في ختام الذهاب
“ديربي” أبيض بين الأهلي طرابلس والاتحاد
حمل «ديربي” طرابلس الذي ختمت به مرحلة الذهاب بالنسبة للمجموعة الثانية بيد صولجان الجمال، ورفع في الأخرى خيبة الأمل، بأن جاء في مستوى فني جيد، إلا أنه افتقد الأهداف التي تزيّن كرة القدم.
وقد توفرت لهذه المباراة الأخيرة في تاسع جولات الدوري الممتاز، كل عوامل النجاح، إذ إنها تأخرت بعد المونديال، فنالت متابعة افتقدتها سابقاتها في الدوري التي لعبت أثناء إقامة أهم حدث كروي، وجاءت في ختام الذهاب لترسم مشهداً ختامياً يتابعه الجميع.
وقد ظهر ذلك جلياً في المستوى الفني للفريقين، لاسيما الأهلي طرابلس، لكن ذلك لم يقترن بإحراز أهداف، كانت لتضيف مزيداً من الإثارة لو حلت بملعب «الجميل».
أما في بنغازي، فكتب المشهد الختامي لمرحلة الذهاب بمباراة حملت من الآمال الكثير، لكنها افتقدت للحماسة من جانبيها، حيث ارتضى كل من الأهلي بنغازي والأخضر اقتسام نقطتي التعادل «لكل منهما نقطة»، فظل حال الصدارة في المجموعة الأولى كما هو.
تقاطع الآمال
دخل الفريقان المباراة ملعب «الجميل» برغبة واضحة في الفوز، يفرضها واقع «الديربي” إلى جانب تطلعات الأهلي طرابلس إلى تقليص الفارق بينه وبين غريمه، وسعي هذا الأخير إلى تأكيد صدارته وإنهاء مرحلة الذهاب بالعلامة الكاملة.
واتسمت البداية بهجمات اتحادية، حيث انسل عمر الخوجة من وسط المدافعين وسدد كرة أبعدها حارس الأهلي طرابلس محمد نشنوش باقتدار.
ثم انقلبت بوصلة المحاولات باتجاه مرمى معاذ اللافي، الذي استقبل تسديدة من علاء القجدار علت العارضة بقليل، ثم لاحت الفرصة الأخطر للأهلي طرابلس عندما افتك محمد المنير الكرة من حارس الاتحاد ولعبها بجوار القائم.
وبينما اعتمد الاتحاد على الكرات العالية المتجهة نحو المهاجم التونسي عماد اللواتي، ركز الأهلي طرابلس على حيوية ونشاط وفنيات لاعبه أنيس السلتو لقيادة الهجمات، التي تحمل عبء إبعادها متوسطي الدفاع سند الورفلي وناجي دراء.
ومثلما بدأ الشوط اتحادياً فقد انتهى كذلك، بتوغل من قبل عبد العاطي العباسي، الذي راوغ مدافعاً ومرر عرضياً شتتها مدافع الأهلي طرابلس أحمد التربي.
شوط «أهلاوي»
وفي الشوط الثاني رمى الأهلي طرابلس بكل ثقله، وتسيد الملعب، قائداً الهجمات الواحدة تلو الأخرى، دون أن يكون لذلك تأثير «فعلي» على نتيجة المباراة.
وما إن مرت ربع ساعة على بداية نصف المباراة الثاني، حتى جاءت أخطر فرصة في المباراة، عبر تسديدة من ركلة حرة، نفذها جناح الأهلي طرابلس محمد الطبال، وأنقذها ببراعة حارس الاتحاد معاذ اللافي.
ثم واصل رفاق أنيس السلتو ضغطهم باتجاه المرمى، ومع مرور الوقت بدأت الخشونة في الظهور، ما استدعى تدخلات من حكم المباراة «السنوسي الحبيب” لإشهار البطاقات الصفراء.
ولاحقاً، استطاع السلتو التوغل من الجهة اليمنى، ومرر كرة لم يقابلها أحد.
وشيئاً فشيئاً، تعاظمت رغبة الأهلي طرابلس في الظفر بنقاط المباراة، فدفع مدربه التونسي «فتحي الجبال» بالمهاجم صالح الطاهر ومتوسط الميدان المغربي «محسن متولي».
في مقابل ذلك، اعتمد مدرب الاتحاد «أسامة الحمادي” خيار الخبرة، فأدخل محمد زعبية، وحاول استخدام سلاح الهجمات العكسية.
وكاد زعبية أن ينجح في التسجيل في آخر لحظات الوقت الإضافي، المقدر من قبل الحكم بـ4 دقائق، لكنه فشل في استثمار خطأ من الحارس محمد نشنوش، لتطلق إثر ذلك صافرة النهاية، بالتعادل سلبياً.
وبذلك أضاف الاتحاد نقطة إلى رصيده الذي أضحى 23 نقطة، وعزز صدارته، فيما بات الأهلي طرابلس ثالثاً بـ15 نقطة.
نجم «الديربي”
خطف الحكم «السنوسي الحبيب” الأضواء من جميع اللاعبين، واستحق أن يكون بطلاً لـ”الديربي”، بفضل أدائه التحكيمي المتزن.
فـ»السنوسي» أدار اللقاء بهدوء منقطع النظير، وساعدته لياقته البدنية في التواجد عن قرب في جل الحالات التي اتخذ قراراً حيالها، كما كان حزمه ظاهراً عندما أحس ببعض التهور في تدخلات اللاعبين.
وكان لذلك أثره، بأن سار «الديربي” دونما مشاحنات أو تدخلات خارجة تفقده نكهته وتخرجه عن إطاره الكروي.
تعادل سلبي آخر
ومساء الأحد أجريت آخر مباريات مرحلة الذهاب، والتي جمعت بملعب «شهداء بنينا» فريقي الأهلي بنغازي والأخضر.
لم ترتق المباراة إلى المستوى المأمول – عطفاً على ما قدمه طرفاه في سابق الجولات – وانتهت مثل «ديربي طرابلس» بنتيجة التعادل السلبي، علماً بأن شوطها الثاني تأخر قرابة الساعة عن موعد انطلاقه، لدخول مجموعة من المشجعين إلى مدرجات الملعب.
وبذلك، حافظ الأهلي بنغازي على صدارة المجموعة الأولى، برصيد 16 نقطة، وظل الأخضر رابعاً، بعد أن أضاف نقطة إلى رصيده، فأضحى 13 نقطة.