بطولة الأندية العربية لكرة السلة..
الأهلي بنغازي .. المكسب الأكبر في العودة للمنافسات الخارجية
استطاع فريق السلة الأهلي بنغازي أن يتجاوز كل العوائق والظروف التي أحاطت بمشاركته في النسخة الـ34 لبطولة الأندية العربية، ويحقق فوزًا الجمعة الماضية على حساب اتحاد حلب السوري بفارق 8 نقاط “79-71”.
ثم مضى إلى دور الـ16، بعد دور أول حددت وفقاً لنتائجه مباريات ما يليه من مراحل، حيث قابل أمس الثلاثاء الرياضي اللبناني، دون أن نتمكن من متابعة هذه المباراة، لارتباطنا المسبق مع المطابع.
وبالعودة إلى مباراتيه الأوليين، لم يكن بإمكان رفاق سفيان الشويهدي بـ”أفضل مما كان”، حيث قضى المنطق أحكامه وفرض الواقع نفسه، بأن ظهرت الفوارق التي تفصل لعبة السلة محليًا عن نظيرتها العربية في نتائج الأهلي بنغازي خلال، المنتظمة في الكويت إلى يوم السبت القادم، موعد النهائي.
ورغم المحاولات الشجاعة لرفاق إسماعيل الجهمي، إلا أن الفريق كان غير قادر على منافسة منافسين ” في المجموعة الأولى” يتجاوزناه على كل المستويات، لاسيما الخبرة، فانقاد إلى خسارتين، كانت أقساها الثانية على يد الاتحاد السكندري المصري.
وبدون شك، سيعمل الجهاز الفني للأهلي بنغازي، بقيادة التونسي منعم عون، على الاستفادة من هذه المشاركة، وتصحيح الأخطاء، خاصة في انتداب المحترفين، الذين كانوا أقل من المستوى المأمول وقدموا أداءً لم يعجب جمهور الفريق المتابع للبطولة.
مسك الختام
كان ختام مباريات الأهلي في دور المجموعات “مسكاً” بفوزه على فريق عريق، هو اتحاد حلب السوري، والذي يظل – رغم ما أصابه مؤخرًا هو الآخر – صاحب حضور متميز.
وفي هذه المباراة، تألق كل من اللاعب سفيان الشويهدي، بإحرازه 23 نقطة و9 متابعات (ريباوند)، إضافة لـ3 تمريرات حاسمة ومحاولتين ناجحتين في قطع الكرة، والمحترف الأمريكي ستيفن بلير، الذي سجل للأهلي 24 نقطة، وحقق (دبل دبل) بأن زامن ذلك مع 15 متابعة (ريباوند) ناجحة، كما تمكن من قطع الكرة من المنافس في 3 مناسبات والقيام بـ4 اعتراضات ناجحة.
بداية جيدة
كانت البداية في اليوم الافتتاحي، بلقاء الكويت الكويتي المضيف، ويومها حاول بطل الكأس المحلية أن يكون نداً لمنافسه، فجارى وصيف بطل النسخة الماضية في معظم أطوار اللقاء، فأنهى النصف الأول بالتعادل 32-32.
ثم مضى زملاء سفيان الشويهدي في أدائهم المتميز، وصدموا الجمهور الكويتي إثر تقدمهم في الربع الثالث بنتيجة 48-44، وبينما كانت آمال أنصار الأهلي بنغازي بتحقيق انتصار تزداد، تدخلت خبرة الكويت، لاسيما لاعبه حمد عدنان “بثلاثياته الحاسمة” وقلبت النتيجة لصالح المضيف بنتيجة 76-60، مفوتة الفرصة على ممثلنا في تحقيق فوز كان ليؤثر بإيجابية على مسيرة الفريق.
الخسارة الأكبر
جاء التحدي الأصعب في المرحلة الثانية لدور المجموعات، عندما قابل الأهلي الاتحاد السكندري، والذي أبان عن قوة ورغبة في المنافسة على اللقب، باكتساحه اتحاد حلب السوري في باكورة لقاءاته، بنتيجة 99-52.
وكما كان متوقعاً، فرض الفريق المصري أسلوبه على مباراته مع الأهلي، واستطاع “سيد البلد” كما يلقب في بلاده حصد فوز آخر كبير، اعتلى به صدارة المجموعة.
إلا أن إحصاءات المباراة تشير إلى كون الانخفاض الواضح في اللياقة البدنية، والذي كان عاملاً مهماً في خسارة أولى مباريات الأهلي بنغازي، تدخل إلى جانب الاتحاد السكندري، وجعله يوسع الفارق من 10 نقاط في الربع الأول “32 – 22” إلى 24 في ثاني الأرباع “63 – 39”.
ثم تمالئت عوامل عدة أخرى -على رأسها الخبرة- مع الجانب البدني ليزداد الفارق إلى 32 نقطة في الثالث “86 – 54 ” وتستقر النتيجة عند النهاية على فارق كبير جدًا، قوامه 58 نقطة ” 122 – 64 “.
ورغم ثقلها، تعد الخسارة منطقية، في ظل اكتساح للأندية المصرية، فالاتحاد تجاوز الـ90 نقطة في مباريات دور المجموعات، ومواطنه الأهلي حقق رقمًا قياسياً بفوزه في الافتتاح على الميناء اليمني “130-55”.
المأمول من المشاركة
جاءت النتائج المسجلة من قبل الأهلي بنغازي منطقية، رغم الخسائر الـ3، ففارق المستوى والخبرة يصب في مصلحة المنافسين، والإقرار بأن بوناً شاسعاً يفصل كرتنا البرتقالية عن نظيرتها العربية واجب لبداية أي إصلاح وتحقيق انطلاقة حقيقية.
وينبغي على المسؤولين في قطاع كرة السلة بنادي الأهلي بنغازي الاستفادة من هذه المشاركة في تصحيح الأخطاء، لاسيما على مستوى اختيار اللاعبين المحترفين.
بلير يكشر عن أنيابه
ويقود الحديث عن المحترفين إلى استفاقة ميزت أداء الأمريكي ستوفون بلير، فبعد بداية خجولة، تصاعد أداء اللاعب، حتى احتل في نهاية دور المجموعات الترتيب الثاني في معدل المتابعات على مستوى البطولة، بمعدل 11.7 متابعة في المباراة في زمن 31 دقيقة لعب فقط، خلف المتصدر، التونسي صالح الماجري، المحترف في صفوف الجهراء الكويتي، والذي كانت له تجربة عظيمة مع ريال مدريد الإسباني ودالاس مافريكس، الناشط فيي دوري السلة الأمريكي للمحترفين “إن بي إيه”.
كما تواجد بلير في المركز الثالث بقائمة أفضل معدل اعتراضات دفاعية “بلوك” على مستوى البطولة.
الساعدي مع السد
إلى جانب الأهلي بنغازي، كان ممثل آخر لسلتنا مشارك في البطولة، هو اللاعب محمد الساعدي، الذي رافق فريق السد القطري في رحلته بالمجموعة الثالثة.
وخاض الساعدي “صاحب النظارات” ونجم الأهلي طرابلس، 3 مباريات مع الفريق القطري، فقد الأولى أمام الأهلي البحريني “60-69”، وانقاد للخسارة في الثانية على يد البشائر العماني “86-92”، رغم تحقيقه – أي الساعدي م 19 نقطة و5 متابعات و3 قطع للكرات واعتراض وحيد في 18 دقيقة لعبها خلال هذه المباراة.
إلا أن دفق التألق ظهر في المباراة الثالثة أمام كاظمة الكويتي، حيث حقق الساعدي (دبل دبل) بإحرازه 12 نقطة ونجاحه في 13 متابعة، بالإضافة لـ7 تمريرات حاسمة و4 قطع ناجح للكرات، فساهم بقوة في صناعة انتصار للسد، بنتيجة 90-71.
تألق تحكيمي
لم يتوقف الظهور الليبي على الأهلي بنغازي والساعدي، بل امتد للحكام، حيث ذكر موقع (كرة السلة الليبية) أن هيثم الساروي أجاد أثناء قيادته “تحكيمياً” لقاء القمة والنهائي المُبكر بين فريقي الرياضي اللبناني والأهلي المصري.