بمدرجات الملاعب
أحاديث الجمال في طقوس المونديال
مع انطلاق كأس العالم لكرة القدم، اتجهت الأبصار نحو قطر لمشاهدة نسخة استثنائية، ستدثر فيها البطولة بثوب الحماسة، لتواجه صقيع الشتاء «على غير المعتاد في المونديال الذي كان صيفياً على الدوام».
وتواجه شبه الجزيرة الخليجية تحديات جمة، بدءًا من محاولتها إثبات قدرتها على التنظيم، وهي التي لم تستقبل على أرضها أحداثًا كروية كبرى باستثناء كأس آسيا، وانتهاءً برغبتها في دفع اتهامات تكال لها لمآرب عدة.
لكن المؤكد أن ملاعب المونديال الذي سينظم للمرة الأولى في الشرق الأوسط، ستكون ملآى بالمشجعين القادمين من كل حدب وصوب، ومنهم الفاتنات اللاتي حولن المدرجات منذ زمن إلى كرنفالات تزهو بالألوان وتعج بالأزياء الجميلة والغريبة.
كانت ضربة البداية أحاديث المدرجات التي باتت طقوساً دائمة للمونديال، ومعرضاً لهويات من أصقاع شتى.
حمى مضطردة
فمنذ زمن، اضطر مخرجو مباريات المونديال إلى توزيع الكاميرات لتغطي أحداث الملعب وتمتد إلى المتواجدين في المدرجات، سواءً كانوا رجالاً دفعهم الشغف باستنزال أغرب الأشكال على مظهرهم، أو جميلات شدت إليهم أنظار المشاهدين، وإن أنكر بعضهم وألقى في سبيل ذلك معاذيره.
ومنذ الآن يجهز جمع من مشاهدي كأس العالم أنفسهم ليطالعوا فاتنات الملاعب، ثم يغزوا بصور الحسناوات مواقع التواصل الاجتماعي، والتغني بحسنهن، أو المطالبة بتشجيع منتخبات بعينها تنتمي إليهن أولئك الجميلات.
بل إن الأمر تعدى مستخدمي «السوشيال ميديا» إلى مواقع إخبارية رسمية، مثل وكالة»غيتي إيمج» الذي أنشأ ألبوماً عنونه بـ»أكثر مشجعات كأس العالم جاذبية»، إلا أنها اضطرت إلى إلغائه، على وقع انتقادات نددت باختزال قيمة المرأة في مظهرها الخارجي ومعاملتها وكأنها «مجرد سلعة».
الفاتنة ريكلمي
ومنذ نسخ ماضية، طالعنا صوراً وتابعنا أخباراً تخص المشجعات الجميلات المؤازرات لمنتخبات شاركت في كأس العالم، ففي 2010 اشتهرت عارضة الأزياء الباراغوايانية لاريسا ريكلمي، التي سرقت الأضواء أبان تواجدها في أماكن تجمع الجمهور بالعاصمة أسونسون، وباتت جزءاً من الحدث رغم إقامتها بعيداً عن ملاعب جنوب إفريقيا بآلاف الأميال.
ويومها بات كثيرون ينتظرون بفارغ الصبر مباريات منتخب «ألبيوروخا” لمشاهدة الجميلة ريكلمي وهي تشجع منتخب بلادها بحماسة، بل إن بعضهم تمنى أن تحرز الباراغواي كأس العالم، لتفي العارضة الفاتنة بوعدها وتركض عارية في شوارع مدينتها.
الميكافيللية بروكزوك
“بت مشهورة بفضل كأس العالم” بهذه الجملة لخصت المحاسبة البولندية مارتا بيركزوك التغيرات التي استجدت بحياتها بعدما لمع نجمها في مونديال روسيا 2018.
فمشجعة منتخب “النسور” كانت «ميكافيللية» بأن استثمرت الشهرة التي حظيت بها إثر انتشار صورها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أبان تواجدها في كأس العالم، وتركت حياة المحاسبة لتصبح عارضة أزياء مشهورة، وتؤسس موقعاً إلكترونيا يخصها فيما بعد.
البريئة المجهولة
وفي ذات البطولة «مونديال روسيا» كانت مشجعة مكسيكية تنافس بيركزوك في الحظوة لدى المتابعين، لكنها تصرفت ببراءة أكبر ولم تدفع باتجاه الأعمال، تاركة المدرجات مكاناً لإظهار الشغف فقط.وعرفت تلك المكسيكية بارتدائها «البيناتشو» وهو قنزعة أو غطاء يشبه القبعة يصنع من الريش، ويعد مظهراً أصيلاً لهوية المكسيك»الأزتيكية».
وبفضل تلك المكسيكية المبتسمة دائماً – والتي لم يعرف اسمها قط – تمتع «إل تري” بمشجعين كثر لا يعلمون حتى أسماء لاعبي المنتخب، لكنهم تمنوا انتصاره ومواصلته المسيرة رغم ذلك.
أصل قديم
حمى تتبع جميلات المدرجات خلال المونديال ليست بالحديثة، وربما كانت جزءاً من شعبية البرازيل – إلى جانب ألقاب هذه الأخيرة – كون مدرجات السامبا تعج بالراقصات الفاتنات.
ويذكّر بيت شعر شعبي رثى فيه صاحبه دموع حسناء برازيلية انهارت وهي تشاهد «السيليساو» يخرج على يد الغريم التقليدي الأرجنتين في مونديال «إيطاليا 1990» بأن الانتقال من أحداث الملعب إلى جمال المشجعات» يمتد لعقود ماضية، ويومها لخص الشاعر ما يمر به المشجع المبتعد عن سحر الكرة إلى «إستاطيقا المدرجات» بقوله :…..».