بعد أدائه الكبير أمام المريخ
الأهلي طرابلس في الكونفيدرالية ..
رهان على تجاوز إنجاز الموسم الماضي
كان الأهلي طرابلس في طريقه لتحقيق «ريمونتادا» تاريخية بدوري أبطال إفريقيا مساء السبت الماضي، لولا أن أضاع لاعبه المالي إبراهيما تانديا ركلة جزاء، حرمته من إحراز الهدف الرابع في شباك المريخ المالي، وألزمته مغادرة البطولة، وعدم بلوغ دور المجموعات فيها.. إلا أن جماهير النادي – ومنها تلك التي تبعته إلى بنغازي لتملأ مدرجات ملعب «شهداء بنينا» باتت رغم الخسارة مستبشرة، بقدرة فريقها على المضي قدمًا في كأس الكونفيدرالية الإفريقية – التي انتقل إليها – وتجاوز إنجاز الوصول لنصف النهائي، الذي ميزّ مشاركة الأهلي طرابلس في تلك المسابقة العام الماضي.
مع صافرة البدء، تقدم ممثلنا نحو مرمى المريخ، إلا أن لحظات من عدم التركيز كلفته غالياً، عندما استفاد الفريق السوداني من المساحات الخالية في دفاع الأهلي، فانفرد الجزولي نوح بالحارس محمد نشنوش، الذي لم يجد بداً من عرقلة لاعب المريخ، فأعلن حكم اللقاء، المغربي رضوان جيد عن ركلة جزاء للضيوف، عند الدقيقة الـ9، حولها قائد الفريق السوداني رمضان عجب إلى هدف.
عودة السيطرة
شيئاً فشيئًا بدأ لاعبو الأهلي يستعيدون ثقتهم، وساهم الجمهور الذي استقر بمدرجات ملعب «شهداء بنينا»، وصدح بأعلى صوته مؤازراً في أن يتجاوز زملاء نشنوش التأخر المبكر، ويسيطروا على مجريات اللقاء، ثم يحققوا عودة في الدقيقة الـ37، بطريقة «رائعة»، تمثلت في تسديدة «على الطائر» من قبل محمد المنير، استقرت في الجهة اليمنى لحارس المريخ محمد مصطفى.
إدراك التعادل
وكأن هذا الهدف جاء ليفتح القمقم ويخرج المارد الهجومي «الأهلاوي»، حيث اندفع لاعبو ممثلنا لا يلوون على شيء إلا زيارة مرمى مصطفى مرة أخرى، فلم تنقض إلا 7 دقائق، ليعاود المنير الظهور المؤثر ويرفع كرة عالية ارتقى لها أنيس السلتو وحولها برأسه إلى نور الدين القليب، فتلاعب هذا الأخير بدفاع المريخ وسدد كرة «ماكرة» أعلنت عن تقدم الأهلي طرابلس في النتيجة 2-1، وهذا ما انتهى عليه الشوط الأول.
التغييرات
بدأ الأهلي النصف الثاني بقوة، لكن هجماته ضاعت تباعاً، وانتهى ربع الساعة الأول من الشوط الثاني دونما تغيير في النتيجة، ما تسبب – نفسياً وبدنياً – في انخفاض معدل الأداء، مع ميل للمريخ لتهدئة اللعب، كأسلوب متوقع للمحافظة على تأخرهم بفارق هدف، والذي يمكنهم من التأهل إلى دور المجموعات. وابتغاء إحداث انتعاشة، لجأ الجبال إلى التبديلات، فأشرك في الدقيقة 62 عبد الله العرفي وصالح الطاهر ومحمد الطبال والتونسي ياسين الشماخي، في محل متولي والشريف والقليب والسلتو على التوالي.
قذيفة تكسر الجمود
لكن الأمور ظلت على حالها، إلى أن سدد علي أبوعرقوب قذيفة في الدقيقة 78، لم يفعل حيالها حارس المريخ شيئًا «إلا مراقبتها وهي تهز الشباك، لتمثل تلك اللحظة انطلاقة جديدة للمباراة.
فإثرها عاد الضغط الأهلاوي ليجبر وصيف بطل الدوري في السودان إلى التراجع، وعندما بلغت المباراة دقيقتها الـ83 تبادل رفاق الطبابل كرات قصيرة بلغت الطاهر الذي سددها في القائم، لتعود الكرة إلى تانديا ويمررها عرضية لمست يد مدافع المريخ، فأعلن الحكم المغربي رضوان جيد عن ركلة جزاء، تقدم لها المهاجم المالي وأهدرها، بعد أن تمكن حارس المريخ من صدها.
فرصة أخرى
رغم الإقصاء من دوري الأبطال، إلا أن الأهلي طرابلس برهن مرة أخرى على إمكانات كبيرة، تؤهله لمقارعة الفرق في القارة السمراء، وتجعل تكراره لإنجاز الموسم الماضي في كأس الكونفيدرالية ممكناً، بل وتجاوزه لبلوغ النهائي القاري الأول للفريق منذ موسم 1983-1984.
ومن أجل ذلك، سيتعين على رفاق نشنوش أن يتخطوا دور الـ32 «الثاني» من الكونفيدرالية، والمعروف أيضاً بالمرحلة الإقصائية، حيث سيتبارى فيها 16 فريقاً من الكونفيدرالية مع نظراء قادمين من دوري الأبطال، علمًا بأن قرعة هذا الدور أجريت الثلاثاء والصحيفة ماثلة للطبع.
ولا يفت في عضد الأهلي طرابلس هذا التحول، ففرق كبرى على غرار مازيمبي الكونغولي، والذي حقق وصافة كأس العالم للأندية سنة 2010، دجوليبا المالي والاتحا المنستيري التونسي، ستكون رفيقة ممثلنا في هذه الرحلة.
لاعب متميز
أثبت جمهور الأهلي طرابلس أنه «فريد من نوعه»، بتوافده على ملعب «شهداء بنينا»، رغم بعد المسافة، ثم مواصلته المؤازرة غير آبه بالتأخر المبكر.. وحتى عندما انتهت المباراة بتأهل المريخ، ظل أنصار الأهلي مستمرين في أهازيجهم، مبينين رضاهم عن الأداء، وليؤكدوا أنهم اللاعب المؤثر في مسيرة النادي.
مفاجأة أبوعرقوب
مرة أخرى يلعب علي أبوعرقوب دوراً حاسماً، ويعيد فريقه إلى أجواء المباريات، بفضل تسديداته القوية والمتقنة.
فبعد ما فعله متوسط الميدان في إياب نصف نهائي النسخة الماضية أمام أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، عاد واستخدم سلاح التسديدات البعيدة، ليكسر الجمود الدفاعي للمريخ ويحرر زملائه من ضغوط كبيرة.
وما يزيد من أهمية فعل أبوعرقوب، الاختفاء شبه التام للتسديدات البعيدة في ملاعبنا، حتى باتت رؤيتها مفاجأة مبهجة ومثارًا للاستحسان.