الجديدة والعائدة بعد طول غياب
10 بواكير زينت مونديال قطر 2022
ودعت قطر كأس العالم، بعد أن عاشت خلال 28 يوماً “من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر” حلمها الذي استحال واقعاً بنجاح منقطع النظير.
ويجزم كثير من المتابعين أن النسخة المنتهية آنفاً من المونديال ستظل راسخة في ذاكرة محبي اللعبة، لعدة أسباب يأتي على رأسها تنظيمها في منطقة لم تحظ سابقاً بشرف استقبال تظاهرات كروية كبرى، وما أحيط بهذا التنظيم من جدل استقى جذوره من خارج ملاعب كرة القدم.
لكن التميز لم يتوقف عند التنظيم، بل امتد لأحداث عدة شهدها المونديال القطري، مثلت بواكير وسوابق، سواء بوقوعها لأول مرة في تاريخ البطولة، أو عودتها بعد طول غياب، مما جعل وقعها على المشاهدين يماثل وقع “البدايات”.
هنا نستعرض أهم “البواكير” التي ضج بها كأس العالم “قطر 2022” : -
ودعت قطر كأس العالم، بعد أن عاشت خلال 28 يوماً «من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر» حلمها الذي استحال واقعاً بنجاح منقطع النظير.
ويجزم كثير من المتابعين أن النسخة المنتهية آنفاً من المونديال ستظل راسخة في ذاكرة محبي اللعبة، لعدة أسباب يأتي على رأسها تنظيمها في منطقة لم تحظ سابقاً بشرف استقبال تظاهرات كروية كبرى، وما أحيط بهذا التنظيم من جدل استقى جذوره من خارج ملاعب كرة القدم.
لكن التميز لم يتوقف عند التنظيم، بل امتد لأحداث عدة شهدها المونديال القطري، مثلت بواكير وسوابق، سواء بوقوعها لأول مرة في تاريخ البطولة، أو عودتها بعد طول غياب، مما جعل وقعها على المشاهدين يماثل وقع «البدايات».
هنا نستعرض أهم «البواكير» التي ضج بها كأس العالم «قطر 2022» : -
الحلم المغربي
لكل بطولة حصان أسود، وحصان مونديال قطر اتخذ هيئة الأسد وكان جامحاً فوق كل توقع، فأطاح في طريقه بالماتادور الإسباني وأثخن في رفاق كريستيانو رونالدو، قبل أن ينحني بصعوبة تحت وطأة خبرة واسم فرنسا.
وقد سعد المغاربة برؤية منتخبهم يبلغا مبلغاً لم يفعله من قبل منتخب عربي أو إفريقي، حيث استطاع أشرف حكيمي وزملاؤه أن يصنعوا التاريخ ويصلوا نصف النهائي.
ولم يكن أشد هؤلاء الأنصار تفاؤلاً ليحلم بأكثر من تخطي الدور الأول، لكن الفوز على بلجيكا «ثانية التصنيف العالمي» رفع سقف التوقعات، ثم جاء إقصاء إسبانيا «بركلات الترجيح» والبرتغال» عبر رأسية المهاجم الطائر يوسف النصيري» ليجعل الحلم يبلغ ذروته، ويدغدغ بريق الكأس أحلام نجوم «أسود الأطلس»، قبل الخسارة في نصف النهائي.
الراكراكي «الأيقونة»
تضافرت عوامل عدة لتصنع قصة النجاح الملهمة للمنتخب المغربي، بدءاً من لاعبين تفوقوا على أنفسهم وقدموا أداءً استثنائيا، وانتهاءً بجمهور كبير تدافع على الملاعب وجعل نجوم «أسود الأطلس» يشعرون أنهم يخوضون البطولة على أرضهم.
لكن ذلك لا يخفي الأثر الواضح للمدرب وليد الركراكي، فهو أيقونة أكدت أن المستحيل كلمة لا تعرفها كرة القدم، وأعادت للمدرب الإفريقي والعربي هيبته.
فقبل 3 أشهر من انطلاقة المونديال، كانت بداية قصة الركراكي مع تدريب المغرب، خلفاً للفرنسي – البوسني خليلوفيتش، ومذ ذاك طال تغيير تكتيكي وآخر نفسي «أسود الأطلس».
بدا الركراكي عبقرياً في واقعيته، فسار خطوة بخطوة في كأس العالم، وحسب لكل مواجهة حسابها، حتى وضع فريقه بين الأربعة الكبار، وأضحى أول مدرب عربي وإفريقي يبلغ رفقة منتخبه إلى نصف النهائي.
الربيع الفرنسي
لم تقف الإصابات التي تتالت تتراً على المنتخب الفرنسي في مسيرة «الديوك» التي نقرت بقوة كل المنافسين ومضت إلى النهائي الثاني على التوالي.
فبعد إصابة كريم بنزيما – صاحب الكرة الذهبية «البالون دور» كأفضل لاعب في العالم للعام الحالي، ومعه المهاجم المتألق كريستوفر نكونكو، حامت الشكوك حول قدرة فرنسا على الدفاع عن لقبها.
لكن المدرب ديشامب أوجد توليفة مما يملكه من اللاعبين، وتكفل غريزمان ومبابي وجيرو والحارس هوغو لوريس في استمرار الربيع الفرنسي.
وبذلك أصبحت فرنسا أول منتخب يلعب نهائيين على التوالي في المونديال، منذ أن فعلتها البرازيل سنة 1998.
أسطورة ميسي
إذا ذكر مونديال قطر، كان لزامًا أن يقترن بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، حيث بدا أن «البرغوث» قد اهتدى إلى صناعة آلة الزمن، وعاد القهقري أعوامًا، واستعاد ألقه القديم، مما مكنه من نثر إبداعاته على أرض الملعب.
وأضحى ميسي أول أرجنتيني يبلغ نهائيين لكأس العالم منذ اعتزال جيل الأسطورة الراحل دييغو مارادونا، وبات أيضًا الهداف التاريخي لـ»الألبسيلستي» في المونديال، برصيد 11 هدفاً.
ولم يكتف «البولغا» بذلك، بل تمكن من إمداد رفاقه بـ3 أهداف، رافعاً إجمالي ما قدمه من تمريرات حاسمة إلى 8 «في 5 مشاركات»، ليقف على قدم المساواة مع البرازيلي رونالدو والألماني كلوزه، كأكثر اللاعبين إحرازاً للأهداف « بشكل مباشر أو عبر التمريرات الحاسمة» برصيد 19 هدفاً، علماً بأن 5 تمريرات حاسمة خرجت من قدم «البرغوث» بالأدوار الإقصائية في المونديال وهو رقم غير مسبوق.
مبابي : بيليه الجديد
أكد الفرنسي كيليان مبابي أنه قائد الحقبة الجديدة في عالم كرة القدم، والتي ستلي مرحلة «رونالدو – ميسي»، وذلك بفضل أدائه الاستثنائي بمونديال قطر.
فاللاعب الذي أتم لتوه ربيعه الـ23 انتزع لقب هداف كأس العالم «للاعبين تحت 24 عاماً» من الأسطورة البرازيلية بيليه، محطمًا رقمًا ظل صامدًا 64 عاماً «من مونديال السويد سنة 1958».
كما تجاوز مبابي بيليه في عدد الأهداف المحرزة في نسخ مختلفة بكأس العالم «9 أهداف للفرنسي مقابل 8 لأسطورة السيليساو».
تواجد «الفار»
وجد حكام مباريات كأس العالم أنفسهم يحظون بمساعدة تقنية فيديو الحكم المساعد «الفار»، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المسابقة.
وإلى جانب «الفار» تواجدت تقنية أخرى تساعد على كشف حالات التسلل في زمن قياسي، عرفت بنظام كشف التسلل شبه الآلي، تولت أمرها شركة «أديداس» بالشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، بالإضافة للتوجه إلى الكاميرات في احتساب هدف لمنتخب البرتغال لمصلحة لاعبه برونو فرنانديز، بدلاً من زميله كريستيانو رونالدو، وهي حادثة نادرة الحدوث.
وقد ظهر «الفار” في كل المباريات تقريباً، لكنه لم ينه الجدل بشأن القرارات المتخذة، سواءً في إلغاء الأهداف أو احتساب حالات التسلل وركلات الترجيح.
ألمانيا : إخفاق ثانٍ
مونديال آخر اكتسى بطعم المرارة بالنسبة للألمان، الذين رأوا منتخبهم صاحب الألقاب الـ4 والصولات التي لا تنسى يخرج من أول المراحل.
جاء المنتخب الألماني وهو مرشح للعب الأدوار المتقدمة، لكنه آثر أن يركز على أشياء أخرى، فخاض صراعاً من أجل أمور لا علاقة لها بكرة القدم، وسقط في باكورة مبارياته أمام الساموراي الياباني «1-2»
وإثر ذلك، حاول أبناء المدرب هانز فليك أن ينقذوا ما أمكن إنقاذه، فخاضوا مباراة قوية أمام إسبانيا انتهت بالتعادل «1-1»، ولاحقاً لم يكفهم التفوق على كوستاريكا 4-2 من الصعود إلى الدور الثاني.
وبذلك تكرر إخفاق مونديال «روسيا 2018»، وتحقق للمرة الأولى خروجان متتاليان لـ”المانشافت” من دور المجموعات.
للجمهور كلمته
أظهرت عدة دول أوروبية عدم رضاها عن تنظيم قطر للمونديال وحاولت بشتى الوسائل أن تكون عقبة كأداء في وجه نجاح هذه النسخة، لكن جهودها ذهبت أدراج الرياح.
حيث كان التألق صنواً للمونديال القطري، وتقاطر المشجعون من كل حدب وصوب ليشاهدوا فعاليات عدة – إلى جانب المباريات – وامتزجت في الدوحة كل المشارب الثقافية والفكرية.
ومن بين الدول الـ32 المشاركة، بدا الحضور الأرجنتيني طاغياً، فتلونت شبه الجزيرة القطرية باللون السماوي، واجتاحتها قوافل المشجعين المتحمسين، الهاتفين بأهازيج لا تتوقف، والمعلين لصور مارادونا وميسي.
وفي الملاعب، حطم جمهور بلاد الفضة الأرقام القياسية، حيث سجل لقاء الأرجنتين والمكسيك بالدور الأول حضور 88966 متفرج، وهو رقم لم يسجل منذ نهائي نسخة الولايات المتحدة سنة 1994.
كما ذكر «الفيفا» أن المونديال القطري شهد حضوراً قياسياً، ملأ 97% من القيمة الإجمالية لمدرجات الملاعب، وتفوق على جميع النسخ السابقة.