في الدور الـ32 التكميلي للكونفيدرالية
هل تكون مواجهة ريفرز يونايتد
بداية ثورة تصحيحية داخل النصر ؟
غرق النصر في أنهار «ريفرز يونايتد” النيجيري ذهاباً، ووقع في شرك هزيمة ثقيلة بخمسة أهداف دون مقابل، ما يجعل نهوضه مجددًا والتأهل عبر مواجهة الإياب مساء اليوم في ملعب «شهداء بنينا» أمراً في غاية الصعوبة، إلا أن مطامح المدرب والإدارة تتجاوز همّ بلوغ دور المجموعات إلى أهداف أخرى، قد تتحقق من خلالها «بداية تصحيحية» لمسيرة الفريق.
وما كان أكثر محبي النصر تشاؤمًا يعتقد أن فريقه سيظهر بهذا المظهر «السيء» ويتعرض لهزيمة مدوية، جاءت نتيجة أخطاء دفاعية قاتلة، لاسيما في الشوط الأول الذي انتهى بثلاثية كاملة لأصحاب الأرض.
وقبيل مواجهة العودة، يدرك المدرب الصربي للنصر زوران ميلينكوفيتش أن الفوز بسداسية والتأهل يبدو أمراً صعباً جداً، لكنه يعلم يقيناً ضرورة ردّ الاعتبار، والتجهيز لكي تكون مباراة اليوم بداية لتصحيح الأخطاء واستعادة النصر ألقه وقوته ..
رد الاعتبار
تحمل كرة القدم مفاجآتها معها دائماً، التي لم تكن كل الفرق – وحتى الكبيرة منها – بمنأى عنها، فتعرضت لخسائر كبيرة وعانت انتكاسات عديدة.
ولا يفت في عضد النصر ولا ينقص منه أن استقبل 5 أهداف في مباراة واحدة، إلا أن تاريخه «المحلي» وما يملكه من جمهور يستوجب على مدربيه ولاعبيه أن يبذلوا كل الجهود لتحقيق فوز على ملعب بنينا، يكون فيه ردّ الاعتبار واستيفاء الدين من ريفرز .. بل والتفكير في تحقيق ريمونتادا غير مسبوقة إفريقيا، والتأهل لدور المجموعات.
ترميم الدفاعات
أتي النصر من قبل دفاعه وأخطاء حارسه أصيل المقصبي، الذي بدا مغايراً في أدائه لما كان عليه في مباراتي كيغالي الرواندي بالدور السابق.
ولكي يأمن الفريق من أي خطر في مباراة اليوم أو تالياتها «المحلية» يجب على المدرب زوران أن يرمم الدفاعات ويحصنها إن أراد المضي قدماً في مهمته، فلا يمكن نيل الانتصار بدون شباك مؤمّنة.
تعويض التأخر في الاستعداد
بدأ الفريق تجهيزه للموسم الجديد متأخراً، وجاء هذا التأخير نتيجة لاضطراب إداري واضح، ثم انعكس سلباً على أداء النصر سواء في الكأس عندما خرج على يد دارنس في دور الـ16، أو في الكونفيدرالية، حيث انتصر بفضل روح لاعبيه أمام كيغالي، إلا أن الأمر لم يسعفهم في مواجهة ريفرز يونايتد ذهاباً.
ويستوجب نقص الانسجام وضعف المعدل البدني الناجم عن استعداد متأخر، على الجهاز الفني، زيادة الحصص التدريبية – وفق جدول مدروس لا يؤدي للإجهاد والإصابات، ورفع الروح المعنوية للاعبين والتركيز على الجانب النفسي، لتلافي أية انتكاسات مستقبلية.
السير وفق إستراتيجية التغيير
بدّل النصر جلده مع بداية الموسم الحالي، فانتقل إلى صفوفه لاعبون جدد، حلوا محل آخرين ودعوه، وتقتضي المراحل الانتقالية الصبر على النتائج وعدم الاستعجال.
لكن الاستسلام للخسائر قد يشعل ثورة لدى الجمهور، ويتعين إزاء ذلك تحقيق انتصار على حساب ريفرز سيطمئن الأنصار أن فريقهم سائر في سبيل غير خاطئ.
التعويل على الشباب
كعادته يدفع الفريق باللاعبين الشباب إلى الواجهة في كل مرة، مكرساً نفسه كمنجم للمواهب وصانع للنجوم، ولم يكن الموسم الحالي استثناءً، فأضحى المهاجم الواعد إسلام الغناي أساسياً، في انتظار بقية زملائه الشباب.
وهنا يقع دور كبير على المدرب زوران ميلينكوفيتش، فالدفع “التدريجي” لهؤلاء اللاعبين ضروري حتى ينسجموا مع كامل المنظومة، في مقابل التأكيد على قيمتهم كجزء من إستراتيجية واضحة يعتمدها الجهاز الفني.
وإذا ما تواجد الغناي اليوم في ضمن التشكيلة الأساسية، فسيبعث ذلك رسائل واضحة أن الفريق لا يتحرك «خبط عشواء» باتجاه المستقبل، وهو ما سيعزز ثقة لاعبيه الشباب بأنفسهم بما ينعكس على أدائهم في الملعب.
تغيير سياسة استقدام المحترفين
استقدم الفريق مجموعة من المحترفين، أبرزهم الثلاثي الجزائري عادل جرار وسفيان خليلي وبوزيد داداش والبرازيلي فرانشيسكو، إلا أن هذا هؤلاء لم يقدموا المأمول، ووضعوا علامة استفهام حول آلية الاختيار وجدوى الاستقدام.
ولربما كانت مواجهة ريفرز يونايتد ذهاباً وإياباً بادئة يعاد النظر من خلالها في المحترفين، بما يجعل القادمين مستقبلاً أكثر إفادة للفريق.