التجمع الثاني لنهائيات دوري السلة
الحســـم علــى الأبــــــواب
تنطلق يوم الاثنين القادم بمدينة طرابلس المرحلة الثانية من التجمع الختامي لدوري السلة، والذي يجمع سبعة فرق تأهلوا عن المجموعتين الأولى والثانية، بعد أسبوع من نهاية تجمع أول احتضنته مدينة بنغازي، وأشار بقوة إلى أن هوية المنافسين بقوة على لقب النسخة الحالية من الدوري.
فالأهلي طرابلس، الذي دخل السباعي مدافعاً عن لقب أحرزه الموسم الماضي، أكد بجلاء أنه عازم على رفع الكأس، متكئاً في ذلك على مجموعة متميزة من اللاعبين، يتقدمهم النجمان محمد الساعدي وغيث الرحمن مفتاح، إضافة للأمريكي المتخصص في الرميات الثلاثية جيمس جاستن.
وخلف الأهلي طرابلس، يترقب الأهلي بنغازي الموقف للانقضاض على الصدارة في حال تعثر رفقاء الساعدي، وعماده في خططه تلك مجموعة من اللاعبين الشباب الذين فاجؤوا الكثيرين، وكذلك القيمة الكبرى للاعبيه الأمريكيين أنتوين ويغينز وشبين ريكتور.
ترقب
أما الاتحاد، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الظفر بلقب الدوري، فيرى بأن تشكيلته التي تتضمن الأمريكي موسى عبد العليم ومواطنه ريكي يونغ، وتدين ببعض من قوتها لتواجد وجدي عمران وعبد القادر رزق، ستتمن من العودة إلى المنافسة، بعد أن سجلت بداية قوية في التجمع الأولى، لاسيما انتصاره الدراماتيكي على النصر.
طموح وتطلعات
بدوره، يؤمن هذا الأخير أنه رقم صعب في أية بطولة يشارك فيها، وأن الخسائر التي حلت برفاق محمد أبوزقية لن تزيدهم إلا عزماً وقوة لقلب التوقعات وتحقيق ما يعتقده الآخرون مستحيلاً.
وكانت بعض من جماهير الفريق قد وجهت انتقادات للمسؤولين عن التعاقد مع المحترفين، معتبرين أن محترفي النصر لم يقدموا ذات الإضافة التي قدمها أقرانهم في الفرق الأخرى.
رد الاعتبار
لن يرمي الهلال والمدينة بالمنشفة البيضاء، لأسباب عدة، منها إيمانهم بأن المنافسة تقتضي القتال بقوة إلى آخر لحظة، ورغبتهم في أن يكونوا فاعلين، بتحديد هوية البطل.
أما المروج فله هدفان، تصحيح المسار والارتقاء في الترتيب، للتأكيد على أن مدرسة المرج التي أنجبت نجوما كبارا في عالم السلة المحلية لا تتناسب تاريخاً وإمكانات مع المراكز الأخيرة.
الجدول المعكوس
سيلعب التجمع الثاني على مدى أسبوع، وبجدول معاكس لذلك الخاص بنظيره الأول، فتصبح الجولات الأخيرة في المرحلة الأولى بدايات للثانية.
وسيقص النصر والمدينة شريط افتتاح هذا التجمع الذي سيقام بالقاعة الكبرى في طرابلس، ثم يلتقي الأهلي بنغازي والهلال في المباراة الثانية، ويكون ختام اليوم الأول بمباراة الاتحاد والمروج.
وفيما يلي بقية مباريات التجمع الثاني : –
الثلاثاء 21 يونيو
الاتحاد – المدينة.
الأهلي بنغازي – النصر.
الأهلي طرابلس – الهلال.
الأربعاء 22 يونيو
الاتحاد – الأهلي بنغازي.
المروج – المدينة.
الأهلي طرابلس – النصر.
الخميس 23 يونيو
الأهلي طرابلس – الاتحاد.
المروج – الأهلي بنغازي.
الهلال – النصر.
السبت 25 يونيو
المروج – الأهلي طرابلس.
المدينة – الأهلي بنغازي.
الهلال – الاتحاد.
الأحد 26 يونيو
المدينة – الأهلي طرابلس.
الهلال – المروج.
النصر – الاتحاد.
الاثنين 27 يونيو
المدينة – الهلال.
النصر – المروج.
الأهلي بنغازي – الأهلي طرابلس.
لحظات فارقة
جاء التجمع الأول غاية في الندية والإثارة، على تباين المستويات الفنية، الذي كان واضحاً للعيان، حتى قبل انطلاق المنافسات.
ومع تدني سقف المفاجآت إلى حده الأدنى، ظهرت بعض اللحظات الفارقة، التي استحقت أن توصف بـ»الاستثنائية» لأنها رسمت مشاهد أكدت أن السلة الليبية تسير في تطور ملحوظ.
الانتفاضة المتأخرة
كانت أولى تلك اللحظات هي الانتفاضة التي شهدتها مباراة الأهليين، وكادت تقود الأهلي بنغازي إلى إحداث مفاجأة.
فيومها استطاع لاعبو الأهلي بنغازي أن ينهوا الربع الرابع لمصلحتهم 25-8 وقلصوا بذلك الفارق إلى 6 نقاط (71-77) على الرغم من قوة تشكيلة الأهلي طرابلس.
الانتصار الدراماتيكي
أما ثاني اللحظات الفارقة فحملته الثواني الأخيرة لمباراة الاتحاد والنصر في اليوم الثاني، فحينها كانت الدقيقة الأخيرة للوقت الإضافي تشير إلى تقدم النصر 72-71، وبينما ظن الحاضرون أن الأمر قد حسم، كان للاعب الاتحاد عبد الرزاق الأمير رأي آخر، فانسل من الجهة اليمنى ورمى كرته نحو السلة، مانحاً فريقه فوزاً دراماتيكياً بنتيجة 73-72.
سلام دانك استعراضي
رنت أنظار محبي الكرة البرتقالية إلى لقاء الأهلي طرابلس والاتحاد في رابع أيام التجمع الأول، باعتباره مباراة حاسمة، لاسيما وأنه جمع فريقين حققا – حتى تلك اللحظة – العلامة الكاملة.
لكن الأهلى طرابلس نسج على منوال دأب عليه في السنوات الأخيرة عندما يقابل الاتحاد، وانتصر، ثم أبى أن يترك النصر يمر مرور الكرام، فانبرى لاعبه الأمريكي دواين جاكسون ليبهر الجمهور بحركة جميلة، مسجلاً نقطتين بـ»سلام دانك استعراضي».
حماسة سركيس
أظهر اللبناني غسان سركيس مدرب الأهلي طرابلس حماساً كبيراً أبان قيادته فريقه في مباريات التجمع الأول، خاصة مباراة الاتحاد، التي أكدت بلا مراء عزم سركيس ولاعبيه على تحقيق لقب ثانٍ على التوالي في الدوري.
وأشار المدرب المحنك في تصريحات إعلامية إلى قيامه بتغييرات على مستوى اللاعبين وإستراتيجية اللعب، لإبراك الاتحاد والحصول على الفوز.
ومؤكدا أن تواجد مدربين من أمثال سركيس، الحائز على بطولات عدة، منها كأس آسيا والبطولة العربية، سيرفع من مستوى دوري السلة.
صراع المحترفين
استعرت منافسة أخرى، إلى جانب تلك القائمة بين الفرق بغرض حصد النقاط، حيث تبارى المحترفون في إبراز قدراتهم، وحاول كل منهم التأكيد على أنه «الصفقة الرابحة التي لا تبارى».
وإن كان جاكسون وجاستن في الأهلي طرابلس، ريكتور في الأهلي بنغازي وموسى عبد العليم لاعب الاتحاد قد تصدروا المشهد منذ البداية، فإن محترفين آخرين أكدا على تواجدهما بما قدماه صحبة المدينة والهلال.
ففي صفوف (الحواتة) تألق محمد العباس منذ اليوم الأول، وأكد الدولي التونسي أن اختياره سيكون ذا فائدة للمدينة، وكان الهداف الأول للفريق في معظم المباريات.
أما الأمريكي أمير جاكسون، فأبان إمكانات كبرى مع الهلال، وزاحم بقية المحترفين في النجومية.
روعة الجمهور
مباريات أخرى لعبت خارج الملعب، وكان بطلها الجمهور، الذي رسم لوحات جميلة على مدرجات مجمع سليمان الضراط، مؤكداً صواب قرار اتحاد اللعبة، بحضور الجماهير لمباريات التجمع السباعي في مرحلتيه الأولى والثانية، وقد ظهر ذلك في ارتفاع المستوى الفني للمباريات.
ورغم بعض المشاكل التي شابت التنظيم وكانت في جلها لوجستية، وعلى رأسها اللعب بدون تكييف، فإن المدرجات غصت بالجماهير التي لم تتوقف عن مساندة فرقها، لاسيما أنصار الأهلي بنغازي والنصر.
وإلى جانب التشجيع، أبدى الجمهور مستوى عالياً من التحلي بالروح الرياضية، تمثل في تحية لاعبي الفرق المنافسة.
وفي هذا الصدد، تبرز اللقطات التي أظهرت جمهور النصر وهو يحيي نجمه السابق (ولاعب الأهلي طرابلس حالياً) عبد الرزاق التركي في مشهد مؤثر، وكذلك التحية المتبادلة بين ذات الجمهور ونجم الأهلي طرابلس والمنتخب محمد الساعدي.