أُنس أزالت وحشة التنس في الوطن العربي
تراجع نجوم كرة القدم في تونس والوطن العربي خطوة ليفسحوا المجال أمام أُنس جابر، التي صنعت للتنس في المنطقة أنس أخرجته من وحشة طويلة، وأكدت أن الحضور العربي في عالم الكرة الصفراء قادر على الظهور بقوة، متى ما توفرت له الإمكانات وتهيأت الظروف المساعدة.
وخلال الأسابيع الماضية، كانت الفتاة التي ولدت قبل 27 عاماً بمنطقة قصر الهلال بالساحل التونسي، على موعد مع كتابة التاريخ، عندما أضحت أول لاعبة عربية تدخل نادي العشرة الأوائل لمصنفات التنس، ثم لم تكتف بذلك وتقدمت نحو المركز الثاني..
انفجار عظيم
كانت هذه البداية فقط، وتلا ذلك انفجار كبير على مستوى الأداء لأنس في ويمبلدون، ثالث جولات (الغراند سلام) الأربع الكبرى، والمسابقة الأعرق في عالم التنس.
ومرحلة بعد أخرى، أكدت جابر أنها لم تبلغ مرتبتها هذه بمحض الصدفة، فأقصت كل من قابلتهم إلى أن وجدت نفسها أمام الكازاخية إيلينا ريباكينا في النهائي.
ويومها تقدمت الفتاة التونسية الخجولة بمجموعة أولى، وظن الجمع التونسي الذي آثر في أول أيام عيد الأضحى المبارك الجلوس في المقاهي لمتابعة مباراة بطلته أن الحلم الكبير سيصبح حقيقة، قبل أن تتبدل الأمور «دراماتيكياً» وتنجح ريباكينا في حصد اللقب. لكن أنس لم ترم مضربها وتعلن استسلامها، وما كانت إلا لحظات أذرفت فيها الدمع ثم انتصبت قائلة: «نهائي ويمبلدون لم يكن سوى البداية».
ثم مضت تعرف بطريقتها في الحياة واللعب : « لم أفقد الثقة في نفسي وأعلم أني سأعود للفوز ببطولة في (الـغراند سلام) ، يجب أن أتعلم الدروس».
استقبال حاشد
وكما كا متوقعاً، خرجت حشود غفيرة من التوانسة لاستقبال جابر، ومؤكد أن كثيراً منهم لم يسبق له مشاهدة لعبة التنس أو الاطلاع على قوانينها، إلا أن الفخر الذي اجتاح البلاد بعيد إنجاز أنس، ومثّل نقطة ضوء في عتمة كبيرة، دفع هؤلاء لإلقاء التحية على بطلتهم.
ولم يقتصر هذا الاستقبال الكبير على الجماهير، بل تعداهم إلى المسؤوليات، فوجدت أنس نفسها في مطار قرطاج محاطة بوزير الرياضة التونسية كمال دقيش، وزيرة المرأة والأسرة التونسية آمال بلحاج موسى، وزير السياحة المعز بالحسين ورئيسة الاتحاد التونسي للتنس سلمى المولهي.
وإزاء ذلك، أبدت وصيفة ويمبلدون سعادتها بالمشهد وقالت : «أنا سعيدة بهذا الاستقبال الكبير من قبل الجماهير التونسية، التي كانت ولا تزال تشكل دعمًا كبيرًا لي، سواء في مدريد أو روما أو برلين وأيضًا ويمبلدون”.
التكريم الحكومي
وتعدى الاحتفاء بأنس الاستقبال التاريخي إلى تكريمها من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد بأعلى وسام استحقاق رياضي «تقديراً لإنجازها الرياضي اللافت واعترافاً بمساهمتها في مزيد إعلاء الراية الوطنية في المحافل الرياضية الدولية».
البطلة الملهمة
تتجاوز مهمة أنس جابر إحراز البطولات والارتقاء في التصنيف العالمي – الذي تراجعت فيه إلى المركز الخامس متأثرة بعدم احتساب نقاط ويمبلدون – إلى وضع أساس للعبة التنس في بلادها والقارة الإفريقية والمنطقة العربية.
وتبدو هذه المهمة «الثقيلة» غير خافية على أنس، التي صرحت دائماً بأنها فخورة بكونها سفيرة التنس «التونسي والعربي والإفريقي» وألحت دائماً على لاعبات التنس في المنطقة بالتشبث بأحلامهم وصناعة مستقبلهم بأيديهم، ولأجل ذلك قاتلت في ويمبلدون، كملهمة قبل أن تكون بطلة.
نجاح آخر
نجاح جابر لم يقتصر على الرياضة، بل تعداها إلى عالم المال، فهي الحاصدة لجوائز مالية هامة بعد تألقها في أغلب البطولات، أبرزها 1.41 مليون دولار عند الفوز بلقب مدريد، زد على ذلك لقب بطولة برلين وجائزة المركز الثاني في دورة روما.