في محطته قبل الأخيرة
الكأس .. رباعي بحظوظ متساوية
بلغت مسابقة كأس كرة القدم المتبقية من الموسم الماضي مراحلها الأخيرة، وقد اقتصرت الترشيحات لتحديد هوية من سيؤول إليه أمر لقبها على 4 فرق، استطاعت أن تقصي منافسيها وتبلغ نصف النهائي.
وفي هذا الدور، سيجتمع ما للكأس من دأب وعادة، على إظهار المفاجآت وعدم خضوع النتائج لأية توقعات مسبقة، إلى ما تملكه الأطراف الأربعة من خبرة كبيرة وتقارب في المستوى الفني، ليجعل تقديم فريق على الآخر في الحظوظ دعوى لا تسندها دلائل.
وفي المساحة التالية نسلط الضوء على حظوظ كل فريق من الفرق الأربعة في إمكانية تخطي نصف النهائي وبلوغ المرام بتحقيق اللقب لاحقاً : -
كالعادة
منذ أن انطلقت بطولات كرة القدم رسمياً في بلادنا منتصف ستينيات القرن الماضي، والأهلي طرابلس ضيف متواجد على طاولة المنافسة، حتى أضحى ابتعاده عنها هو الاستثناء والمفاجأة.
وبعد أن كان الفريق منافساً شرساً على لقب الدوري وخسره في آخر اللحظات، سيسعى إلى أن يسجل وجوده، وله في ذلك اعتقاد، يعززه تواجد نجوم متميزين بتشكيلته.
وسيعوّل فتحي الجبال مدرب الفريق على بث روح العزيمة لدى اللاعبين وتحفيزهم لمصالحة الجمهور، بعد الإقصاء الإفريقي، مقتفياً في ذلك طريقة آتت أكلها أمام الاتحاد المصراتي في الدوري ورجحت كفة الأهلي طرابلس برباعية يومها.
وعلى مستوى التشكيلة، لن يعاني الأهلي طرابلس من أي نقائص، في ظل وجود وفرة فنية، تكفل له الأفضلية المبدئية، لاسيما وأن شعاره يحمل بواسطة لاعبين هم الأبرز محلياً، كـ”محمد المنير، أنيس السلتو، أحمد التربي ومحسن متولي”.
إثبات الذات
لكن خصائص أخرى ستتدخل في تحديد نتيجة مباراة الأهلي طرابلس في نصف النهائي، فـ”الكلاسيكو” الذي سيجمع الفريق بالمدينة كان – وما يزال – عصياً على التوقع، بمعية تاريخ يؤكد ذلك.
وما يزيد من حماسة “الحواتة” لخوض تحدٍ كبير تعطشهم إلى لقب يصلهم بزمن كانوا فيه قوة لا تقهر، ولأجل ذلك خاضت الإدارة “ميركاتو” كان عامراً بالتعاقدات الساعية لتعزيز التشكيلة ثم أتي بالمدرب حمدي بطاو مؤخراً لقيادة الجهاز الفني.
كما أن للمدينة صولات وجولات في مسابقة الكأس، فهو الذي ظفر بثاني ألقابها موسم 1976-1977، ثم كان قاب قوسين أو أدنى من تكرار ذلك موسمي 2007-2008 و2009-2010.
ولأن كرة القدم تعتمد كثيراً على الحالة النفسية للاعبين، سيكون للتأهل إلى نهائي الكأس أثر إيجابي في الدوري الممتاز، والذي يشهد معاناة واضحة للـ”الحواتة”، الذي اكتفى – حتى الجولة الرابعة – بـ3 تعادلات وخسارة وحيدة.
آن الأوان
حاول الأخضر كثيراً أن يزف الكأس إلى مدينة البيضاء، لكن تفاصيل صغيرة حرمته من ذلك، فتارة كان نقص الخبرة وأخرى واجه فيها فرقاً أكثر استعداداً وثالثة غاب فيها التوفيق على الفريق.
لكن الأمر يبدو مختلفاً هذه المرة، فرفاق الهداف سالم روما قد تمرسوا المراحل الأخيرة من البطولات، وتجاوزوا مرحلة “الحصان الأسود” إلى “المنافس الدائم”، على بعد خطوة من نيل الألقاب.
واليوم تتوافر كل الظروف وتتعاضد من أجل أن يسجل الأخضر اسمه في القائمة الذهبية لأبطال الكأس، إذ أن تشكيلته متكاملة تقريباً، حيث تضم هجوماً نارياً يتكون من روما والأنغولي آري بابل ووسطاً يتمناه أي مدرب في دورينا إلى جانب مدرب شهد له القاصي والداني، يدعى سمير شمام.
كما أن التألق في كأس الكونفيدرالية الإفريقية، ببلوغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخ النادي، سيمد الأخضر بدعم نفسي كبير، وسيمنحه الثقة اللازمة للمضي قدماً نحو نهائي الكأس المحلية.
العودة للألقاب
يملك الأهلي بنغازي فرصة لإنهاء فترة صيام طويلة، غاب فيها عن منصات التتويج، وذلك بأن ينجح في رفع الكأس، لكن يجب عليه قبل ذلك أن يتخلص من منافس ثقيل هو الأخضر.
ولا ينقص الأهلي بنغازي الإمكانات لفعل ذلك، فالتاريخ يضعه بين فرق المقدمة، ولاعبوه يصنفون من بين الأفضل محلياً، وعلى رأسهم الهداف أحمد كراوع والواعد فاضل سلامة، إلى جانب الوافدين الجديدين بدر حسن ومحمد الترهوني.
وسبق للأهلي بنغازي أن رفع الكأس في مرتين سابقتين، الأولى في النسخة الثالثة موسم 1987-1988، والثانية في موسم 1995-1996.
ولطالما شكلت المراحل الأخيرة عقدة للفريق في السنوات الأخيرة، فتجده يتألق في أولى الجولات ويفرض اسمه بقوة كمنافس رئيس، ثم يتراجع القهقري ما إن يحين وقت جني الثمار، ويأمل مدربه الحالي، التونسي شهاب الليلي أن يتغير الحال في هذه النسخة ويكون الفرح باللقب خير مآل.
بالأرقام
● الأهلي طرابلس فاز بـ6 ألقاب للكأس مواسم 1975-1976 / 1993-1994 / 1999-2000 / 2000-2001/ 2005-2006 / 2015-2016.
● الأهلي طرابلس هو صاحب لقب أول نسخة للكأس لعبت سنة 1975.
● المدينة ظفر بلقب النسخة الثانية موسم 1976-1977، ثم بلغ نهائي نسختي 2007-2008 و2009-2010.
● الأهلي بنغازي سجل اسمه كبطل للمسابقة في مناسبتين “موسمي 1987-1988 و1995-1996″، ولم يسبق أن خسر نهائياً بلغه.
● الأخضر هو الوحيد من بين الفرق الأربعة لنصف النهائي الذي لم يحظ بنيل شرف التتويج بالكأس، بالرغم من وصوله للنهائي في 3 مرات سابقة مواسم “1975-1975 / 2004-2005 / 2006-2007”.