الدوري ينتصف..ختـام ذهاب الممتـاز
مسك وإثارة .. بـ«ديربي العاصمة»
يحمل الخميس انطلاقة آخر جولات مرحلة الذهاب بالدوري الممتاز لكرة القدم، واضعاً إياها في بؤرة الأحداث «الكروية»، كونها تقدم بعد انتهاء كأس العالم «قطر 2022» لتستأثر باهتمام محبي اللعبة.
وما يزيد من حظوة هذه الجولة أنها ستحمل على خطى الأفلام الكلاسيكية ذروتها في ختامها، الذي سيشهد مواجهة من العيار الثقيل بين الأهلي طرابلس والاتحاد، بالإضافة إلى لقاء آخر – يذكر بنصف نهائي الكأس «المؤجل» – يجمع الأهلي بنغازي بالأخضر.
تطلعات كبرى
إلا أن البداية لن تقل حماسة، وستبث كل أسرارها مباشرة، لاسيما وأن أحد أطرافها سيحاول أن ينهي الذهاب وهو متعلق بأهداب الصدارة، ليثبت أن مارده العريق قد تخلص من قمقمه.
ونقصد بذلك دارنس، الذي عرف مدربه المصري مصطفى مرعي كيف يستثمر كل الإمكانات المتوفرة، ويصنع مفاجأة سارة، أعادت «أنيق درنة» إلى الواجهة مجددًا.
ولإثبات ذلك، سيتعين على رفاق أمجد بن عبدي أن يعودوا من مدينة شحات بفوز على مضيفهم الصداقة، وهو أمر لن يكون يسيراً.
فالأصفر الآخر، المتخذ من قورينا موطناً، برهن على أنه خصم عنيد، ولم يعرف الخسارة إلا في الجولة الماضية «علي يد الهلال»، وتواجده سادساً في المجموعة الأولى دليل على ذلك.
أنصاف الحلول «ممنوعة»
وفي نفس اليوم ولحساب ذات المجموعة «الأولى»، يتقابل الجاران الهلال والنصر على ملعب «شهداء بنينا» بتطلعات متباينة تتقاطع في الرغبة بحصد النقاط الثلاث.
فالأزرق الأنيق الذي استطاع بعد 8 جولات أن يضع اسمه ضمن قائمة محققي الانتصارات، سيعمل على تدعيم ذلك بفوز له – إن جاء – أثر معنوي يسبق نهاية مرحلة الذهاب.
وفي الجهة المقابلة، سيحاول النصر تكريس نفسه كفريق وحيد عصي على الخسارة في المجموعة الأولى.
كما أن رفاق خالد مجدي يدركون جيداً أن المنافسة على بطاقات التأهل «الثلاث» إلى السداسي اشتدت، وكثر المتنافسون، ما يجعل كل المباريات القادمة أشبه بلقاءات الكؤوس «لا تقبل أنصاف الحلول».
الهروب من القاع
تذوق الخمس أخيراً طعم الفوز، ووجد في ذلك لذة تدفعه للتجربة مرة أخرى، عندما يستضيف على ملعبه الخميس المحلة في مباراة عنوانها «الهروب من قاع الترتيب».
وإذا ما سارت الأمور وفقاً لما يريده «الرياس»، فإنهم سينهون الذهاب بخير طريقة، بعد بداية صعبة وضعتهم في قاع ترتيب المجموعة الثانية لعدة جولات.
ولإن كان الخمس قد عرف طريق الانتصار، فإن المحلة ما يزال في مرحلة التيه، مستمراً في مسلسل التعادلات التي ما انفكت تنهي معظم مبارياته، حتى أضحى «البرتقالي» أحد أضلاع ثلاثي آخر الترتيب.
ولذلك يتوجب على الجهاز الفني بقيادة صبري قشوط أن يبحث عن «شفرة الفوز» التي ستمكن حامل لقب الدوري في مناسبتين سابقتين من استعادة توازنه.
ضرورة الانتصار
يبرهن آساريا جولة بعد أخرى أنه عاقد العزم على البقاء ضمن كوكبة الممتاز، مقدماً الدلائل والتفسيرات على ذلك، بنتائج متميزة، يحققها أمام فرق تفوقه خبرة وتجربة.
وبعد أن حقق فوزين – أحدهما على حساب المدينة العريق، استطاع مجاراة أبوسليم «القوي» وخرج معه متعادلاً في الجولة الماضية، ليتقاسم ذات المركز والنقاط مع جاره الأولمبي.
وسيعمل أبناء المدرب التونسي «كريم الزواغي» على مواصلة ذلك يوم الجمعة، أثناء لقائهم الاتحاد المصراتي على ملعب «الزاوية».
أما المنافس، فيدرك أن ما فات لا ينبئ بصحة الأوضاع، ويستلزم البدء في إجراءات تصحيحية، قد تكون وجدت فعلاً طريقها، بالتعادل مع المتصدر الاتحاد.
فبدلاً من أن يلعبوا دور «الحصان الأسود» – كما حدث في مواسم سابقة – وجد رفاق الدولي رجب بلقاسم أنفسهم في وضع صعب بعد 8 جولات، بدون تحقيق أي انتصار، ما يفرض عليهم بذل كامل الجهود في الجولة الأخيرة من الذهاب، حتى لا تنتهي مرحلة كاملة بدون انتصار واحد يدفع بهم أماماً في جدول ترتيب المجموعة الثانية.
لا بديل عن النقاط الثلاث
فريق آخر يدخل مباراته الأخيرة بالذهاب يوم الجمعة، باحثاً عن فوزه الأول، وذلك عندما يستضيف الصقور على ملعب «شيخ الشهداء» بمدينة البيضاء.
وسيبحث شباب الجبل على أن لا يكتب اسمه كفريق غير قادر على تحقيق الفوز، خاصة وأنه قدم أداءً كبيرًا أمام النصر في الجولة الماضية، وكاد يخرج منتصرًا، لولا تألق حارس هذا الأخير «جواد رزق».
بدوره، سيبحث الصقور عن الإتيان بانتصاره الثالث، والذي سيمده بزخم قوي قبل بدء مرحلة الإياب، التي ستشهد بدورها تنافساً محموماً بين الفرق للظفر بنقاط كل مبارياتها، ما يفرض على المدرب عبد الحفيظ اربيش أن يرفع من وتيرة الأداء.
المضي قدماً
يجزم متابعو التحدي أن أداء الفريق تحسن في آخر الجولات، فنال انتصاراً أول في الأسبوع السادس، ثم تمكن من انتزاع تعادل ثمين أمام الأهلي بنغازي قبل أيام.
ويرجع هؤلاء التحسن الحادث على مستوى «الفهود» إلى جهود المدرب حاتم الميساوي، وجهود اللاعبين، وعلى رأسهم الهداف أحمد المكاري.
لكن الطريق ما يزال طويلاً أمام الفريق العريق، والذي سبق له رفع لقب الدوري في 3 مناسبات، إذ أن نقاطه الـ6 لا تضعه أبعد من المركز قبل الأخير بالمجموعة الأولى.
ولأجل ذلك، سيحاول الفهود الخروج ظافرين من مباراتهم الجمعة على ملعب مضيفهم التعاون، بمدينة أجدابيا.
هذا المنافس يحيل ملعبه «10 يونيو» إلى جحيم يئن من وطأته الضيف، وسيعمل على الاستفادة من إمكانات نجمه الشاب هيثم اقحيزان في تحقيق فوز ثالثً، يقربه من صراع الصدارة، علماً بأنه يحتل الآن المركز الرابع، بالتساوي مع الأخضر.
صعوبة التوقع
فقد أبوسليم 4 نقاط في آخر جولتين، ما تسبب في تأخره إلى المركز الثالث في المجموعة الأولى، وفرض عليه استحضار كل ما يملكه من إمكانات في مباراته القادمة – على ملعبه – أمام السويحلي السبت القادم.
ومنذ بداية الموسم، أظهر الفريق الذي يشرف على تدريبه التونسي شكري الخطوي، رغبة في المنافسة على إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة للسداسي، وسار على هذا النهج إلى ختام الذهاب.
وسيعول أبوسليم على جهود لاعبيه، لاسيما مهاجمه المخضرم المعتصم أبوشناف.
في المقابل، يبدو السويحلي متذبذباً هذا الموسم، فيتقدم خطوة ويتأخر أخرى، حتى أصاب بالحيرة أنصاره ومحبيه.
وعطفاً على ذلك، يقترب توقع أية نتيجة يأتي بها رفاق المخضرم محمد المنقوش ضرباً من الخيال، فهم قادرون على هزيمة أي فريق بالمجموعة الثانية، وكذلك يمكنهم التفريط في نتيجة مبارياتهم بسهولة.
البحث عن الذات
يستقبل المدينة على ملعب «الجميل» نظيره الأولمبي يوم السبت، وهو سائر بين مطرقة التاريخ بكل ما يحمله من مسببات للفوز وصعوبة الواقع التي جعلت من الفريق العريض غير قادر على تحقيق انتصار وحيد بالممتاز.
وقد ظهر جلياً قيمة تاريخ «الحواتة» بتعادلهم في الجولة الماضية أمام الأهلي طرابلس، لكن ذلك لن يشفي غليل المحبين إن لم يتبعه أبناء المدرب حمدي بطاو بفوز في آخر جولات الذهاب.
وفي الجهة المقابلة، أبدى مشجعو الأولمبي تحسراً على الخسارة التي مني بها الفريق قبل أيام على يد الخمس، لأنها مثلت نكوصاً عن منحنى تصاعدي أظهره الفريق القادم من الزاوية، والذي بدأ الدوري بشكل سيء، ما حذا بإدارته تبديل المدرب والقيام بتغييرات آتت أكلها جزئياً بانتصارين، أعقبهما السقوط في الجولة الماضية.
كان مقرراً للأهلي بنغازي والأخضر أن يلتقيا الثلاثاء من هذا الأسبوع، لحساب نصف نهائي مسابقة الكأس، المتبقية من الموسم المنصرم.
لكن التأجيل طال هذا اللقاء، وجعل «تاليه» بين الطرفين، والمجدول لحساب آخر مراحل ذهاب الدوري الممتاز، الأول بينهما هذا الموسم.
ولا تبدو أحوال الفريقين «مثالية» على أعتاب هذا «الكلاسيكو»، فالأهلي بنغازي الذي بدأ الممتاز بقوة، فرط في نقاط عدة مباريات، إلا أنه تمكن رغم ذلك من ارتقاء صدارة المجموعة الأولى، دون أن يقترن ذلك برضا الأنصار.
ويمكن للفريق أن يظهر بالمباراة، إن أحسن مدربه التونسي «شهاب الليلي» استثمار ما يملكه من عناصر، كالهداف أحمد كراوع ولاعبا الوسط محمد الترهوني وفاضل سلامة.
لكن مأمناً مما قد يحدثه الضيف الأخضر لن يكون مضموناً، فالفريق الذي برهن على قوته في كأس الكونفيدرالية الإفريقية قادر على إلحاق الخسارة بأي منافس، متى كان في قمة مستواه الفني.
وسيحاول المدرب التونسي سمير شمام أن يعيد إلى الأخضر قوته التي ظهرت جلياً في بداية الموسم، لاسيما وأنه يعلم جيداً أن تشكيلته تضم خيرة اللاعبين في الممتاز، كالهداف الأنغولي آري بابل والمهاجم المخضرم سالم روما.
«الديربي» وكفى
ختامها مسك .. هكذا ستكون مرحلة الذهاب التي آثرت قرعة الممتاز أن توكل أمر نهايتها إلى ديربي هو الأقوى والأبرز في دورينا.
فعلى خطى الأفلام الكلاسيكية، سيكتب المشهد الختامي فريقان هما الأكثر تتويجاً وجماهيرية، ويوفر حضورهما الدائم في جل المنافسات الكروية، تنافسية لا تضاهى.
حيث سيحتضن ملعب «الجميل» يوم الأحد أول ديربي طرابلسي كبير، بين الأهلي طرابلس والاتحاد، في إعادة للقاء فاصل حسمت به هوية بطل النسخة الماضية من المسابقة.
وبعيداً عن كون الفريقين يضمان في صفوفهما أفضل اللاعبين المحليين والمحترفين، وعن تقدمهما جدول ترتيب المجموعة الثانية، فإن حسابات «الديربي» تبدو مختلفة، لا تخضع لمقاييس سابقة، ولا تقودها الرغبة في إضافة 3 نقاط للرصيد، بل يمثل الفوز به «بطولة في حد ذاتها».
لكن ذلك لا يخفي عوامل أخرى ستزيد من الإثارة المتوقعة للديربي، أولهما سعي الأهلي طرابلس إلى مصالحة جماهيره بفوز يعيد حبل الود بينهم، ويعزز به مركزه كثانٍ للمجموعة، قبل أن يشرع أنيس السلتو وأحمد التربي ونور الدين القليب ورفاقهم في التخطيط للانقضاض على الصدارة.
هذه الأخيرة رافقت الاتحاد منذ انطلاق المسابقة، حيث يبلي أبناء المدرب أسامة الحمادي جيداً، بمسيرة خالية من الخسارة، وشباك لم يستطع المنافسون مشاكستها.
وابتغاء النجاح، سيعول الاتحاد على مهاجمه الشاب معاذ عيسي ومتوسط ميدانه المتألق عبد العاطي العباسي، بالإضافة إلى صمام الأمان في دفاعه سند الورفلي.