه كان لاعباً لهذا الأخير في الموسم الماضي.
أما الفريق الأصفر القادم من أجدابيا, فيبدو عاقداً العزم على الظفر بفوزه الأول في الممتاز, وقد أبان في مباراته السابقة أمام الهلال بملعب شهداء بنينا عن تطور مضطرد في المستوى الفني, ما ينذر بخطر يتهدد دارنس على ملعبه.
التطلع للفوز الأول
وفي ذات اليوم “الخميس” يظهر آساريا مجددًا في أول أيام أسابيع الممتاز, عندما يحل ضيفًا على الخمس, وكلا الفريقين يبحث عن تحقيق انتصاره الأول بعد انقضاء 3 جولات.
ومنذ انطلاق الممتاز, لم يلتقط الخمس أنفاسه, فقابل فرقاً قوية بدءًا من السويحلي ثم المدينة فالاتحاد, ولذلك يجد في رصيده نقطة واحدة فقط, لكنه سيكون مطالباً من قبل أنصاره بالفوز على حساب الوافد الجديد آساريا.
هذا الأخير بات متخصصاً في رفع مستوى الإثارة في اللحظات الأخيرة, بعد أن كرر فعلته وأحرز التعادل في شباك المحلة برأسية عفيف الجبالي في الدقيقة 94, ليسير اللاعب على خطى نصر الدين كابوكا, الذي عادل لآساريا أمام الأولمبي قبلها بجولة في الوقت بدل الضائع.
وسيحاول أبناء المدرب التونسي محمد كريم الزواغي أن ينتقلوا من طور التعادل إلى الفوز, متكئين على جرعة الثقة التي نالوها بتعادلين أدخلاه أجواء الممتاز.
الكلاسيكو الأبرز
تشهد الجمعة 4 مباريات مقسمة بالتساوي على المجموعتين, ويبرز الكلاسيكو بين الاتحاد والمدينة على ملعب “أبوسليم” كأقواها, فهو يجمع بين فريقين عريقين, ويضاعف من إثارته المتوقعة رغبة الطرفين في تعزيز موقعهما في الترتيب.
فالاتحاد الذي واصل على نهج الفوز في الجولة الماضية واقتنص انتصاراً مهماً على ح
ساب الخمس برأسية الهرام, فك شراكة صدارة المجموعة الثانية مع السويحلي وأبوسليم, وبات وحيداً في المقدمة, وأضحت كل مواجهة لاحقة له بمثابة مباريات الكأس, لا تقبل أية نتيجة ما عدا الفوز.
وفي المقابل, يرغب الحواتة في الابتعاد عن التعادلات وفك “شيفرة” الفوز, لاسيما وأنه استبق الممتاز بتعاقدات ضخت دماءً جديدة في تشكيلته وداعبت أنصاره بأحلام في العودة إلى ال
منافسة.
وما يرفع من سقف التوقعات بأن يستوفي الكلاسيكو بوعوده الدأب من طرفيه على تقديم أفضل ما لديهما في كل مرة يتقابلان, بغض النظر عن نتائجهما الآنية وموقعهما في الترتيب.
تقاطع المسيرة والأهداف
ولحساب ذات الجولة وفي نفس التوقيت, يتقابل الأولمبي والاتحاد الم
صراتي على ملعب مصراتة, في مباراة لا يرغب طرفاها في التفريط في الفوز بنتيجتها.
وتبدو تلك المطالب أكثر حدة عند المضيف, الذي يملك رصيداً “صفرياً” من النقاط, بعد مباراتين خاضهما في الممتاز, ويجد مدربه البلجيكي لوك إيميل نفسه في مو
قف حرج, يفرض عليه التحرك بقوة للحصول على فوز أول , يخفف من وطأة الانتقادات والضغوط.
ويشابه الأولمبي منافسه في خيبة الأمل التي اعترت محبيه, لعدم توافق ما تحقق من نتائج مع ما كان مأمولاً, عطفاً على “ميركاتو” وصف بالناري, عزز بمقتضاه الفريق صفوفه بلاعبين متميزين, على غرار جعفر جبودة, جهاد شلدون, عبد العزيز الصويعي, لاعب الارتكاز النيجيري عصمان دياباتي والمدافع العاجي إبراهيم دومبيَا
ولذلك سيعمل الفريق على تكرار تفوقه الذي حققه نهاية الموسم الماضي على حساب الاتحاد المصراتي ووصل بموجبه إلى الدور السداسي.
حاجة ملحة للفوز
على ملعب “شهداء بنينا” يلتقي الأزرقان الهلال وشباب الجبل وجهاً لوجه, ويبدو الهلال في حاجة ملحة لفوز يعيد للاعبيه ثقتهم في أنفسهم, بعد أن تسببت خسارتان وتعادل نالهم في الجولات السابقة, في تراجع الفريق إلى ترتيب لا يلائم تاريخه ولا رغبات إدارته ومحبيه.
أما شباب الجبل فيرغب في معرفة طريق الفوز, ومفارقة النتائج السلبية, وينبع ذلك من دراية مدربه المهدي أبوشاح في تأثير الخسائر عند البداية على مآلات الممتاز, وقد خبر ذلك في الموسم الماضي, عندما اضطر لخوض ملحق تفادي الهبوط, واستطاع بشق الأنفس البقاء في دوري الأضواء.
تطلعات متباينة
أما الصقور فيستقبل على ملعب طبرق الصداقة في مباراة أخرى لحساب المجموعة الأولى, يتطلع فيها المضيف لاستثمار اللعب على أرضه وإضافة فوز ثانٍ إلى رصيده, بعد أول تحقق على حساب التحدي قبل جولتين.
وسيحاول المدرب صالح رحيل أن يرسخ استئساد الصقور على ملعبه, وتحويل هذا الأخير إلى عقبة تستعصي على الفرق الزائرة, وهذا لن يتأتى له إلا إن عرف كيف يروض الصداقة.
فالفريق الأصفر القادم من شحات كشف عن إمكانات كبيرة منذ الجولة الأولى, والتي نجح فيها في اقتناص تعادل بطعم الفوز أمام الأهلي بنغازي, ثم أتبعه بتعادل ثان مع مضيفه التعاون.
وإذا ما واصل أبناء المدرب الشاب محمد الككلي على ذات المنوال فإنهم سيصبحون منافسين على إحدى بطاقات التأهل الـ3 للدور السداسي.
لقاء الجارين
سيكون يوم السبت مخصصاً للمجموعة الثانية فقط, عبر مباراة واحدة يلتقي فيها المحلة جاره أبوسليم على ملعب الزاوية, ويمني الطرف الأول النفس فيه بفوز يحقق به باكورة انتصاراته, بعد تعادلين وخسارة.
ويعوّل البرتقالي على مهاجمه الهادي عمارة, صاحب الهدفين والذي أضحى أفضل بديل في الممتاز, بعد أن نجح مرتين في الانتقال من مقاعد البدلاء إلى إحراز الأهداف.
لكن مهمة المحلة لن تكون سهلة في مواجهة أبوسليم, المتمرس جيداً من خلال ما كشفته مبارياته السابقة, ويبدو أن المدرب التونسي شكري الخطوي قد وصل إلى التوليفة المناسبة من اللاعبين, فانبثق عن ذلك تألق أسقط في طريقه الاتحاد المصراتي والأهلي طرابلس.
ديربي بنغازي
تعاود المجموعة الثانية الظهور يوم الأحد, بمباراتين تصنفان بأنهما من العيار الثقيل, لاسيما تلك التي ستجمع على ملعب “شهداء بنينا” بين النصر والأهلي بنغازي.
فالفريقان اللذان يتقاسمان الشعبية الجماهيرية الأكبر في المدينة, يطمحان إلى تحقيق انتصار ستتعدى آثاره النقاط الـ3, إلى تكريس الفائز ملكاً للمدينة إلى حين موعد الديربي التالي, بالإضافة إلى ما سيمثله الانتصار من مكسب سيكولوجي ستظهر آثاره في قادم الجولات.
وبعد تعادله في الجولة الأولى, بدأ الأهلي بنغازي في تحقيق الانتصارات فتجاوز الهلال ثم دارنس, واستطاع تخطي الأولمبي في الكأس, لكن مباراته في الديربي ستختلف عن سابقاتها في أوجه عديدة.
ومن تلك الأوجه الخبرة التي يمتلكها النصر, الذي استعد جيداً من خلال خوض المعترك الإفريقي في كأس الكونفيدرالية, وهو الذي تمكن أيضاً من الفوز في آخر ديربيين جمعاه بالأهلي بنغازي, ما يجعله يدخل المباراة بأسبقية نفسية, يمكن أن تكون مفتاح الفوز إن أحسن المدرب الصربي زوران استغلالها.
حسابات متضادة
وبعدها مباشرة, يحل في ذات الملعب الأخضر ضيفاً على التحدي, ويسعى الأول إلى أن يدشن عودة للممتاز بفوز يؤكد من خلاله أن الإرهاق لم ينل منه جراء المشاركة الإفريقية.
ويجمع كثير من متابعي الدوري الممتاز على أن التونسي سمير شمام, ومن ورائه إدارة الأخضر, نجح في صناعة فريق يقدم كرة قدم ممتعة, ذات صبغة هجومية, ولذلك لم يعد مستغرباً أن يلحق الأخضر الخسارة بأي فريق ويقتنص الفوز من أي ملعب.
لكن التشتت بين 3 مسابقات هي الدوري الممتاز والكأس والكونفيدرالية الإفريقية قد يقدمان هدية للفهود, الطامح بدوره إلى تحقيق باكورة انتصاراته, بعد أن حقق تعادلاً في أولى مبارياته أمام شباب الجبل, وتلا ذلك خسارة على يد الصقور, ثم فرض التأجيل على مباراته مع النصر في الجولة الثالثة.
ختام حماسي
لن يقل الختام حماسة وإثارة عن البدايات, ففي آخر مباريات الجولة يرحل الأهلي طرابلس إلى مصراتة, ليحل ضيفاً على السويحلي, ويبعث الفريقان قبل هذه المواجهة برسائل لا غبش فيها بأن مطمحهما الوحيد هو الفوز.
وينطلق الأهلي طرابلس في مبتغاه هذا من الخسارة التي طالته أمام أبوسليم في ثاني الجولات, والتي أخرت من انطلاقته, كما رفعت الأصوات المنتقدة لطريقة عمل مدربه التونسي فتحي الجبال, ويدرك هذا الأخير أن استعادة الهدوء مجدداً سيتأتى من فوز على خصم عنيد كالسويحلي.
في مقابل ذلك, يعلم هذا الأخير أن التعادل في الجولة الماضية أمام المدينة قد خفف من سرعته وأبعده عن الصدارة, ولذلك سيبذل قصارى جهده لاستعادة نغمة الفوز, منطلقاً من قاعدة تفيد بأن تحقيق الألقاب لن يتحقق إلا عبر قنطرة الانتصار أمام الفرق الكبيرة.