تألقــــــوا هنا وهناك
نجــوم سطعــــوا في الفــن والرياضـة
«بين الفن والرياضة» بون شاسع وكذلك طرائق قدداً تربط بينهما، فالحقلان إبداع صرف، وكلاهما صناعة تأسست على مدى أجيال، وهما أيضاً شغف لا ينتهي، يعتمل في النفس حتى يسيطر عليها، ثم يتردد صداه خارجاً، بمتابعة لا يوقفها شيء ولا يحول بينها وبين ما تصبو إليه حائل.. وقد دفع هذا التقاطع في نقاط عدة، بين الفنون بأجناسها والرياضة بصنوفها، إلى أن يختار البعض ذات السبيلين .. بل ويبرع فيهما، فيكون رياضياً متألقاً وفناناً لامعاً، إلا أن الاحتراف بـ»محاسنه ومساوئه» فرض على الأمر بعضاً من قواعده، وقيّد تلك التطلعات بلعب البطولة في عالمين قوامهما الموهبة وعمادهما الاجتهاد والمثابرة.. إلا أن كل ذلك لم يمنع أناساً من أن يخوضوا غمار الرياضة «وإن كان بعضهم لم يتعد مرحلة الهواية» ثم يمموا شطر الفن، ليكونوا «نجوماً للفن» والرياضة».
روكي .. السينما في قالب رياضي
يبدو الحصر في هذا الباب عصياً على التحقيق، لكن إذا ما ذكر أولئك الفنانون الرياضيون، تبادر إلى الذهن من اتخذ الألعاب القتالية مسلكاً، ثم أتبعه ببطولة الأفلام الحركية، فنجوم أفلام «الأكشن» في أغلبهم لاعبون سابقون، فرضت عليهم الإصابة التحول من الملاعب إلى مواقع التصوير، أو فعل العمر فعلته، وجعل الشاشة الفضية ملتقى لهم مع محبيهم، بعد أن كانت المدرجات مقصداً لهؤلاء.
ومن أشهر من اختط لنفسه هذا الخط لاعب كمال الأجسام سلفستر ستالون، الذي ذاع صيته كبطل لسلسلة «روكي»، والمتضمنة قصصاً لملاكم يمثل على الحلبة وحولها «الحلم الأمريكي في مواجهة المد الشيوعي إبان الحرب الباردة»، متأثراً ببطل رياضي آخر جرب حظه في السينما، هو لاعب كمال الأجسام ستيف ريفز، الشهير بأدائه دور (هرقل).
إلا أن ستالون الذي عرف أيضاً بلقب «رامبو»، وهي سلسلة من أفلام أخرى تبرز صراعاً آخر خاضته بلاد العم سام في جنوب شرق آسيا (فيتنام وكمبوديا) يختلف قليلاً عن أقرانه «الرياضيين»، فمنذ طفولته سعى بكل قوته إلى ريادة فنية، وجعل الرياضة سبيلاً لذلك.
إلا أن هذه الأخيرة أهلته ليحقق أحلامه، فتزاوجت العضلات التي نمت على جسد نحيف والفم الملتوي والعين المتهدلة (جراء خطأ مبضع جراح في الولادة) لتضعه ضمن نجوم هوليوود.
شوارزنجر .. نجم مستر أولمبيا
بمسار مشابه ومتباين في ذات وقت، صنع أرنولد شوارزنجر مجداً كبيراً أوصله إلى مبتغاه «السياسي».
ويعتبر الرجل المحافظ على قوامه رغم تجاوزه العقد الثامن من العمر من أيقونات رياضة كمال الأجسام، وحتى بعد تقاعده، يظل اسمه بارزاً في هذا المجال، وتذكر بطولة «أرنولد كلاسيك» المدرجة سنوياً من 1989 بأن اسمه عصي على النسيان.
وما يجهله كثيرون، أن شوارزنجر الذي كان أصغر متسابق يفوز بجائزة «مستر أولمبيا» لكمال الأجسام سنة 1970 (أحرزها 7 مرات منها 6 متتالية) كان لاعباً أيضاً في رفع الأثقال وبلغ فيه مستويات محترفة.
وجنباً إلى جنب مع الرياضة، صنع أرنولد نجاحات سينمائية، بدءاً من فيلم «هرقل في نيويورك» سنة 1970، ثم الانتقالة الكبرى بعدها بـ6 سنوات في فيلم «ابقى جائعاً»، حيث نال عن دوره جائزة «الغولدن غلوب» كأفضل ممثل صاعد.
ثم تقدم أكثر نحو الشهرة في عالم الشاشة الفضية، فأطل على الجمهور في فيلم وثائي «استثنائي» عرف باسم «ضخ الحديد» ليكون توطئة نحو نجاح منقطع النظير حققته سلسلة أفلام «الفاني».
وكما كان دائماً، عرف أرنولد شوارزنجر كيف يستثمر نجاحاته وانتقل من الفن إلى السياسة، ليصبح خلال 8 سنوات (2003-2011) حاكماً لولاية كاليفورنيا.
الصخرة .. قبس من إلهام الرياضة
ومن المصارعة جاء الصخرة دوين جونسون، لتستقطبه «هوليوود»، وقبل ذلك بكثير كان لاعباً في صفوف فريق «إعصار ميامي» الناشط في الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية، والذي أخرج وارين ساب، صاحب الأثر في قاعة مشاهير اللعبة.
وقد استفاد جونسون من تجربته تلك في أداء دوره بسلسلة «بولرز» الكوميدية، والمتحمورة حول لاعب كرة قدم أمريكية متقاعد يحاول المضي قدماً في مهنة مدير مالي للاعبين آخرين.
وتضم قائمة «الفيلموغرافي» الخاصة بالصخرة أكثر من 46 فيلماً ومجموعة من المسلسلات المرئية، نال بفضلها جوائز، منها اختياره ضمن قائمة مجلة «تايم» لأكثر 100 رجل مؤثر في العالم لسنة 2019.
كروز الكوميدي
يتذكر كثيرون ذاك الأب المهووس بحساب المصاريف، والخاضع رغم جسده القوي تحت سيطرة زوجته ، في مسلسل «الكل يكره كريس».
ورغم مظهره الهادىء وقدراته الكوميدية، يبدو واضحاً أن تيري كروز، بطل مسلسل «بروكلين 9-9» يمتلك جسداً صنعته رياضة محترفة، وهذا ما يعلمه محبو كرة القدم الأمريكية.
فكروز، الذي ظهر أيضاً كمقدم لبرنامج «أمريكا غوت تالنت» كان في الأصل مدافعاً وظهيراً لفرق لوس أنجلوس رامز، سان دييغو تشارجرز وواشنطن ريدسكينز، الناشطة في دوري «إن إف إل».
جاكمان ينقل الرغبي إلى الشاشة الفضية
أهدت رياضة الرغبي إلى السينما الممثل هيو جاكمان، المعروف لدى محبي السينما بـ»وولفرين» في سلسلة أفلام «إكس مان».
ولإن دوره كان في فيلم البؤساء، والذي جلب له المنافسة على جائزة أفضل ممثل في «الغولدن غلوب» لم يضطره لاستدعاء قدراته الرياضية، فإنه مثل إلهاماً لأعماله الناجحة، والتي طبعت غالباً بطابع الرياضة.
البيسبول كاد يختطف كلوني
أما أحد أكثر ممثلي هوليوود جاذبية جورج كلوني، فقد استهوته رياضة البيسبول، وانخرط في مسابقاتها، لاسيما أثناء دراسته الجامعية.
ولوهلة دفع هذا الشغف كلوني للتقدم إلى فريق «سينسيناتي ريدز»، إلا أنه لم يوفق في ذلك، ليصب في مصلحة السينما، والتي باتت هدفاً للرجل الوسيم.
وقال كلوني الذي لعب أدواراً رئيسة في الأجزاء الأولى لمسلسل «إي آر» ثم أكد على نجوميته في فيلم «أوشين إليفن» في تصريحات صحافية : « لقد اعتقدت حقًا طوال حياتي الجامعية أنني سأصبح لاعب بيسبول محترفًا».
هوسك .. من حسناء للسلة إلى نجمة للإعلانات
ويختلف الأمر لدى الممثلات قليلاً، إذ لا تعتبر الرياضيات القتالية وكمال الأجسام مدخلاً نحو السينما، وبالنسبة لعارضة الأزياء السويدية الحسناء إلسا هوسك، والتي أفادت من جمالها في ولوج عالم السينما، فقد كانت البداية مع كرة السلة، التي كانت تواقة في طفولتها للعبها، بل إنها ظهرت في بعض مباريات دوري بلادها للكرة البرتقالية.
وقالت ذات صراحة غلفت بتواضع : «لا يغرنكم ذلك، فدوري السلة السويدي ليس شبيهاً بنظيره الأمريكي .. اللعبة هناك متواضعة ولا تتمتع بشعبية كبيرة».
ورغم ذلك أقرت هوسك، ذات الـ34 ربيعاً، أنها أفادت من ممارستها السلة لتحصل على قوام رشيق، ما جعلها نجمة بدون منازع لعروض «فيكتوريا سكريت» و«ديور»، ثم فوزها بأدوار في أفلام، على غرار «بارنينغ برايت».
مجنونة العيون أيضاً
ولم تكن بطلة مسلسل «مجنونة العيون» أوزو أدوبا بمنأى عن الرياضة، فحبها للركض وجهها نحو فريق ألعاب القوى بجامعة بوسطن.
وكما هي متوفقة في أدائها التمثيلي، عرفت أدوبا النجاح «رياضياً»، فقد كانت قريبة من تحطيم الرقم القياسي – للجامعات الأمريكية – في سباق الركض لـ55 متراً (7.07 ثانية مقابل 7.03).
وما تزال بطلة مسلسلات منصة «نيتفليكس» محبة للركض، حيث ظهرت في عدة ماراثونات، منها الذي نظم بمدينة نيويورك سنة 2013.
هدسون تشذ عن القاعدة
أما الشقراء كيت هدسون، فهي عاشقة – حد الثمالة – لكرة القدم، ودأبت دائماً على مداعبة الساحرة المستديرة، خاصة عندما كانت في مرحلة الدراسة الثانوية.
وكان للوراثة تدخل كبير في ذلك، فوالد الممثلة الأمريكية كان لاعباً لكرة القدم، بينما انخرط شقيقها في مسابقات الهوكي.
وإلى جانب كرة القدم «العادية» تبدو بطلة فيلم «أولمست فاموس» مولعة بكرة القدم الأمريكية، وتظهر حماسة في تشجيع فريق «دانفر برونكس».