النصـــــر يتجاوز كيغـــــالي
ويكمل «الثلاثية الليبية» في كأس الكونفيدرالية
استحال العتاب توافقاً، وانقلب الخلاف تواؤماً، حتى أسفر عن هدف بوزن الذهب لمصلحة النصر، بلغ به الفريق المرحلة الثانية لدور الـ32، ، مكملاً “الثلاثية الليبية”، وبات على أعتاب دور المجموعات بكأس الكونفيدرالية الإفريقية.
هذه الكلمات القصيرة تلخص مشهدية سعيدة، كتبتها التضحية وأسستها روح تجعل اسم النادي على مسمى، فلا تعرف الانهزام، ولا تخضع لمعايير التحضير المتأخر، وتظهر شخصية النصر في الوقت المناسب.
فما كان من عتاب اتخذ مظهراً حادًا في مباراة الذهاب للدور الـ32 “الأول” بين النصر ومضيفه كيغالي الرواندي، على ملعب “هيوي” بين المهدي الكوت وعبد السلام الفيتوري، تحول في مباراة الإياب على ملعب “شهداء بنينا” الأحد الماضي إلى تناغم، بلغ أشده في الدقيقة 68، عندما مرر الأول كرة بينية متقنة إلى الثاني، فاستقبلها هذا الأخير وسددها بقوة على حافة منطقة الجزاء، محرزًا هدف المباراة الوحيد.
توازن وحذر
أدار الصربي زوران ميلينكوفيتش مباراة الإياب على ملعب شهداء بنينا بين الرغبة في اقتناص الفوز والحذر المدفوع باحترام خصم أظهر إمكانات لا بأس بها في مواجهة الذهاب.
وتناغم هذا الرسم التكتيكي مع ما ذهب إليه ميلينكوفيتش قبل المباراة بأن الحسم ليس سهلاً، لاسيما وأن نتيجة الذهاب “التعادل السلبي” ذات حدين وقد تشكل خطراً على النصر.
ورغم ذلك، شن رفاق القائد علي سلامة هجمات على مرمى النادي الرواندي منذ البداية، بهدف إحراز هدف يريح الأعصاب ويجعل الضيف يتقدم أكثر، ليكشف بذلك عن مساحات خلف مدافعيه، إلا أن جل الفرص التي هيأت أمام مهاجمي الفريق “أهدرت بغرابة ممتزجة بسوء توفيق”.
وهكذا مرت دقائق الشوط الأول بين هجوم “نصراوي” ودفاع “كيغالي”، ليعلن حكم المباراة، السوداني محمود علي محمود، عن نهاية نصفها الأول بالتعادل السلبي.
مقدم الفرج
في الشوط الثاني استمر الحال على ما كان في سابقه، محاولات لا تتوقف من جانب النصر، ودفاع مستميت يبديه كيغالي، الطامح حينها إلى استدراج زملاء خالد مجدي إلى ركلات الترجيح.
لكن تلك المخططات “الرواندية” باءت بالفشل، تحت وقع مهارة الكوت والبديل عبد السلام الفيتوري، حيث فاجأ متوسط الميدان الدولي دفاعات المنافس بتمريرة متقنة أخرجتهم من اللعبة لبرهة، ثم تكفل الفيتوري بالبقية، عندما سدد كرة أرضية، اتخذ معها الحارس فياكري موضع المتفرج.. وكان هذا الهدف كافياً لكي يتجاوز النصر العقبة الرواندية ويمر إلى دور الـ32 “الثاني” على أعتاب مرحلة المجموعات.
اللاعب رقم 12
كعادته، أعطى جمهور النصر درساً في كيفية مؤازرة فريقه، فاتجه – زرافات ووحداناً- إلى ملعب “شهداء بنينا”، ثم ما انفك يصدح مشجعًا لاعبيه طوال المباراة، محيلاً المدرجات إلى كرنفال مذهل، دون أن يأخذ تأخر التسجيل إلى آخر 20 دقيقة من زمن اللقاء منه مأخذاً.
وقد أكد أنصار الفريق المقولة التي تضع الجمهور في موضع اللاعب رقم 12، فتلك الأهازيج التي ملئت جنبات ملعب “شهداء بنينا” كان لها بالغ الأثر في دفع الحماسة لدى اللاعبين إلى ذروتها، وساهمت بقوة في تجاوز التشكيلة الحالية لبعض النقائص التي فرضها تأخر الاستعداد، واضعة الكرة في ملعب المدرب واللاعبين، لكي يواصلوا على ذات منوال الاجتهاد في الدور القادم.
خارج التغطية
أجريت قرعة المرحلة الثانية “التكميلية” لدور الـ32 بكأس الكونفيدرالية الإفريقية أمس الثلاثاء، حيث قسمت الأندية بين 16 أثبتت علو كعبها في هذه المسابقة، ومثيلات لها قدمت من دوري الأبطال.
ولارتباطنا بمواعيد معينة مع المطابع، فقد كانت انضوت القرعة في هذا العدد تحت قائمة “المستحيلات” لكننا سنسجل إيضاءة عليها – بكثير من التفاصيل – في الأعداد القادمة.