في جولته السابعة..الممتاز تغييرات تطال مشهد الصدارة
يمضي الدوري الممتاز إلى محطته القادمة، لا يلوي على شيء، إلا الوصول إلى خاتمة مرحلة الذهاب – كما قررت لجنة المسابقات مسبقاً – في شهر ديسمبر، غير آبه بانصراف الأنظار وانحسار الأفكار نحو كأس العالم الذي دخل مراحله الإقصائية.
وفي جولته السابعة التي تنطلق الخميس، لن يحفل الدوري بمواجهات كلاسيكية كبيرة، لكن الإثارة لن تفارقه، في ظل رغبات متقاطعة في حصد نقاط الفوز، لتحقيق أهداف شتى، ما بين تعزيز المواقع المتقدمة أو الخروج من نفق النتائج المخيبة.
وقد كانت لجنة تنظيم المسابقات قد أبانت عن الجدول الزمني للأسبوع السابع من الممتاز، والتي جاءت على النحو التالي : -
الحفاظ على الصدارة
ستكون بداية الجولة السابعة يوم الخميس بمواجهة بين النصر والصداقة على ملعب الأخير بمدينة شحات، وقد تغير نتيجتها بمشهد الصدارة في المجموعة الأولى.
فالضيف سيدخل اللقاء وهو في أعلى الترتيب، رغم تعادله الأخير مع التعاون، لكنه يدرك أن أي تعثر قد يفقده تلك الميزة، حيث يتحين كل من دارنس والأخضر والأهلي بنغازي الفرصة للتقدم نحو الصدارة.
وما سيؤرق مدرب النصر “الصربي زوران ميلينكوفيتش” أكثر من سواه، ذاك التألق الذي بدا به الصداقة، عندما أطاح بالأخضر في مواجهة سابقة بثلاثية، موقعاً على واحدة من أكبر مفاجآت الممتاز.
فما فعله أصفر شحات، عجزت عنه فرق إفريقية عتيدة، انصاعت للخسارة عندما واجهت رفاق الأنغولي آري بابل، وهو بذلك مهىء لتقديم مفاجأة ثانية ستعيد خلط الأوراق.
تطلعات متباينة
تواصل المجموعة الأولى الظهور يوم الجمعة، بمباراتين، تجمع إحداهما التعاون وشباب الجبل على ملعب “11 يونيو” بمدينة أجدابيا.
وسيسعى المضيف إلى استثمار الحالة الجيدة التي يمر بها، والتي مكنته من التفوق على الأهلي بنغازي ثم انتزاع تعادل من النصر، في تحقيق فوز يقربه أكثر من فرق المقدمة، وهذا تحديداً ما سيعمل عليه المدرب ناصر الحضيري.
أما شباب الجبل فيدرك أن ما فات من المباريات ينبىء بمستقبل مظلم، ما لم تتغير بوصلة النتائج، ولذلك سيدفع بكل قوته على أمل أن يتجنب الخسارة، مع إمكانية خطف فوز سيجعله يتنفس الصعداء قليلاً، قبل أن يخوض مرحلة قادمة تضعه في مواجهة النصر.
بين هدفين
وفي نفس التوقيت، يحتضن ملعب “شهداء بنينا” ببنغازي لقاءً يفوح بعبق العراقة، بين التحدي وضيفه دارنس، ورغم الأوضاع المتباينة كلياً بين الطرفين، إلا أن تحقيق الفوز يعتبر هدفاً جامعاً لهما.
فالتحدي الذي انقاد لخسارة رابعة مطلع الأسبوع “أمام الهلال” يعلم جيداً أن تذيل ترتيب المجموعة الأولى قد يعود وبالاً على الفريق العريق، ما لم تنتقل الفهود من ربضتها إلى الانقضاض السريع على المنافسين، وهذا ما يتعين على المدرب حاتم الميساوي البدء في التجهيز له.
أما الضيف “دارنس”، فهو يبلي جيدًا تحت قيادة مدربه المصري مصطفى مرعي، وقد أضحى بفضل فوزه في الجولة السابقة على حساب الصقور، ثانياً برصيد 11 نقطة.
وسيطمح “الأصفر الأنيق” للمواصلة على ذات النهج، وتسجيل فوز رابع قد تمكنه – إذا ما خدمته نتائج بقية المباريات – من اعتلاء الصدارة.
لقاء الجريحين
سيكون الظهور الأول للمجموعة الثانية في هذه الجولة يوم الجمعة بلقاء الجريحين المدينة والاتحاد المصراتي على ملعب “مصراتة”.
وبعد أن كانت الآمال تعانق السماء في بداية الموسم، هوت بمنحنى حاد، حتى بات أنصار الفريقين يطمحون إلى رؤية انتصار أول في الممتاز، بعد مرور 6 جولات.
فها هو الاتحاد المصراتي، الذي كان حصاناً أسود للنسختين السابقتين من الدوري، يجد نفسه ف
ي المركز التاسع وقبل الأخير، بدون أي فوز، وقد جرب حتى الآن مدربين هما البلجيكي لوك إيميل، وخلفه جمال بن سالم، منتظراً أن تهب رياح التغيير ويعود الفريق إلى سابق عهده.
أما المنافس “المدينة” فيشارك مضيفه في عصيان الانتصار عليه، واستقدامه مدربين منذ انطلاقة الممتاز.
لكن تعادلاً وحيداً يفرق بين الفريقين، حيث أمكنت نقطة واحدة “الحواتة” من التقدم على الاتحاد المصراتي والتواجد في المرتبة الثامنة، وهو مركز لا يليق بتاريخ الفريق، ويحتم على المخضرم سالم عبلو ورفاقه أن يبذلوا جهوداً مضاعفة لنيل أول انتصار.
البرتقالي يستضيف الأولمبي
يشعر محبو المحلة بالقلق بعد أن فشل الفريق مرة أخرى في تحقيق الفوز، وبات يملك بعد 5 لقاءات في الممتاز 4 نقاط فقط، حتى أضحى استمرار مدربه صبري في مهامه “محل شك”.
ومن أجل تصحيح المسار، سيعمل البرتقالي على أن يظفر بمباراته مع الأولمبي السبت على ملعب أبوسليم.
لكن آمال المحلة ستقابل عزماً من جانب الأولمبي، الذي استطعم مؤخراً حلاوة الفوز ولا يرغب ف
ي أن يجعلها تغادر حلقه.
وسيعول أبناء مدينة الزاوية على نجمهم الأول جعفر جبودة في الصناعة والتسجيل، بالإضافة لأسلوب يعلي من الضغط على المنافس، يستخدمه ويصر عليه المدرب الجديد، التونسي شاكر مفتاح.
استعادة الثقة
مباراتان لحساب المجموعة الثانية ستتخذان طريقهما للظهور يوم الأحد، فعلى ملعب “الجميل” يدخل الأهلي طرابلس مباراة أمام الخمس، وهو منتشٍ بفوز كبير على حساب المحلة، أعاد التوازن النفسي إلى الفريق المتخم بالنجوم والساعي – كعادته دائمًا – للمنافسة على المركز الأول.
وفي مواجهتهم الأخيرة، استعاد زملاء أحمد التربي أسلوب اللعب الهجومي والاستحواذ الكبير على الكرة، وتمكنوا بفضل تألق محمد الطبال من تحقيق فوز ثالث، فتح شهيتهم بكل تأكيد لإضافة رابع يقربهم من الصدارة.
أما الخمس، فقد تعادل سلبياً مع الاتحاد المصراتي بداية هذا الأسبوع، واستمر باحثاً عن فوزه الأول، إذ أنه يملك الآن تعادلين و4 هزائم، ويحتل المركز الأخير في المجموعة.
وإزاء الفروق في الإمكانات والتاريخ، سيدخل “الرياس” المباراة بدون ضغوط، وهذا ما قد يعود بالنفع عليهم، وربما يؤهلهم لصناعة مفاجأة الجولة.
صراع الوسط
صراع وسط الترتيب سيظهر جلياً في مباراة بين السويحلي وآساريا على ملعب “مصراتة” الأحد، فالفريقان لا تفصل بينهما إلا نقطة وحيدة، حيث يقف الوافد الجديد للممتاز “آساريا” في المركز الرابع بـ8 نقاط، مستثمراً فوزين على حساب الخمس والمدينة، ليؤكد أبناء المدرب محمد كريم الزواغي أن مجرد المشاركة في دوري الأضواء لا تلبي طموحاتهم.
وسيعمل آساريا على الاستفادة من حالة عدم التوازن التي يمر بها السويحلي مؤخراً، حيث فشل الفريق في الحصول على فوز بآخر جولتين، وتراجع إلى المركز السادس.
وقد أثارت رفاق المخضرم محمد المنقوش حيرة الأنصار، فتارة يتقدم حتى يعتقد أنه منافس بقوة على إحدى بطاقات التأهل الـ3 عن المجموعة، وأخرى يتراجع ليلعب أدواراً جانبية، ويؤخر حلم محبيه بنيل أول ألقابه المحلية.
خلط الأوراق
بين استبشار بفوز تحقق بعد صبر ورغبة في تجاوز مرارة سقوط تكرر مؤخراً، سيلتقي الهلال والأخضر على ملعب “شيخ الشهداء” بمدينة البيضاء الأحد.
وستؤثر نتيجة هذه المواجهة على جدول ترتيب المجموعة الأولى، فالمضيف يرغب في استعادة نغمة الفوز، بعد خسارتين أمام النصر والصداقة، ألقيتا بزملاء “سالم روما” إلى المركز الثالث.
وسيحاول مدرب الفريق “سمير شمام” أن يعيد للاعبيه ثقتهم في أنفسهم، ويزيل عنهم آثار السقوط المحلي الناجم كما يبدو عن إرهاق طالهم جراء روزنامة لم تعرف التوقف بين الملاعب الداخلية والإفريقية، لاسيما وأنه يدرك قبل غيره أن تقارب المستويات والنقاط بين الفرق يجعل خسارة أخرى “غير مقبولة”.
لكن المهمة لن تكون سهلة في مواجهة هلال عرف مؤخراً “شفرة” الفوز، واستطاع تحت قيادة مدربه الجديد “المصري محمد عودة”، مستعيداً رونقاً غاب عن الأنيق.
ولا تبدو آمال الهلال مقتصرة على فوز وحيد، فهو يجهز – وفقاً لعودة – لمسيرة تتطلب نفساً طويلاً، عمادها المزج بين اللاعبين الشباب وفي مقدمتهم أسامة بلعيد، والخبرة الممثلة في القائد العائد بعد طول غياب “فيصل البدري”.
ضرورة الانتصار
وفي ذات اليوم، يستضيف الأهلي بنغازي الصقور على ملعب “شهداء بنينا”، ويمني المضيف النفس بفوز يجعله قادراً على مواصلة المنافسة على إحدى بطاقات التأهل واستعادة الصدارة التي ضاعت منه قبل جولات قليلة.
ورغم أن المستويات المقدمة من قبل زملاء الواعد علي يوسف لا ترضي طموح المشجعين، إلا أنه لم يدر بخلد هؤلاء ربط ذلك بالنتائج المستقاة، فهم يدركون أن العودة مرة أخرى إلى منصات التتويج يفرض الانتصار بغض النظر عما يقدم على أرض الملعب.
وفي الجانب الآخر، سيحاول الصقور أن يكون متوازناً، بين دفاع يضمن له عدم تقبل الأهداف، وهجمات خاطفة قد تأتي بنقاط اللقاء لتضاف إلى رصيده.
كما سيعوّل الفريق القادم من مدينة طبرق على الروح القتالية، التي سيبثها المدرب عبد الحفيظ اربيش في أنفس لاعبيه، لاسيما وأن ناخب المنتخب الوطني سابقاً عرف عنه هذه الطريقة في قيادة الفرق التي أشرف على تدريبها.
مباراة المتصدر وملاحقه
مرة أخرى يكون الاتحاد طرفاً في مباراة تختتم به إحدى جولات الممتاز، وبعد أن كتب المشهد الختامي للجولة السادسة، سيكون شاهداً على آخر مباريات الجولة التي تليها، عندما يقابل أبوسليم، بملعب “مصراتة” الاثنين.
وتكتسي هذه المواجهة أهمية كبرى، كونها تجمع متصدر المجموعة الثانية بملاحقه، ووفقاً لنتيجتها، ستتغير قراءة الفرق لباقي الجولات.
فالاتحاد، الذي يمضي تحت قيادة مدربه أسامة الحمادي واثق الخطوة نحو الحفاظ على لقبه، يوقع على نتائج مثالية، بـ6 انتصارات “تمثل العلامة الكاملة”، وبدون أن يلج شباكه هدف واحد، سيعمل على تأكيد ذلك، وإذا ما تحقق مراده فسيضمن أن الصدارة لن تفارقه – على الأقل لجولات كثيرة لاحقة.
وإذا ما كان الفوز مطلباً ضرورياً للاتحاد، فهو أكثر من ضرورة لأبوسليم، الذي تعثر بتعادله مع المدينة “سلبياً” في الجولة الماضية.
ويدرك مدرب الفريق شكري الخطوي أن أي نتيجة أخرى قد تطيح بمركزه، في ظل اقتراب الأهلي طرابلس وتوقفه على بعد نقطتين فقط..