تكاتفت مع بعضها
5 أسباب وراء تتويج الأهلي طرابلس بلقب دوري السلة
قضي الأمر وتوّج الأهلي طرابلس – كما كان متوقعاً – بلقب دوري كرة السلة، للمرة السابعة في تاريخه، محافظاً بذلك على كأس حازه الموسم الماضي، وسائراً بثبات نحو تحقيق الثنائية الثانية على التوالي.
وطوال مباريات تجمعي الدور الختامي (السباعي) لمسابقة الكرة البرتقالية الأبرز محلياً، أكد زملاء النجم محمد الساعدي أنهم الأقوى، وأن بوناً شاسعاً يفصلهم عن البقية، فأنهوا 12 مباراة بالعلامة الكاملة، ودون أن تلحق بهم خسارة واحدة.
وبعد أن اطمأنوا على سيطرة فريقهم محلياً، بدأت أنصار الأهلي طرابلس – لاسيما العاشقين لكرة السلة – ترنو إلى مشاركات خارجية متميزة، معوّلين في آمالهم ذلك على مجموعة من اللاعبين قل تواجدهم معاً عبر تاريخ اللعبة في النادي.
ويقف وراء تألق سلة الأهلي طرابلس هذا الموسم عدة عوامل أبرزها : -
مدرب محنك
لا عجب أن يظهر الأهلي متماسكاً وقوياً، فمدربه اللبناني غسان سركيس يعد أحد أبرز الوجوه التدريبية على المستوى العربي.
وبدت لمسات سركيس الذي لمع نجمه مع الحكمة اللبناني قبل سنوات مضت، واضحة، من خلال الانسيابية التي يتحرك فيها لاعبو الفريق، والضغط الذي مورس على الفرق المنافسة، وكذلك الاستفادة من نقاط ضعف هذه الأخيرة.
كما كان لأسلوب المداورة وتغيير إستراتيجيات اللاعب، اللذا اتبعهما المدرب اللبناني أثر كبير في إضفاء قوة إضافية على الأهلي طرابلس.
تشكيلة مثالية
تتضمن تشكيلة الفريق أفضل اللاعبين على المستوى المحلي، وإضافة لأولئك الذين حصدوا لقبي الدوري والكأس الموسم الماضي، دعمت إدارة الأهلي طرابلس فريق السلة بلاعبين متميزين، كغيث الرحمن مفتاح القادم من المروج وعبد الرزاق التركي – بكل ما يحمله من خبرة– صاحب الإنجازات والتجربة الكبيرة مع النصر.
ففي مباراة الاتحاد الثانية، والتي جعلت الفريق يقطع شوطاً كبيراً نحو اللقب السابع، ساهم غيث الرحمن في الفوز بإحرازه (دبل دبل) تحقق بـ 20 نقطة و11 متابعة (ريبوند)، إضافة لتمريرتين حاسمتين، اعتراضين ناجحين وقطع واحد للكرة (ستيل)، وهذه إحصائية متميزة توضح بجلاء الإضافة التي قدمها هذا اللاعب للأهلي طرابلس.
ولم تكن هذه المباراة استثناء لغيث ورفاقه، الذين كانت لهم اليد العليا في كل المباريات التي خاضوها، وأبانوا أن غياب زميلهم المتألق نسيم بدروش بداعي الإصابة لم يفت في عضدهم.
قائد ملهم
إذا ذكر محمد الساعدي، استقر في الأذهان النجم الأبرز الذي يمكنه قيادة أي فريق يلعب في صفوفه إلى ارتقاء منصات التتويج.
ولن يتأخر أي متابع لمواجهات التجمع الختامي، مهما كانت علاقته بسيطة بالكرة البرتقالية، للمبادرة بالقول أن صاحب النظارات هو الأفضل في الميدان.
فإلى جانب مهاراته الكبيرة في المتابعة وصناعة اللعب، لا يدخر الساعدي جهداً في المساهمة بإحراز النقاط، والأهم من ذلك كله لعب دور القائد.
وباستثناء لقاءات قليلة، كان الساعدي رجل مباريات فريقه، ففي مواجهة الاتحاد حقق 9 نقاط، 16 متابعة، 9 تمريرات حاسمة والنجاح 3 مرات في قطع الكرة.
وقبلها أمام النصر، توّج هدافاً للقاء بـ28 نقطة، إضافة لـ7 (ريبوند)، 4 تمريرات حاسمة و3 (ستيل)، وهذا غيض من فيض إبداع الساعدي المنثور على ملاعب السلة هذا الموسم.
دعم جماهيري
تطور دوري السلة كثيراً في المواسم الأخيرة، ومرد ذلك إلى المحترفين، حيث دفع وجودهم بالمستوى الفني خطوات للأمام، وكما هو الأمر بالنسبة للاعبين المحليين، كان للأهلي طرابلس قصب السبق في اختيار المحترفين.
فالأمريكي جيمس جاستس أطلق مارد التألق من قمقمه مع بدء المرحلة الختامية (الدور السباعي) وكان مرعباً – للمنافسين -على مستوى الرميات الثلاثية، والتي حسمت كثيراً من مواجهات الأهلي طرابلس.
وبالعودة إلى بعض من إحصائياته، نجد أن قصير القامة جاستس أحرز 26 نقطة أمام الاتحاد في مواجهة الإياب، وحقق 20 على حساب النصر، إضافة لحسمه أول مباراة للأهلي طرابلس في التجمع السباعي الأول أمام الأهلي بنغازي.
وعلى ذات النهج سار دواين جاكسون، الذي أعاد الكرة ثانية مع الأهلي طرابلس وحقق معه اللقب الثاني على التوالي، ومثّل بفنياته الكبيرة وحركاته الإستعراضية، وعلى رأسها (السلام دانك) وجهة مفضلة لمتابعة الجماهير.
أضفى حضور الجمهور رونقاً خاصاً على مباريات التجمع في مرحلتي الذهاب الإياب، وبعد أن رسمت جماهير مدينة بنغازي لوحات جميلة على مدرجات مجمع سليمان الضراط، جاء الدور على نظيرتها في طرابلس لتحيل القاعة الكبرى بالمدينة إلى كرنفال ينضح ألواناً وبهجة.
وإذا ما ذكرت جماهير طرابلس، جاءت تلك التي تناصر الأهلي في مقدمتها، حيث قدمت بتشجيعها الذي لا يفتر دعماً معنوياً هائلاً للاعبين، وأضافت إلى قوتهم قوة أخرى.
وحتى في اللحظات التي كان يفترض أن تسبب انزعاجاً للحاضرين، مثل انقطاع الكهرباء على القاعة الكبرى، استثمرت جماهير الأهلي طرابلس الوضع وحولته إلى منظر بهيج، مستخدمة إنارة هواتفها النقالة، ما حدا بالمعلق الكبير علي العبار لاقتباس أبيات شهيرة للشاعر الكبير نزار قباني، بتصرف ليقول «فإذا وقفت أمام روعتكم صامتاً .. فالصمت في حرم الجمال جمال».