بعد إيقاف الحسابات المصرفية ..
اتحاد كرة القدم فوق صفيح ساخن
مكتب النائب العام يوجه خطابا للجنة الأولمبية للتنسيق مع (الفيفا) لتكليف لجنة تسييرية تمهد لانتخابات قادمة
ولد في مارس 2021 إثر مخاض عسير، وما إن رأى النور حتى تعالت الأصوات تستنكر العملية التي جاء بها وتتهمه بـ”اللا شرعية»، ثم مضى بخطوات متعثرة، يصفها البعض بـ”الكسيحة” ليتقدم خطوة ويتعثر في أخر، ويسقط في مرات عديدة، حاملاً معه كرة القدم إلى مهاوٍ قد تنتهي بـ”التجميد والإيقاف”.
تلك باختصار مسيرة مجلس إدارة كرة القدم الحالي، الذي يواجه أوقاتًا عصيبة هذه الأيام، إثر إيقاف حساباته المالية مؤقتاً، والحديث عن استبداله بلجنة تسييرية إلى حين انتخاب خلف ينوبه.
وبالرغم من أن أداء هذا الاتحاد لم ينل كثيراً من الرضا، إلا أن بعضاً من محبي اللعبة يرون أن تغييره لن يطير بكرة القدم المحلية خطوات إلى الأمام.
وبينما تسير الأمور نحو التصعيد في الأيام القادمة، مع تلويح من «اتحاد الشلماني” بالانسحاب من كأس إفريقيا للمحليين المقررة في الجزائر بعد بضعة أيام، وبتجميد النشاطات المحلية، تتباين الآراء حول اتحاد كرة القدم .. إن كان ظالماً أو مظلوماً.
بداية النزاع
كانت البداية في مارس 2021، عندما استضافت مدينة طبرق انتخابات الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم، والتي أسفرت عن استمرار عبد الحكيم الشلماني رئيساً لمجلس الإدارة، بعد أن أمضى زهاء السنوات الـ3 في المنصب «بشكل مؤقت» خلفاً لسلفه الراحل جمال الجعفري» تمت إقالة هذا الأخير في نوفمبر 2018 من قبل المكتب التنفيذي للاتحاد».
وفي انتخابات «طبرق» رجحت كفة الشلماني، بـ62 صوتاً، مقابل 54 نالها منافسه إبراهيم شاكة.
وبينما كان مجلس الإدارة الجديد بقيادة الشلماني وعضوية نائبيه خميس آدم وناجي علي وبقية الأعضاء تتلمس خطواتها الأولى، خرج كل من شاكة والمنافس الآخر «أنور الطشاني» الذي حرم من الدخول للانتخابات، بقرار استبعاد اتخذته بقرار من لجنة طعون الانتخابات، ليشككا في نزاهة الانتخابات.
اتجه الرجلان إلى القضاء، وبعد شد وجذب شهدته جنبات المحاكم الليبية ومحكمة التحكيم الرياضي «كاس» في سويسرا، صدر في ديسمبر الماضي قرار يقضي ببطلان انتخابات مجلس إدارة اتحاد لكرة القدم، كما صرح الطشاني الذي قاد الاتحاد قبل سنوات، مضيفاً أن «الانتخابات السابقة وكل ما صدر عنها يعتبر ملغيًا ولا يعتد به».
لجنة تسييرية بديلة
وإزاء ذلك، وجه مكتب النائب العام اللجنة الأولمبية الليبية بضرورة التواصل مع (الفيفا) و(الكاف)، استباقاً لتكليف لجنة تسييرية لاتحاد الكرة، إلى حين تصحيح أوضاعه وفقاً لنظامه الأساسي والأحكام المنظمة.
وتناغمت تلك المراسلة مع أحاديث أشارت إلى تقديم قائمة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم ووزارة الرياضة بتشكيل لجنة تيسيرية مؤقتة تتولى شؤون كرة القدم وتشرف على انتخابات جديدة بعد 3 أشهر.
عدم استسلام
في المقابل، أكد محامي الاتحاد «عادل العلاقي»، صدور حكم من القضا
ء ببطلان الاستشكال المقدم من اتحاد الكرة، لكنه أكد أنه «ليس حكمًا نهائيًا، مشيراً إلى الاستئناف المقدم من قبل «اتحاد الشلماني» أمام القضاء بمحكمة استئناف طرابلس.
وفي الوقت الذي يصر فيه عبد الحكيم الشلماني على سلامة موقفه، ويدعو بقية المعترضين إلى تقبل نتائج «انتخابات طبرق» التي أوصلته لأع
لى هرم كرة القدم محلياً، دفع اتحاده بالأحداث إلى الذروة ولمح إثر إيقاف حساباته مؤخراً إلى اتخاذ قرار بانسحاب المنتخب المشارك في «شان الجزائر» وإيقاف المسابقات المحلية.
التجميد .. المآل الأخطر
لكن المآل المحتمل الأخطر هو ما ألمح إليه بيان اتحاد كرة القدم بإمكانية تجميد نشاط اللعبة على مستوى المسابقات المحلية والمشاركات الخارجية، إذا ما اعتبر الاتحاد الدولي تقاضي اتحاد اللعبة أمام المحاكم العادية تدخلاً غير مقبول في القوانين المنظمة لعمل اتحادات كرة القدم المنضوية تحت لواء (الفيفا) وحيداً عن استقلالية الحركة الرياضية .
وفي تلك الحالة سيتم تعليق عضوية اتحاد كرة القدم المحلي، وتدخل كرتنا طور سبات، حيث لن يكون بمقدور المنتخبات والأندية المشاركة في البطولات الدولية، وستحرم مكونات كرة القدم في ليبيا من برامج التطوير والتدريب التي يوفرها الاتحادان الدولي والقاري للعبة.
وفي هذا الصدد، ودعا اتحاد كرة القدم الجهات المسؤولة للتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة “التي من شأنها ضمان استمرار المسابقات الداخلية والمشاركات الخارجية لكرتنا.
شواهد من التاريخ
تسببت التدخلات في عمل اتحادات كرة القدم المحلية، في تعليق لعضويتها في (الفيفا) وتجميد نشاطات منتخباتها وأنديتها على الصعيد الدولي.
وأشهر الأمثلة في ذلك الكويت التي عانت الأمرين من هذا الإجراء مرتين عامي 2008 و2016، بسبب تدخلات سياسية في عمل اتحاد الكرة، وهو ذات الأمر الذي أدى إلى فرض عقوبات على كرة القدم البيروفية سنة 2008.
وقبل أشهر علق (الفيفا) نشاط الهيئة الحاكمة لكرة القدم في الهند بأثر فوري بسبب تدخل طرف ثالث، لكن هذا القرار لم يستمر إلا لـ10 أيام، حيث نجحت «نيو دلهي» في العودة لحضن أكبر المؤسسات الكروية في العالم وحافظت على قدرتها في تنظيم كأس العالم للسيدات لأقل من 17 عاماً.
ولتفادي ذلك، شددت مراسلة مكتب النائب العام للجنة الأولمبية – الآنف ذكرها – على ضرورة التنسيق مع (الفيفا) و(الكاف) في تكليف لجنة تسييرية تدير شؤون كرة القدم المحلية إلى حين تنظيم الانتخابات.
في الميزان
في ميزان الوسط الرياضي، ترجح كفة انتقاد اتحاد كرة القدم على الإشادة، فمنذ أن استلم مهامه في مارس 2021، لم يستطع تنفيذ أي أجندة تطويرية، وظلت اللعبة تراوح مكانها، بل انتكست في أحايين عديدة.
فالدوري الممتاز، ظل اسماً بدون مسمى، ولم يتجاوز قط التقسيم الجغرافي والعدد الكبير من الأندية المشاركة التي تثقل كاهله، ثم جاء تنظيم الدور السداسي للموسم الماضي خارج الديار ليصب زيتاً على نار الانتقاد، بالإضافة لاختيار مدربين للمنتخبات لم يحظوا برضا العديد من المتابعين، الذين عابوا أيضاً على الاتحاد غياب الإستراتيجية الواضحة في عمله.
في المقابل، تخرج أصوات معارضة، لا تحمل الاتحاد الحالي كثيراً من الإخفاق، وتستدل بأن الانحدار المضطرد هو ديدن كرتنا قبل أن تطأ أقدام «الشلماني ورفاقه» مقر اتحاد اللعبة.
وتضيف أن هذا الاتحاد استطاع أن يسير بالدوري إلى الختام رغم العوائق، وافتتح مقراً جديداً له في طرابلس.