كرة القدم الليبية تدخل النفق!
من الملاعب إلى قاعات المحاكم
الشلـماني يهدد بالانسحاب من الشان وإيقاف المسابـقات
المغرب تحتفل بحصولها رابعا في نهائيات كأس العالم ،وأصبحت تتوق الى ماهو أفضل،واليابان تصدرت مجموعتها وفازت على المانيا وقطر لا زالت تتغنى بالتنظيم الافضل لنهائيات كأس العالم منشآت وتنظيم وحسن استقبال للفرق والضيوف والمشجعين من كافة أنحاء العالم ،يحدث هذا من حولنا فيما نغوص نحن في الفوضى وغياب البنية التحية وتلكؤ المسابقات وهبوط المستوى الفني الى ان اصبحنا في الترتيب 120عالميا ،واعلان هذا الترتيب من قبل الاتحاد الدولي نراه (توبيخا) وليس تشريفا ،والذهاب بكرة القدم الليبية من الملاعب الى قاعات المحاكم.
الي اين تسير كرة القدم الليبية في المشاكل والصراعات التي أصبحت تكبلها…..هذا السؤال طرحناه على عدد من الشخصيات الرياضية التي أبدت جميعها اسفها على ما يحدث ،حيث خرجنا بالآراء الآتية.
الدكتور بشير القنطري: لا تشوهوا سمعة ليبيا الرياضية.
عبر الشخصية الرياضية والادارية المتمكنة الدكتور بشير القنطري عن استيائه لما وصلت به الصراعات في كرة القدم الليبية والذي أصبح يهدد سمعة ليبيا بعد أن هدد رئيس اتحاد الكرة بالانسحاب من بطولة المحليين الافريقية التي ستقام بالجزائر،وقال: تصوروا كيف سيكون الموقف لو أن ليبيا ستنسحب فعلا بالرغم من أننا سنخوض مباراة الافتتاح امام المنتخب الجزائري،وهذا الافتتاح سيحضره وزير الرياضة الجزائري ورئيس الاتحاد الافريقي،ورئيس الاتحاد الدولي وضيوف كبار اخرين،وهو ما سيجعل سمعتنا في موقف لا يحسد ولا أريد ذكره احتراما للجميع!.
وقال الدكتور القنطري: الحجز على حسابات اتحاد الكرة بالمصارف قرار ليس في محله لانه سيضر بالمشاركة الخارجية والنشاط المحلي ايضا،ومن اتخذ قرار الحجز كان احرى به أن يتخذ حلا جذريا لمشكلة اتحاد الكرة اما الوصول بكرة القدم الليبية الى هذا المستوى فهو مهزلة ستقود الى كارثة خاصة ان الجهات والمؤسسات المخولة قانونا في وضع حل لهذه الاشكاليات في سبات عميق واتخذ موقفا سلبيا،ولا أدري اذا كان جهدا منها لدورها،او انها تريد صب مزيد من البنزين على النار المشتعلة.
قال الدكتور القنطري: سمعة ليبيا هي الأساس، وهي التي يجب ان نلتقي حولها،ومن يميل الى اي طرف من المتصارعين على اتحاد الكرة هو في الحقيقة في صف المعرقلين لمسيرة كرة القدم ببلادنا،وأنا في الحقيقة أستغرب الوصول باللعبة الشعبية الى هذا المستوى وربما اكثر.
الامين بيك: ما بني على باطل فهو باطل،ونعم لايقاف المشاركات الخارجية.
فيما قال الأستاذ الامين بيك ان مابني على باطل فهو باطل،فكلنا يعرف كيف جرت الانتخابات التي فاز فيها الشلماني برئاسة الاتحاد العام لكرة القدم،فهو الذي اختار المكان،واجريت في ظروف غير طبيعية وصلت الى الاعتداء على بعض الاشخاص،وطوق مكان الانتخابات بمناصري الشلماني،وها أنا أكرر ما قلته: اوقفوا المشاركات الخارجية لانه لا طائل ولا فائدة ترجى منها لأننا لا نعد لها جيدا كما ان الدوري المحلي هزيل،فنحن أصبحنا في اخر الصف الافريقي والعربي في مستوانا الفني،والمشاركات الخارجية مجرد إهدار للمال العام،و أصبحت الصراعات على المناصب والمغانم هي الهدف خاصة ان منصب رئيس اتحاد الكرة يكاد يكون منصبا سياديا.
والاشكالية القائمة الان هي نتاج لحالة الفوضى التي عليها كرة القدم الليبية.
وللاسف فان الرياضة الليبية أصبحت هي الضحية،وكثير يتناحرون بها في سبيل تحقيق أغراض شخصية.
مفتاح عنيبة: اللجنة الاولمبية فاقمت المشكلة،
فيما قال الأستاذ مفتاح عنيبة الرئيس السابق للاتحاد الفرعي لكرة القدم بالجبل الاخضر،والنائب الاول السابق لرئيس الاتحاد العام لكرة القدم المصغرة:
الشلماني اختار الوقت المناسب للغط ولي ذراع الاخرين،وهدد بسحب المنتخب من الاشتراك في بطولة الشان بالجزائر،ووضع الاخرين في زاوية ضيقة بالنظر الى عامل الوقت حتى يتحصل على الدعم المادي ويتجاوز مسألة الحجز على حسابات اتحاد كرة القدم بغض النظر عن الاشكالية القائمة.
وقال الأستاذ مفتاح عنيبة: كان يمكن أن نتجاوز هذه الفوضى التي تبعثر أوراق الكرة الليبية لو أن اللجنة الأولمبية استجابت للكتاب الذي وجهه لها النائب العام والذي طلب منها الاتصال بالاتحاد الدولي لأجل تشكيل لجنة تسييرية تسير الاتحاد العام لكرة،الى أن تجرى في مرحلة قادمة انتخابات جديدة لأجل انتخاب اتحاد عام جديد لكن اللجنة الأولمبية اكتفت باستقبال الرسالة،والواضح أن القائمين على اللجنة الأولمبية قاموا بالتجهيز للانتخابات الاولمبية التي كانت نتائجها سلفا أهم من المساهمة في إنقاذ كرة القدم الليبية فيما وصلت له الان،حيث أعلن رئيس اتحاد الكرة المطعون فيه بإيقاف المشاركة الخارجية وايقاف النشاط المحلي بحجة غياب الامكانات المادية نظرا للحجز على حسابات الاتحاد.
والحقيقة ان من اتخذ قرار الحجز كان اولى به أن يجد حلا للاشكالية القائمة والمتمثلة في الطعن المقدم من قبل بعض الاطراف في طريقة اقامة الانتخابات،لكن تم الاتجاه الى الحجز عن الحسابات،وهو اجراء لا يفيد كرة القدم في شيء،وما دام الاتحاد قائم،فمن حقه أن يتصرف في المبالغ المالية الموجودة بحساباته وفق القانون.
عبدالرحيم نجم: انه صراع على المصالح الشخصية.
الزميل الأستاذ عبدالرحيم نجم قال: علينا أن لا نذهب بعيدا،فالمسألة لا تعدو كونها صراعات شخصية لأجل تولي المناصب،والخاسر الرياضة الليبية التي ادخلوها في أتون صراعات ليس منها اي طائل للمصلحة العامة،فكل يجري وراء مصالحه رافعا لافتة المصلحة العامة للدعاية والترتيب والاستعداد وكسب الاصوات فقط،خاصة ان المسؤول السابق له تجربة فاشلة في ادارة الاتحاد العام لكنه يعزف على وتر تشوه الانتخابات.
عياد الزوي: المشكلة ستكون لها انعكاسات سلبية
على الرياضة الليبية التي نستطيع القول انه يكفيها ما فيها،واجد هنا ان الاتحاد العام لكرة القدم قد اختار الوقت المناسب للي الذراع،حيث سيكون لعدم الاشتراك في بطولة الشان ثم الاتجاه الى ايقاف الدوري انعكاس سلبي جدا على الرياضة الليبية التي هي في الواقع تئن من خلال غياب البنية التحتية وغياب الامكانات عن خزائن الاندية ناهيك عن هبوط المستوى الفني وتواضع مستوى التحكيم .
ويقول الأستاذ عياد الزوي: الرياضة في بلادنا في حاجة الى وقفة جادة،ويجب أن تصبح مشروعا وطنيا،ولا نتركها لمثل هذه الصراعات التي ليس من ورائها طائل سوى الذهاب بها الى مزيد من الفشل،والحقيقة ان المرء يقف مندهشا وهو يعيش مرحلة دحرجة الكرة الليبية من الملاعب الى قاعات المحاكم.
وحال الكرة الليبية الان ينطبق عليها المثل القائل:
( اتعاند الارياح ويجي الكيد على الصاري).
احمد اليزيدي: لست ملما بالقضية!
بدوره قال الاستاذ احمد اليزيدي انه كان بوده أن يدلي بدلوه فيما تتعرض له كرة القدم الليبية من ظروف صعبة لكنه لا يلم بالقضية بشكل عام ولم يطلع على اي مستند،فالمسألة فيها طعن في الانتخابات وتوجه الى القضاء،ويبقى اليزيدي من الشخصيات المتزنة وله مخزون من الخبرة والكفاءة ما يجعله جديرا بتولي اية مهمة رياضية،وكنا نتمنى ان يتحفنا بوجهة نظره،لكننا نقدر موقفه.
في تطور آخر:
اعتذار قاضي الإستئناف
وفي تطور آخر للقضية المرفوعة من السيدين انور الطشاني وإبراهيم شاكة حول المخالفات التي صاحبت انتخابات الاتحاد العام لكرة القدم،كان مقررا أن يتم الفصل في الإستئناف المقدم من رئيس اتحاد الكرة يوم الاحد الاول من شهر يناير2023 ،لكن قاضي الإستئناف فضل الانسحاب ،وبما أن اسباب انسحابه لم تذكر فان كل منا يرجعها الى كيفية رؤيته وقراءته للمشهد الليبي في الوقت الراهن!
الشلماني يهدد بالانسحاب من الشان وايقاف الدوري!
كان الاتحاد العام قد اصدر بيانا اوضح فيه وجهة نظره موضحا أنه تم الحجز على حساباته المصرفية بناء على قضية رفعت ضده من أشخاص مهمتهم عرقلة نشاط الاتحاد،كما اوضح اتحاد الكرة في بيانه أنه لم يسدد رواتب المدرب الفرنسي والطاقم الفني المصاحب له وهو ماقد يجعلهم يتقدمون بشكوى الى الاتحاد الدولي،وفي مايلي نص بيان الاتحاد العام:
تحيه طيبة…للاسف دائما مايشتكي اعرفهم جيدا من خلال عملي معهم اكثر من مرة ليس لديهم برنامج ولاخطط ولاتطوير ولا ولا ولا الخ ..ومن المفترض هناك برنامج لجلب الاموال من تسويق ورعاية ودعاية وحقوق نقل لا الاعتماد على الدعم الحكومي وهناك مبالغ كبيرة من الفيفا تذهب سدى لجلب اشباه المدربين ونتائج كارتية والدليل التصنيف جعلناه من خلال السنين الماضية 70 والان خلال ثلاث سنين الى120 ومن المفترض ترك المجال لانهم للامانة افسدوا واخروا كرتنا الى الوراء كثيرا لانه لايهمهم التطوير بدليل فوضى وتكوليس وحلف باطل ومؤامرات تحاك ضد فرق لصالح فرق ينتمونا لها لاتطوير مدربين ولاحكام ولا اداريين وهذا من اولويات اتحاد الكرة.
(تتعاند الرياح و ايجي
الكيد على الصاري)..
هذا المثل الشعبي ينطبق
وبقوة على مايحدث اليوم في بيت الكرة الليبية .
مسؤولون قدامى يريدون العودة لإدارة اللعبة ،حتى ولو عن
طريق المحاكم.
و حاليين يتمسكون بمواقعهم حتى ولو على حساب ضياعها وغيابها عن المناسبات القارية
،وتبقى ثقافة التمسك بالكراسي هي السائدة بين معظم الليبيين .
ويبقى الخاسر الوحيد هي لعبة كرة القدم
عياد الزوي
لي تجربة مريرة مع اتحاد الكرة
بحرقة،وألم على كرة القدم الليبية تحدث المدرب جلال الدامجة الذي قال: لي تجربة مريرة مع اتحاد الكرة فهو يقتل الطموح،ويضع العراقيل امام المدرب الوطني، وأنا تعرفت عن قرب واقع اتحاد الكرة من خلال تدريب المنتخب اكثر من مرة فهم ليس لديهم اي برنامج أوخطط ولا استراتيجية للتطوير ،وهمهم الاعتماد على دعم الدولة دون البحث عن مصادر دعم أخرى كما هو حال الاتحاد وحتى الدعم الذي يتسلمونه من الفيفا يذهب سدى وجله للتعاقد مع اشباه مدربين من الخارج والنتائج بالطبع كارثية كما يعرف الجميع والدليل التصنيف الحالي لمنتخبنا والذي وصلنا به في فترة ماضية الى المركز 70 وعالميا، والان اصبح في الترتيب ال120 وهو ترتيب يؤكد فشل اتحاد الكرة.
وبدون تجني على احد ومن واقع حبي لكرة القدم وتطلعي الى رؤية الكرة الليبية وهي متألقة على منوال المنتخبات العربية التي تألقت في نهائيات كأس العالم التي اقيمت في قطر أقول كفانا فوضى وفساد في كرة القدم،وانه ان الأوان لانتخاب اتحاد كرة من اهل اللعبة ومن هم مؤهلون لذلك والذين يسعون لنجاح الكرة الليبية والذين يتعاملون مع الفرق وعلى مسافة واحدة ويقدرون جهود المدرب الليبي ويحرصون على تطويره ويطورون الحكام والاطقم الادارية كذلك،والحقيقة كفانا فوضى وصراعات على الكراسي وأهداف للدولار،وكفانا مسؤولين يتقاسمون المهام والغنائم.
اللجنة الاولمبية لم تتعامل ايجابيا مع رسالة النائب العام.
ومن ضمن تداعيات اشكالية الاتحاد العام لكرة القدم تدخل النائب العام بناء على حكم محكمة في طرابلس الابتدائية في الدعوة رقم《407》لسنة2021 بتاريخ 27\3\2021 وطلب من اللجنة الاولمبية ان تسارع في مخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم واطلاعه على الظروف التي يمر بها الاتحاد الليبي لأجل تشكيل لجنة تسييرية تتولى تسيير اتحاد الكرة الى حين اجراء انتخابات جديدة لكن اللجنة الأولمبية لم تلتزم بتطبيق فحوى خطاب النائب العام،بل أنها لم تعلن عن أي اجراء اتخذته،ما جعل دورها سلبيا وكأنها وقفت على الحياد.
هل نشتم صراعا للاندية!
تواصلا مع هذه الاشكالية هناك من لا يستبعد ( رغبات) بعض الاندية التي تقف بقوة الى جانب الطشاني لأجل تحقيق أهدافها،وهناك ايد خفية لهذه الاندية حرصا منها على بلوغ مبتغاها،وفي المقابل هناك أندية متمسكة بالشلماني،وبين رغبة هذا وذاك تبقى كل الاحتمالات قائمة لكن تظل كرة القدم الليبية هي الخاسر الاكبر حيال هذه التداعيات التي ما كانت لتعصف بها لو حرص كل منا على ان المصلحة العامة هي الاهم والاولى،ومن خلالها تتحقق مصالح الجميع.
الأستاذ محمد العماري: دعم المشاركة الافريقية تحت اشراف وزارة الرياضة.
الأستاذ محمد العماري كان خبيرا رياضيا بامتياز،والذي سبق له ترأس اللجنة الأولمبية والاتحاد العام لكرة القدم ومهام رياضية اخرى قال:
تواجد المنتخب الليبي في بطولة الشان مهما وضروريا للحفاظ على سمعة ليبيا في المحافل الدولية،وما دامت حسابات اتحاد الكرة محجوز عليها يجب أن يخصص مبلغ مالي لتغطية المشاركة، وهذا المبلغ يخصص من وزارة الرياضة وهي التي تتولى عملية الصرف من مندوب مالي،
وقال الأستاذ محمد العماري نحن نتكلم بلغة الواقع،وأية خطوة تتخذ بشأن الاعتذار عن المشاركة في بطولة الشان او إيقاف المسابقات المحلية أراها ليست في محلها،وقد يقول قائل ان اتحاد الكرة اختار الوقت المناسب لاملاء شروطه فذلك موضوع اخر الان ليس هناك من حل سوى عقد اجتماع بين وزارة الرياضة واتحاد الكرة لأجل حلحلة الوضع الراهن وتخصيص الامكانات المادية التي تغطي تكلفة المشاركة الافريقية،وفيما يخص القضية المرفوعة ضد الاتحاد العام ،فلنترك القانون يأخذ مجراه،والالتجاء الى القضاء ليس عيبا فهو الذي يثبت الحق ويبطل الباطل،وعلينا جميعا أن نتقبل ما سيقرره القضاء.
واستطرد الأستاذ محمد العماري،كرة القدم الليبية تتطور بوضع الاستراتيجيات وبتظافر الجهود،وليس بالصراع على الكراسي خاصة اننا جميعا نتفق على انه يلزمنا كثيرا من العمل والجهد حتى نضع اقدامنا في الطريق الصحيح للحاق بالدول المتقدمة في هذه الرياضة،وكلنا يعرف واقع البنية التحتية وظروف الاندية المادية.