على عادته..
المونديال يشهد ميلاد نجوم وأفول أخرى
تتبوأ كأس العالم لكرة القدم مرتبة الصدارة في بطولات اللعبة الشعبية الأولى، إذ إنها تستأثر بالاهتمام الجماهيري والإعلامي، غير آبهة بما نالته بطولات الأندية من زخم كبير في العقود الأخيرة.. فالمونديال بكل تاريخه المجيد والأساطير التي انبثقت تواريخها وإنجازاتها من خلاله، يظل الهدف الأسمى لكل لاعب، سواءً بالمشاركة أو بنيل الألقاب، ومن أجل ذلك تبذل التضحيات الجسام وتذرف الدموع المدرارة.. وهذه المرة، بدا كأس العالم مختلفاً في بعض أوجهه، إلا أنه حافظ على قدرته في صناعة نجوم وأفول أخرى، بأن كان مقصداً للجميع، ومحطة لم يستنكف أحد من اللاعبين أن يأتي بالجائز والممنوع من أجل لحظة تألق في أرجائه… (نجوم) تغوص في سديم المونديال القطري لتستكشف نجوماً صغيرة بزغت، وتتأمل أخرى اتجهت إلى طريق النهاية : -
أولاً : نجوم ولدت من رحم الإبداع
إنزو فرنانديز .. ساحر أرجنتيني
قدم وسط «أرمادا» تضم نجوماً كباراً، يتقدمهم اللاعب الأفضل في العقدين الأخيرين «ليونيل ميسي»، لذلك بدا منطقياً تجاهل اسم «إنزو فرنانديز».
لكن متوسط ميدان بنفيكا البرتغالي، عقد العزم على أن يصنع من هذا الحدث الاستثنائي فرصة لولوج عالم الكبار، فانتظر المباراة الثانية بدور المجموعات «أمام المكسيك»، ليلفت الانتباه، بتسجيله هدفاً «من طراز عالمي»، وألحقه بتمريرة مفتاحية جاءت بهدف لـ»راقصي التانغو» في شباك بولندا.
ثم أمضى بقية المباريات كخيار أساسي للمدرب ليونيل سكالوني، مبرهناً فيها جميعاً، أن نجم خط وسط قادم بقوة، حتى أنه شائعات ربطته بريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي.
ويحسب لفرنانديز البالغ من العمر 21 عاماً أنه أضحى أصغر لاعب يلتحق بمباراة رسمية للأرجنتين في كأس العالم «كأساسي» منذ مونديال ألمانيا 2006، عندنا شارك ميسي حينها أمام هولندا وهو بعمر الـ18.
وقد أكد إنزو بأدائه الكبير ما تنبأ به كثيرون، شاهدوا تألقه مع بنفيكا هذا الموسم، حيث كان اللاعب السابق لريفر بليت ثاني أكثر لاعبي الوسط تمريراً للكرات في البطولات الأوروبية الـ7 الكبرى «بـ1225 تمريرة» خلف الألماني توني كروس لاعب ريال مدريد «1921».
غاكبو : التمليذ يتفوق على الأستاذ
كان الصيف الماضي حافلاً بانتقالات عدة جعلت من «الميركاتو» الصيفي أشبه بنار متأججة، ويومها قيل الكثير عن اهتمام مانشستر يونايتد الإنجليزي بمهاجم هولندي يدعى غودي غاكبو، لكن الأمر لم يتم.
ولذلك، عزم الفتى ذو الـ23 ربيعًا أن يستثمر المونديال لإعادة تسويق نفسه، فتألق بقوة مع منتخب «الطواحين» في الدور الأول، وسجل 3 أهداف، ساهمت بقوة في صدارة البرتقالي للمجموعة الأولى.
لكن غاكبو القادم من أصول توغولية، والذي بات أول لاعب هولندي يسجل في أول 3 مباريات له بالمونديال، توقف عن الإبداع مع الدور الثاني، فكان باهتاً في مباراة أمريكا، ولم يقدم الكثير أمام الأرجنتين في ربع النهائي.
ويشار هنا إلى أن غودي غاكبو يبلي حسناً مع آيندهوفن، حيث جعلته الأهداف الـ30 التي ساهم في إحرازها خلال 24 مباراة «سجل 13 وقدم 17 تمريرة حاسمة»، متفوقاً على أرقام مدربه رود فان نيسلتروي.
سفيان مرابط : القلب النابض للمغرب
تجمع وسائل الإعلام الإيطالية أن فيورنتينا لن يستطيع الحفاظ على متوسط ميدانه المغربي سفيان مرابط، لأن ما قدمه هذا الأخير قد أسال بالفعل لعاب أندية كبرى في القارة الأوروبية، ستنهل بعروضها المالية غير القابلة للرفض، على «الفيولا».
ويبدو هذا منطقياً، في ظل الأداء الخرافي لارتكاز «أسود الأطلس»، والذي كان – وفقاً لشبكة «أوبتا» للإحصاءات – أكثر اللاعبين الأفارقة استرداداً للكرة في تاريخ كأس العالم «51 مرة ناجحة».
كما أن الشقيق الأصغر للمغربي الدولي السابق «نور الدين مرابط»، كان أكثر لاعبي المونديال نجاحاً في افتكاك الكرة من المنافسين، وظهر وكأنه يملك 3 رئات، قاطعاً كل مساحات الملعب، من أجل إفساد ألعاب الخصوم، والبدء في هجمات مضادة، كانت تصيب بالرعب منافسي المغرب.
وقد احتفت معظم المواقع المتخصصة في إحصاءات كرة القدم، بما قدمه مرابط البالغ من العمر 27 عاماً، وقالت شبكة «سكواوكا» أن اللاعب مثل القلب النابض لإنجاز المغرب، بفضل عمله الدؤوب في المنتصف، من حيث نجاحه في الألعاب الثنائية وكذلك في إفساد هجمات المنافسين وتمريراته الدقيقة.