«اقتصارها على الأعمال الرمضانية»
غياب الدعم انعكس على الحركة الفنية
لا يغيب عن الجميع ما شهدته الحركة الفنية في السنوات الأخيرة من نشاط ملحوظ في تقديم المسلسلات والأغاني وبدأت تطفو على سطحها مواهب جديدة متمكنة ، شاركت حتى في أعمال عربية … وعودة لشخصيات فنية سعد المشاهدون بعودتها والسؤال المحير هو اقتصار ذلك التطور على شهر رمضان الذي يزدحم بتلك الأعمال ، فلا يعرض، بعضها ، وتؤجل رغم قيمتها الفنية ومحتواها الاجتماعي والدرامي الممتاز .
لذلك طرحت نجوم سؤالها على عدد من المسؤولين والفنانين والمخرجين، منهم من هو مسؤول عن الإنتاج وبعضهم من المهتمين، عن « أسباب تهميش وغياب الحركة الفنية واقتصارها على الأعمال الرمضانية فقط ـ وغياب الأغنية والمهرجانات الغنائية»؟؟
البداية كانت مع الكاتب الليبي الكبير سراج هويدي الذي لا يكاد يخلو شهر رمضان من عمل من أعماله
حوار/ سعاد السويحلي
– نحتاج في بلادنا لمواكبة التطور الحاصل في العالم
عن السبب.. قال هويدي لنجوم إن الإنتاج الدرامي مقتصر على رمضان لأنه مرتبط بسوق الإعلانات التي تكون حركتها نشيطة في شهر رمضان تحديدا لارتفاع نسب المشاهدة وهو ذات الأمر في أغلب الدول العربية ولكن ظهر خلال السنوات الأخيرة الإنتاج خارج رمضان عبر المنصات الإلكترونية كمنصة شاهد وغيرها من المسلسلات التي يتراوح عدد حلقاتها بين 8 حلقات إلى 15 حلقة ، ربما نحتاج في بلادنا لمواكبة التطور الحاصل في العالم عبر التركيز على عرض الإنتاجات عبر القنوات والمنصات أيضا خارج موسم رمضان.
- حوارنا الثاني كان مع الفنانة المحبوبة لطفية إبراهيم التي قالت:
نحن الليبيين نعيش في مأساة والفنان بالذات لأنه وهو الذي يوصل الصورة والصوت، تغيبت عن الفن مايقارب من 30 سنة وعندما أردت العودة هناك من عرض علي أعمالا وفرشوا الأرض زهرا وحنة وبعد أن أكملت أنا ومن معي العمل وصرفنا عليه من جيوبنا لم يتم دفع مستحقاتنا وأتعابنا وبالرغم من لجوئنا للجهات الرقابية وتعبنا ، حصل هذا من قنوات عامة للدولة ولكن العمل مع القنوات الخاصة مختلف خاصة التي لديها تمويل لأنه سيتواجد الحافز لجذب الفنانين ،من وجهة نظري ما يحقق الأعمال وينشط الحركة الفنية هو الدعم ولا شيء غير الدعم. هناك نقص في الممولين و الدولة ليس لها علاقة، بدليل أنه ليس هناك مسرح .
– متى ما أعددت العدة ستعمر البلاد بالأعمال الدرامية .
المخرج الليبي عاشور أبو شوق من مدينة المرج رجح السبب في غياب التخطيط السليم وعدم وجود مظلة، حاليا للتلفزيون الليبي كمؤسسة الإذاعة أو وزارة للإعلام أو قطاع إنتاج أسوة بالدول الأخرى وأيضا رجال الأعمال كالدول الأخرى، لأن بلدا بدون تخطيط وتدريب ونظرة مستقبلية ستظل تتخبط أبد الدهر زد على ذلك كافة المجالات. إلا من محاولات خجولة كل حسب مجموعته وعلاقته ولا أخفي عليك أن هناك محاولات من بعض المخرجين لإنتاج أعمال درامية يشار لها بالبنان نوعا ما، لكن ما زالت المجاملات والمحاباة من نصيب المقربين من بيت المال، فإذا أردنا أن نكون بمصاف الأعمال الدرامية المهمة علينا أن نهتم بورش العمل والتدريب والبعثات الدراسية لهذا المجال والحديث يطول في هذا الموضوع، ويبدو أننا لم نع بعد أهمية الإعلام والثقافة، فالنظرة إليهما لازالت دونية.
لذلك لن يرتقي شعب دون اهتمامه ببناء الإنسان والمتمثل في ثقافته، ووزارة الثقافة ما زالت حبيسة أدراج أولياء أمر الدولة الذين لا يعيرونها اهتماما، وهنا تكمن الطامة الكبرى على ذلك الإعلام بمكوناته من صحافة وإذاعة وغيرها، فمتى ما أعددت العدة لذلك وقتها ستعمر البلاد بالأعمال الدرامية والتغطيات الإعلامية المهنية والمهرجانات بكافة الفنون
- السبب وزارة الثقافة .
- خالد القماطي فنان مسرحي ومدير شركة إنتاج شارك في العديد من الأعمال الدرامية يقول: التقصير الأول والأساسي من وزارة الثقافة وكذلك القنوات الخاصة وشركات الإنتاج .
– غياب الإنتاج المنظم
الفنان والمخرج القدير ومدير مكتب الثقافة بمدينة الخمس مكرم اليسير يرى أن أهم الأسباب لاقتصار النشاط الفني على شهر رمضان هو غياب الإنتاج المنظم و الإقبال في العرض، فالفن الليبي لم يتجاوز العرض المحلي حتى يكون هناك إقبال عربي أو دولي عليه مما يساهم في غزارة الإنتاج، و قلة القنوات المرئية الليبية التي تستقطب المعلنين مما يشجع الشركات المحلية و الدولية علي إنتاج أعمال ليبية تتجاوز شهر رمضان و تعرض في باقي أيام السنة.
– الفن يعاني من قلة الدعم والجحود
الفنان والمخرج والكاتب المسرحي أحمد كابوكا قال بالنسبة لغياب الحركة الفنية هذا الشيء ليس في الوقت الحاضر فقط ، بل الفن يعاني من قلة الدعم والجحود من قبل مؤسسات الدولة ورجال الأعمال والشركات الخاصة في ليبيا وأخص بالذكر العاصمة فقد سألني صديقي الفنان المصري أحمد سعد الدين كيف هي أجواء مهرجانات المسرح والسينما والموسيقا في العاصمة..؟ الحقيقة خجلت في الرد وقلت له للأسف لا يوجد مسارح ولا قاعات سينما في طرابلس، كلها أغلقت وسرقت ودمرت.
ورأى أن السبب الأول هو إغلاق وتهميش الفرق المسرحية الأهلية التي كانت تغذينا بالأعمال المتواصلة، وفيما يخص الأعمال الدرامية حقيقة واقعنا مؤسف.. الفنان يسعى لتنفيذ مشاريعه التي كتبها وجهزها ولكن لا يوجد دعم لانطلاقها.. وهذا ما جعل الأعمال موسمية في شهر رمضان فقط.. لم تتعود مؤسسات الدولة أن تضع ميزانية سنوية لأعمال تقدم على مدار السنة منذ العقد الماضي كانت هناك تجارب خجولة بأن تصادف إنتاج مسلسل درامي أو سهرة تلفزيونية تقدم في غير رمضان.. وهذا ما يحصل الآن.. هي ثقافة تعودنا عليها، المخرج أو الممثل ينتظر حتى يهل رمضان لكي يرى ما قدمه.. وهنا نضع علامة استفهام كبيرة لماذا لا تضع قنوات الدولة في مخططها السنوي استمرار عجلة الأعمال التلفزيونية دراما ومنوعات وبرامج موسيقية.. ويكون هناك حافز على تشجيع عودة السينما والنهوض بالمسرح الذي تم تهميشه في العاصمة؟
– لأننا لا نملك الميزانية التي تجعلنا ننطلق بقوة.
وكيلة وزارة الثقافة والتنمية المعرفية لشؤون الأنشطة الثقافية السيدة وداد الدويني رجحت أسباب العزوف والغياب بالدرجة الأولى، في أن الفنانين والأدباء والمبدعين ابتعدوا عن العمل مع الوزارة بسبب مستخلصاتهم القديمة لسنوات فاتت منذ 2015.
فنحن في وزارة الثقافة محرومون من ميزانية التنمية لمدة سنتين، وهذا الأمر يعتبر حجر عثرة أمامنا. كوزارة كان في السابق يتم التعامل بالأجل مع الشركات وكذلك مقدمي الأعمال، فنحن لا نريد أن تتراكم الديون علي الوزارة وكذلك الميزانية التي ترصد للوزارة قليلة جداَ تكفي لشراء قرطاسية فقط وبعض المواد.. حتى أننا نقيم ببعض المهرجانات بشكل مخجل لأننا لا نملك الميزانية التي تجعلنا ننطلق بقوة داخل المدن أو داخل عاصمتنا طرابلس مقارنة ببعض الوزارات الأخرى ، فوزارة الثقافة مظلومة جدا ولا نعلم السبب .