في الدور الـ32 التكميلي للكونفيدرالية
الأخضر قادر على تحقيق المهمة المستحيلة
دأب نجم هوليوود توم كروز على لعب دور البطل الخارق في سلسلة أفلامه الشهيرة “المهمة المستحيلة“, مستحيلاً في أجزائها الـ7 على الهزيمة ومتحدياً كل العوائق والمخاطر – مهما علا شأنها – وهذا ما يجب على الأخضر الإيمان به والعمل عليه طوال 90 دقيقة يقابل فيها ضيفه بلاتوه يونايتد النيجيري على ملعب “شهداء بنينا” بمدينة بنغازي, في إياب الدور الـ32 “التكميلي” لمسابقة كأس الكونفيدرالية الإفريقية.
ورغم صعوبة المهمة, بعد التأخر بنتيجة ثقيلة ذهاباً, بلغ قوامها 4 أهداف مقابل هدف واحد لصالح بلاتوه يونايتد, فإن الأخضر لم يرم المنشفة البيضاء بعد, بل إن ما بدر من تصريحات مسؤوليه يدل على تجهيزهم للقيام بـ“ريمونتادا” تقودهم إلى دور المجموعات – لأول مرة في تاريخ النادي, وترفع من أسهمهم قارياً “حال حدوثها“.
وسيعوّل الأخضر في مهمته هذه على 5 عوامل هي : –
- رفض الاستسلام
يقال أن الخسارة النفسية أشد وقعاً مما سواها, وقد يجعل التأخر بـ4 أهداف “ذهاباً” أي فريق مستسلماً في مباراة الإياب, إلا أن ما أظهره الأخضر يعاكس ذلك, ويبدي جلياً أن جذوة التحدي لدى اللاعبين ما تزال مشتعلة.
فما هي إلا ساعات بعد الخسارة على ملعب “موشود أبيولا” في مدينة أبوجا, حتى انتظم اللاعبون في تدريبات هدفها تجاوز خيبة الأمل وبدء التجهيز لموقعة “بنينا“.
ثم أتبع ذلك بقرار الجهاز الفني والإدارة ببقاء الفريق في بنغازي من لدن وصوله للمدينة قادماً من أبوجا, ودخوله في معسكر قصير مكثف للمحافظة على تركيز اللاعبين, ليؤكد أن الأخضر يطمح لتحقيق “ريمونتادا” تاريخية.
- دعم الجمهور
يعوّل رفاق صهيب بن سليمان على دعم الجمهور, ولأجل ذلك ذكّر رئيس النادي إدريس بوقويطين الأنصار بضرورة التوجه إلى ملعب شهداء بنينا ومؤازرة الفريق.
وقال بوقويطين في إدراج له على حسابه بمنصة “فيسبوك” : جمهور الأخضر أنتم من نعوّل عليه في تحقيق المراد ونريد تشجيعكم المتواصل قبل المباراة وأثناءها وبعدها“.
ولا ينكر أي متابع لكرة القدم دور الجمهور في شحذ الهمم ورفع مستوى اللعب وتحفيز اللاعبين على تقديم أفضل ما يملكونه من أداء, وهذا ما يبتغيه الأخضر في مواجهة اليوم.
- فأل “بنينا“
لم ينقاد الأخضر للهزيمة هذا الموسم على ملعب “شهداء بنينا“, بل كانت أهدافه حاضرة بوفرة في كل مرة يحل فيها الأخضر “مضيفاً” على هذا الملعب.
فكانت البداية بثلاثية في مرمى أهلي الخرطوم السوداني, في تمهيدي الكونفيدرالية, ثم أتبعت بثلاثية أخرى في شباك عزام يونايتد التنزاني, الذي قابله الفريق في الدور الثاني للمسابقة القارية.
وعلى المستوى المحلي, خاض زملاء وجدي سعيد مباراة واحدة على هذا الملعب, جمعتهم بدارنس في ربع نهائي الكأس “المستمرة من الموسم المنصرم” ويومها دك الأخضر شباك منافسه بسداسية كاملة.
وبذلك, نسج الفريق القادم من مدينة البيضاء علاقة وطيدة مع ملعب بنغازي, وأضحى هذا الأخير “فأل حسن” عليه, ما سيكون له أثر “سيكولوجي” واضح على لاعبي الأخضر في مواجهة بلاتوه.
- الكرة الهجومية
يرفع الأخضر ومدربه التونسي سمير شمام شعار الكرة الهجومية منذ مواسم, حتى أضحت الأهداف قرينة لمباريات الفريق.
ولا يتوقع أن يتغير هذا النهج اليوم, ففي ظل وجود مهاجمين من طراز الأنغولي آري بابل وسالم روما والبنيني جاك بيسان, ومن ورائهم خط وسط يحبذ الاقتراب من مناطق المنافس ويمثله عامر التاورغي وأنس الورفلي وصهيب بن سليمان, سيحاول الأخذر منذ البداية أن يصل شباك بلاتوه ويحقق مراده.
- هدف بابل
تستمر كرة القدم الإفريقية في العمل بمبدأ احتساب الهدف خارج القواعد بهدفين في حال التعادل, بعدما أدارت نظيرتها الأوروبية ظهرها له.
لكن هذا الاستمرار قد ينفع الأخضر, الذي نجح مهاجمه الأنغولي بابل في تسجيل هدف غالٍ, إذا ما استثمر جيداً.
فقد بات أبناء المدرب شمام في حاجة للفوز بثلاثية نظيفة فقط, وهو أمر على صعوبته ليس بالمستحيل, لاسيما وأن الأخضر فعلها مرتين من قبل في هذه المسابقة, كما أنه كان قاب قوسين أو أدنى من تسجيل أهداف أكثر في الذهاب, إذ منعته العارضة من رفع رصيده التهديفي في 3 مناسبات.
- قبل الختام
لكن إيضاح الحقيقة يستوجب الإقرار بصعوبة المهمة, فبلاتوه يونايتد ليس بالخصم الهيّن, وقد أظهر شراسة أمام الترجي التونسي في الدور الثاني بدوري أبطال إفريقيا, وخسر بركلة جزاء مشكوك في صحتها.
كما أن التخلف بفارق 3 أهداف يستوجب من الأخضر التفوق على نفسه ولعب مباراة بطولية, لتجاوز الهضبة النيجيرية.