الحلم تحقق..ميسي يقود التانغو للتتويج بالمونديال
ختم الأرجنتيني ليونيل ميسي مشاركاته بكأس العالم على طريقة الأفلام الكلاسيكية، بأن بلغ الذروة في اللحظات الأخيرة، وحمل كأساً استعصى عليه في 4 نسخ سابقة، مؤكداً بتتويجه هذا أنه من بين عظماء اللعبة.
وفي مباراة النهائي “المجنونة” مساء الأحد، سار “البرغوث” على نهج تألقه في مونديال “قطر 2022”، فأحرز هدفين من أهداف “الألبسيلستي” الثلاثة، ونجح في تنفيذ أولى ركلات الترجيح لمنتخبه، فاستحق في النهاية أن يرفع اللقب “مرتدياً البشت الخليجي”، ويرفقه بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في البطولة.
وقد مثل هذا الإنجاز سانحة برهن فيها النجم البالغ من العمر 35 عامًا أنه يقف على قدم المساواة مع أسطورة بلاده “الراحل دييغو مارادونا”، حيث تبادرت إلى أذهان الأرجنيتيين لدى رؤيتهم قائدهم يحمل اللقب، لحظات مشابهة لمارادونا في ملعب “الأزتيك” في العاصمة المكسيكية في صيف 1986.
والآن أضحى وضع اسم “ميسي” في قائمة أعظم عظماء كرة القدم لزاماً، بفضل تاريخ استثنائي صنعه وأرقام كانت مستحيلة، قبل أن تطوعها مهارة “البولغا”.
توهج تهديفي
استبق ميسي المشاركة في المونديال القطري بالتصريح أن هذه النسخة ستكون الأخيرة له بشعار “الألبسيلستي”، ما أعطى انطباعاً أنه سيبذل قصارى جهده للظهور بمظهر خارق.
وقد صدقت هذه التوقعات، فعبث “البرغوث” بإعدادات الزمن وعاد القهقري سنوات، مذكراً بإبداعه مع برشلونة، موقعاً في طريقه نحو الكأس الذهبية على 7 أهداف.
وهذه الحصيلة التهديفية هي الأكبر للنجم الأرجنتيني طوال تاريخ مشاركاته في كأس العالم، فأهدافه في 4 نسخ سابقة مجتمعة كانت 6 فقط.
وإذا ما أضيفت هذه الأهداف الـ13 إلى حصيلة مشابهة في “كوبا أمريكا”، سيعلن عن ميسي هدافاً تاريخياً للاعبي أمريكا الجنوبية في البطولتين.
صانع الهدايا
إلى جانب أهدافه التي وقعها، برع “البرغوث” كالعادة في صناعة الأهداف وتقديم الهدايا الثمينة إلى زملائه.
ولإن كان قائد الأرجنتين عاجزاً عن القيام بتمريرة حاسمة واحدة في نهائي “لوسيل” فإن ما فعله في المباريات السابقة بالمونديال القطري “3 تمريرات حاسمة” وضعته في صدارة صانعي الأهداف، بالشراكة مع الفرنسي أنطوان غريزمان.
كما كان ميسي مميزاً في صناعة الفرص بشكل عام، وتذكر شبكة “أوبتا” في هذا الصدد أنه ما من لاعب أحرز 5 أهداف “أو أكثر” وصنع 20 فرصة لزملائه في نسخة واحدة من المونديال، إلا الأرجنتينيان مارادونا وميسي.
الهداف التاريخي
انفرد “البولغا” وحيداً في صدارة قائمة تضم أكثر من تسببوا بأهداف في تاريخ كأس العالم، وذلك بفضل أهدافه الـ13 “التي جعلته هدافاً تاريخياً للأرجنتين في المسابقة” وتمريراته الـ8 الحاسمة.
وبذلك، يكون ميسي قد ساهم في إحراز “راقصي التانغو” 21 هدفاً في 5 نسخ للمونديال “2006، 2010، 2014، 2018 و2022”، فتخطى الألماني ميروسلاف كلوزه والبرازيلي رونالدو “ولكل منهما 19 هدفاً مباشراً وغير مباشر”.
كرتان ذهبيتان
اختير “البرغوث” كأفضل لاعب في البطولة، نظير ما قدمه في 7 مباريات، كان فيها الرئة التي تتنفس بها الأرجنتين، والقلب النابض لـ”الألبسيلستي”.
وقد جاء النهائي ليبرهن على قوة ميسي، فبالرغم من أن اللاعب يبلغ الـ35 من العمر، إلا أنه قدم 11 تمريرة خطيرة في نهاية بطولة ماراثونية، وسدد 5 مرات على المرمى، أسفرت اثنتان منها عن هدفين للأرجنتين، بالإضافة لصناعته 3 فرص لم تترجم إلى أهداف.
ومنذ أن استحدثت الكرة الذهبية كجائزة تمنح لأفضل لاعب في المونديال سنة 1982، لم يسبق أن حظي بها لاعب واحد قبل ميسي، لتكون هذه الجائزة فصلاً آخر من فصول أسطورة “البولغا”.
الأفضل دائمًا
خاص ميسي لقاءات الأرجنتين الـ7 في مونديال قطر، آلت جائزة أفضل لاعب في 5 منه إليه، ليحطم رقماً آخر يصعب على القادمين مستقبلاً الاقتراب منه.
فقبل انطلاق المونديال القطري، كان “البرغوث” متساوياً مع الهولندي ويسلي شنايدر في صدارة اللاعبين الحائزين على هذه الجائزة في نسخة واحدة بكأس العالم “4 لشنايدر في 2010 ومثلها لميسي سنة 2014.
رفقة مارادونا
ألقاب لا تحصى – على المستويين الجماعي والفردي – تعج بها خزائن ميسي، ورغم ذلك تأخر كثير من محبي اللعبة عن وضعه في مصاف الأساطير.
وفي كل مرة يتحدث هؤلاء، يعتبرون إخفاقه في رفع كأس العالم دليلاً على صدق مذهبهم، بالرغم من أساطير كبرى على غرار الهولندي الراحل يوهان كرويف لم يحالفهم الحظ في الظفر بلقب المونديال.
ثم جاء التتويج الآخر، ليجبر ميسي الجميع على الاعتراف به أسطورة كبرى، تضاهي أسماء كرست كنجوم فوق العادة في عالم الساحرة المستديرة، وأولهم مواطنه دييغو مارادونا.