الفنان صالح القراد لنجوم
بوابة المسرح مهمة لصقل موهبة الأداء.. وتنمّية روح الفريق
أول مواجهة حقيقية لي مع جمهور المسرح عام1984 في مسرحية (النزيف)
استطاع النجم صالح القراد ابن مدينة القره بوللي خلال رحلته الفنية أن يحجز له مكانا بارزا بين نجوم الدراما الليبية،ووصوله لهذه المكانة الفنية المميزة عبر هذا المشوار وراءه عدة أسباب مهمة أولها أنه انفرد ببراعته في تجسيد عدة شخصيات وظهر تألقه هذا في أنه قدم في كل مرة جسد فيها شخصية درامية وجها أكثر صدقا للفنان الليبي، وأعني بها هنا واقعية الأداء والتعبير الحقيقي عن الشخصية التي يجسدها بكل معاناتها وأحلامها. فهو هنا ينتقل من شخصية إلى أخرى ببراعة نادرة حتى وإن لم تكن هناك قواسم مشتركة بين الشخصيات.. فقد استطاع الفنان صالح القراد أن يخرج من نمطية الأدوار الدرامية بذكاء وحرفية تدل على موهبة مهمة وخبرة عالية، فقد نجح القراد بشكل منقطع النظير في أداء الأدوار الدرامية المختلفة ولم يحصر نفسه بقالب واحد كما يفعل معظم الفنانين. وتميز في معظم الأعمال التي قدمها خلال مسيرته الفنية الطويلة حتى بات من المستحيل أن آتي بوصف يليق به، فقد ارتبط اسمه بنجاح الأعمال الدرامية الليبية وتميزها، وما يجهله العديد أنه شخصية لامعة في الحياة الثقافية كما أنه فنان مسرحي بالدرجة الأولى يتعايش مع النص ليصبح واقعاً بالنسبة له يبهرنا ويقنعنا بكل ما يؤديه .ويضع الفنان صالح القراد معايير خاصة به في اختيار أدواره إذ لا بد أن يتلاقى فكر النص وقيمته مع وجهات نظره فليست أدوار البطولة هي ما يسعى إليها. وانتهي الفنان صالح القراد مؤخرا من تصوير دوره في المسلسل الليبي السرايا الذي سنشاهده خلال شهر رمضان في شخصية ( شيخ البلاد ) فمن يشاهد تلك الشخصية في الواقع وفي المسلسل يدرك أننا أمام ممثل يمتلك إمكانات كبيرة تمكنه من تجسيد أية شخصية مهما كانت معقدة.. ضيفنا في هذا الحوار أبدع في الدراما وتقمص عدة شخصيات في التلفزيون والمسرح ونركز معه على الجانب التلفزيوني بالإضافة إلى أن له عشرات الأدوار المميزة.. اتجه إلى التمثيل وشارك في عدة مسرحيات ومسلسلات درامية وكانت أول مسرحية له عام 1992 مسرحية (باب الفتوح) للمخرج فتحي كحلول ثم بدأت مشاركته في المسلسلات الدرامية مثل المسلسل الدرامي التاريخي بعنوان ( من أوراق الوراق) للكاتب الكبير( عمر رمضان) ومن إخراج (عبد السلام رزق) وروبيك والسيد صالح وعلى هامش التاريخ وزنقة الريح ومسلسل الزعيمان وأخيرا مسلسل السرايا الفنان القدير صالح القراد الذي حدثنا في هذا الحوار عن مشواره الفني بكل صراحة .
حوار /فوزي المصباحي
أولا من هو صالح القراد الفنان ؟
صالح محمد الطاهر القراد/مواليد القره بوللي 1966.
كيف بدأ مشوارك الفني ؟
قادني الشغف إلى معهد جمال الدين الميلادي للموسيقى والمسرح عام1983.
متى كانت بدايتك الحقيقية في التمثيل؟
أول مواجهة حقيقية مع جمهور المسرح عام1984 في مسرحية (النزيف) للكاتب المغربي،محمد مسكين،والمخرج المغربي،عبدالرزاق بن عيسى،مع فرقة المسرح الحر،ضمن فعاليات مهرجان النهر الصناعي الأول ببنغازي.
هل كانت الصدفة سبباً في هذا المشوار الناجح أم أنه كان هدفاً منذ البداية ؟
لا مكان للصدفة عندما يقودك شغفك للالتحاق بمعهد التمثيل.
ما هي الأدوار التي أديتها وكنت تشعر معها بأكبر قدر من الراحة؟
أستمتع بكل الشخصيات التي لاتشبه صالح القراد.
بالنسبة لك ما هو أكبر التحدِيات التي تواجه في الوقت الراهن ثقافة المسرح في ليبيا ؟
يمكننا أن نسميها متطلبات، وحسب رأيي،تتلخص في،البنية الأساسية للإنتاج المسرحي وهي أماكن العرض المسرحي المستوفية للشروط الفنية للعرض المسرحي. ثم إعادة إحياء الفرق المسرحية الأهلية.وتعزيز روح المبادرة لدى الفنانين،وإخراجهم من حالة الإحباط التي أجزم أنها أصابت الغالبية العظمى منهم.
هل كان مسلسل السرايا نقطة تحول في حياتك ؟
بالنسبة لي مجرد اقتران اسمي بعمل تلفزيوني بحجم (السرايا) هي نقطة في رصيدي.
لو فكرت في تجسيد شخصية تاريخية بعد شخصية( شيخ البلاد) من تحب أن تختار؟
كل ممثل يشعر في داخله أنه قادر على أداء أية شخصية،ولكن تبقى عين المخرج ورؤيته هي الفيصل.
هل تعتقد أن الفنان يجب أن يمر إلى الفن من خلال بوابة المسرح؟
بوابة المسرح مهمة جدا لتكوين شخصية الممثل، ففي المسرح تُصقل موهبة الأداء،وتُنمّى روح الفريق،ويُستَشْعرُ معنى أن النجاح والإخفاق يطال الجميع.
هل مواقف الفنان السياسية تؤثر على تاريخه ونجاحه ؟
مواقف الفنان السياسية ربما تؤثر عليه في شخصه،أما تاريخه،فما دام قد دخل مرتبة التاريخ،فهو إما مشرق أو مظلم،أما النجاح،فلا يستقيم الأمر بأن يصبح فشلاً،بعد أن كان نجاحاً.
من وجهة نظرك لماذا لم نقدم أعمالاً فنية بتلك الجودة خلال السنوات الماضية؟
غياب الإرادة.
هل وافقت في الماضي على أعمال غير راض عنها من أجل المال أو الشهرة ؟
لم أوافق على عمل دون رضا،فليست هناك مغريات مالية يمكن أن توقعني في سوء الاختيار.
ما هي المعايير التي تضعها لاختيار أدوارك الفنية ؟
أستمتع أكثر بأداء الشخصيات التي لا تشبهني.
هل تفضل في حياتك المسرح أم التلفزيون ؟
المسرح والتلفزيون، فلكل منهما متعته ونكهته الخاصة.
إلى أي لون فني تميل.. الدرامي أم الكوميدي؟
الممثل الحقيقي المحترف،دائما يشعر أنه قادر على أداء كل الشخصيات، ولكن هناك معطيات أخرى تجعل شخصية ما تناسبه دون شخصية أخرى.
ماذا عن أبرز محطاتك الدرامية التي تعتز بها ؟
كل المحطات التي مررت بها في رحلتي تتسم عندي بقدر من الأهمية،إلا أن شخصية(اليتيم)في مسلسل(السيد صالح )لها مكان مميز في ذاكرتي،فهي أول شخصية عرفني بها الناس،لدرجة أن كثيرا من أترابي وخِلاني ينادونني بها إلى الآن.
ما هي التجربة التي تركت بداخلك أثرا بالغًا ؟
تجربة مسلسل (الزعيمان) هي الأكثر تميزاً،فأن تلعب دوراً لشخصية ماتزال صورتها معلقة على جدران بيوت أبنائها وأحفادها،أمر غاية في الدقة،ويتطلب الكثير من الحرص على أدق التفاصيل المتوفرة حول هذه الشخصية، وأشعر بفخر عظيم، وحسن حظ،لأني تشرفت بأداء هذه الشخصية الوطنية المتفردة،صاحبة الفضل الأكبر،،بعد الله عز وجل،،في تأسيس ليبيا الموحدة.
ما هي الأدوار التي تستهويك وتحب تمثيلها؟
عندما تستشعر أنك ستكون قطعة في لوحة فسيفسائية بديعة،لا يمكنك أن تتردد في ذلك.
كلمة أخيرة
شكرا أخي فوزي لاستضافتك الكريمة،في هذه المساحة،وأتمنى أن تشهد بلادنا الحبيبة،نهضة ثقافية بشكل عام،نهضة تليق بهذا البلد المتنوع تاريخا،وفنونا،ومكونات اجتماعية.