على عـادته
المونديال يشهد ميلاد نجوم وأفول أخرى (2)
تتبوأ كأس العالم لكرة القدم مرتبة الصدارة في بطولات اللعبة الشعبية الأولى، إذ إنها تستأثر بالاهتمام الجماهيري والإعلامي، غير آبهة بما نالته بطولات الأندية من زخم كبير في العقود الأخيرة.
فالمونديال بكل تاريخه المجيد والأساطير التي انبثقت تواريخها وإنجازاتها من خلاله، يظل الهدف الأسمى لكل لاعب، سواءً بالمشاركة أو بنيل الألقاب، ومن أجل ذلك تبذل التضحيات الجسام وتذرف الدموع المدرارة.
وهذه المرة، بدا كأس العالم مختلفاً في بعض أوجهه، إلا أنه حافظ على قدرته في صناعة نجوم وأفول أخرى، بأن كان مقصداً للجميع، ومحطة لم يستنكف أحد من اللاعبين أن يأتي بالجائز والممنوع من أجل لحظة تألق في أرجائه.
)نجوم( تواصل الغوص في سديم المونديال القطري لتستكشف نجوماً صغيرة بزغت، وتتأمل أخرى اتجهت إلى طريق النهاية : -
إعداد : مناف بن دلة
أولاً : نجوم ولدت من رحم الإبداع
جود بيللنغهام .. الزهرة اليانعة في ربيع المونديال
جاء إلى كأس العالم وهو مرشح للعب أدوار كبرى، تؤهله لنيل جائزة أفضل لاعب شاب، عطفاً على ما قدمه في الموسم الماضي وبداية الحالي مع نادي بروسيا دورتموند الألماني.
ولم يخيب جود بيللنغهام ذو 19 ربيعاً تلك التوقعات، فقدم مونديالاً كبيراً رفقة منتخب “الأسود الثلاثة” وأشعل بذلك صراعاً بين أندية عدة تخطب وده، يبدو ريال مدريد الإسباني الأقرب لنيل مراده من بينها.
فخلال 5 مباريات خاضها، أحرز بيللينغهام هدفاً وتسبب في آخر، إلا أن ما بدر عنه يتجاوز ذلك، فقد كان الشعلة الأكثر حيوية في وسط إنجلترا وتحمل عبء ربط الهجوم بالدفاع.
وتذكر شبكة «سكواوكا» في هذا الخصوص أن اللاعب حقق النجاح في 33 مواجهة فردية، واستطاع بفضل مهاراته أن ينجز 16 مراوغة ناجحة، ويمتلك الكرة بالرغم من ضغط اللاعبين المنافسين في 31 مناسبة.
وقد طالب بعض من المتابعين بأن تمنح جائزة أفضل لاعب ناشىء إلى متوسط ميدان إنجلترا، وقالوا بأنه يتجاوز بكثير الأرجنتيني إنزو فرنانديز.
كما بات بيللينغهام اللاعب الأصغر الذي يمثل «الأسود الثلاثة» في ربع النهائي، وذلك عندما شارك في مباراة أبدع فيها، لكنه لم يحل دون هزيمة منتخب بلاده على يد فرنسا
1-2.
أوناحي .. جوهرة مغربية
تألقت المغرب أيما تألق في مونديال قطر، واستحقت لقب «الحصان الأسود» ببلوغها – كأول منتخب عربي والإفريقي يحقق هذا الإنجاز – نصف النهائي وحلولها رابعة في الختام.
وخلال تلك المسيرة المظفرة، شكلت بعض المباريات علامة فارقة تميز المعجزة المغربية، منها مباراة دور الـ16، التي التهم فيها «أسود الأطلس» الماتادور الإسباني.
ويومها كان الصراع على أشده في وسط الملعب، وحسم أمره بفضل تحركات شاب تفوق على نجمي برشلونة بيدري وجافي، ما دفع مدرب إسبانيا لويس إنريكي للتساؤل “ من أين ظهر هذا اللاعب الذي يحمل الرقم 8 ؟”.
وكان يقصد عز الدين أوناحي، الذي فكّ بسرعته ومهارته وقدرته على عكس الهجمات الحصار الإسباني على «أسود الأطلس»، وأضحى مصدراً للمرتدات المغربية.
ثم واصل متوسط ميدان «آنجيه الفرنسي» على ذات النهج في المباراتين التاليتيين، ليتلقى الإشادة من عدة مدربين، ويصبح – وفقاً لوسائل إعلام عالمية – هدفاً لانتدابات فرق كبرى في «الميركاتو» الشتوي.
وبالرغم من أن برشلونة الإسباني أبدى اهتماماً بأوناحي ، إلا يفضل الانتقال للدوري الإيطالي، لارتداء شعار إنتر أو نابولي، بحسب موقع إخبار فرنسي.
ريتسو دوان .. آلة فتاكة
أصيبت ألمانيا في المونديال من قبل دوريها، حيث تكفل لاعبان يابانيان ينشطان في «البوندسليغا» بإقصاء بطل العالم في 4 مرات سابقة، بعد أن أحرزا هدفين تفوق بهما «الساموراي» في المواجهة بين المنتخبين.
ويجزم كثير من المتابعين أن منتخب اليابان أبان عن تطور كبير، لاسيما من حيث الفعالية، إذ أنه لم يحتج إلى سيطرة على اللعب، ليوجه ضربات قاتلة إلى منافسيه.
وقد عوّل المنتخب الآسيوي في ذلك على صنف من لاعبيه، يجيدون التعامل مع الهجمات التي يقودها، وفي مقدمتهم ريتسو دوان.
فقد استطاع هذا اللاعب أن يحرز هدفاً ثانياً في شباك ألمانيا، ثم يكرر ذات الأمر أمام إسبانيا، لتفوز اليابان في المباراتين 2-1 وتتصدر المجموعة السادسة.
وفي مواجهة «المانشافت» لم يلمس المهاجم البالغ من العمر 24 عاماً الكرة إلا مرتين في مناطق الخصم، ومع ذلك زار الشباك، ثم فعل الأدهى أمام «لاروخا» وسجل من الكرة الوحيدة التي سددها، مؤكداً أنه آلة تسجيل فتاكة.
وسيفصح «الميركاتو» الشتوي القادم إن كان ريتسو سيظل رفقة فرايبورغ الألماني أم أنه سينتقل إلى وجهة جديدة.